الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
داءُ الثعلبة (Alopecia Areata)
الثعلبة هي مرضٌ يتسبّبُ بتساقطِ شعرِ المصابِ في بقعةٍ ما من الجسم أو في بِقعٍ متعدّدة، وتعدّ فروةُ الرأس أكثرَ الأماكن تعرّضاً للإصابةِ به.
لم يتوصّلِ العلماءُ حتّى الآنَ إلى السببِ الرئيسي للإصابة، ولكن تشيرُ الأبحاثُ إلى كونِه مرضاً مناعيّاً ذاتيّاً، حيث يقومُ الجهازُ المناعي للجسم بمهاجمةِ وإتلافِ بُصَيلات الشعرِ متسبّباً بتساقطه، وغالباً ما يتساقطُ الشعرُ على شكل كُتلٍ، تاركاً خلفَه بقعةً دائريّةَ الشكلِ خاليةً من الشعر.
• هناك عدّةُ أنماطٍ للثعلبة، تتضمن:
- الثّعلبة البقعية Alopecia Areata: تكون الإصابةُ في بقعةٍ واحدٍة، وأحياناً في بقعٍ متعددة.
- Alopecia totalis الثعلبة الشاملة للرأس: حالةٌ نادرةٌ يتساقطُ فيها شعرُ الرأسِ كلِه.
- Alopecia universalis الثعلبة الشاملة للجسم: حالةٌ نادرةٌ يتساقطُ فيها شعرُ الجسم.
• الأعراض:
يُعدُّ تساقطُ الشعر العرضَ الوحيدَ الأكثرَ وضوحاً، وقد يصاحبُه في بعض الأحيان إحساسٌ بالحرق أو الحكّة.
حيث يبدأُ المرضُ بتساقطِ الشعرِ في بقعةٍ أو اثنتين، وغالباً ما تكون الإصابةُ في فروة الرأس، ولكنّها قد تظهرُ في أماكنَ أخرى كالذّقنِ والحاجبين، أو حتى الذراع والساق في بعضِ الأشخاصِ.
وتكون بقعةُ الشعرِ المتساقطِ ذاتَ شكلٍ أقربَ للدائري، ناعمةَ الملمس، لونَها بين البرتقالي والأحمر، حيث يصفُه بعض الأطباء أنه أشبه بلونِ ثمرةِ الخوخ، ويمكن أن يتخذَ الشعرُ في حوافِ البقعة شكلَ علامةِ التعجّب!
في نمط Alopecia totalis من الثعلبة يتمُّ الفقدانُ الكلي لشعرِ الرأسِ خلالَ ستةِ أشهرٍ من بداية الأعراض، ويجدرُ بالذكر أنَّ داءَ الثعلبةِ لا ينتقلُ عن طريق العدوى، وليسَ له أيَّ أعراضٍ صحيّةٍ خطيرة أو مسببّةٍ للوفاة.
• الأشخاصُ الأكثرُ عرضةً للإصابة به:
يعدُّ العاملان الجيني والوراثي أكثرَ العواملِ المؤدّيةِ للإصابةِ بالثعلبة، حيث يزيدُ احتمالُ الإصابةِ به في حالِ وجودِ أقاربَ آخرين مصابين بنفسِ الداء، وبنسبةٍ أقل في حالِ وجودِ بعضِ الأقاربِ المصابين بأمراضٍ مناعيّةٍ أُخرى، كالذئبةِ الحمامية أو النمطِ الأول من داءِ السكّريّ أو بعضِ أمراض الغدّة الدرقيّة.
وتشيرُ بعضُ الأبحاثِ إلى ارتباطِ الإصابةِ بالعواملِ النفسيّةِ كالضغطِ العصبي والتوترِ، وكذلك ترتبطُ بالأحداثِ المؤلمةِ كالولادةِ أو الإصابات أو الجروح.
• مصيرُ الإصابة:
لا يمكنُ التنبُّؤُ بمصيرِ الإصابة، حيثُ يُصاحبُ بعضَ الحالات نموُّ شعرٍ ضعيف، قد يبدأُ بالتساقطِ مجدّداً، وفي حالاتٍ أُخرى قد ينمو الشعرُ من جديدٍ ويعود كالسابق، لذلك فكلُّ حالةٍ تعدّ مميزةً عن الأخرى، حتّى أن بعضَ الحالات قد تفقد شعر الجسم كلّه، ومن ثمّ يبدأ الشعر بالظهور والرجوعِ مجدّداً.
• لكن أكثرَ العواملِ المسببةِ لتأخّرِ الشفاء هي:
- الإصابةُ بالثعلبةِ في سن صغير.
- الإصابةُ بالثعلبة على المدى الطويل.
- الأكزيما.
• طرقُ العلاج:
لا يوجدُ علاجٌ دائمٌ للثعلبة، حيث أنّ الإصابةَ يمكنُ أن تتكرّرَ أكثرَ من مرة، لذلك فإنَّ طرقَ العلاجِ المتوفّرةِ حتى الآن قادرةٌ على علاجِها مؤقتاً فقط، ولا تستطيعُ ضمانَ الشفاءِ التام، ونذكرُ من بينِها:
1- الستيروئيدات (Steroids):
تعدُّ الستيروئيداتُ أهمَّ وسائلِ العلاج، ومنها الستيروئيدات القشريّة مثل الكورتيزون، حيث يتمُّ حقن كميّاتٍ منها تحتَ الجلد، أو جهازيّاً على شكلِ حبوبٍ أو كريمات موضعيّة، في محاولةٍ لتثبيطِ المناعة، حيث تُستَعمَلُ الطريقةُ نفسُها في العديدِ من أمراضِ المناعةِ الذاتية.
2- وضعَ بعضِ الموادّ المُثيرةِ للحساسية على الجلد، حيث تقومُ هذه المواد بإحداث التهابٍ بسيط، ممّا يؤدي إلى زيادةِ تدفّقِ الدم ومن ثم نموّ الشعر مرّةً أخرى، ويستعملُ بعضُ الأطباءِ هذه الطريقة في ظروفٍ محددّة.
3- استعمالَ بعضِ الكريمات الموضعية.
4- يستعملُ بعضُ الأطباءِ الأشعةَ فوقَ البنفسجيةِ لعلاجِ الثعلبة.
• فيما يلي بعض النصائح في التعاملِ مع داءِ الثعلبةِ حتى يتمَّ الشفاء منه:
1- استعمالُ أدواتِ التجميل لإخفاءِ بقعِ فقدانِ الشعر.
2- تغطيةُ أماكنِ البقعِ بالقبّعات أو الأوشحة.
3- تخفيفُ حالاتِ التوتر والإجهاد.
4- رَغمَ كونِ المرض ليس خطيراً من الناحيّةِ الجسديّة، لكنّه قد يتسببُ للمصاب ببعضِ المشاكل النفسيّة، كالاكتئابِ والخجل، لذلك عند شعورِ المصاب بالضّيقِ النفسي، عليهِ أن يستشيرَ طبيباً نفسيّاً للتخفيفِ من وطأة الاكتئاب.
ملاحظات تتعلق بالعلاج من الصيدلانية هدى سلمان:
أكثر الأدوية الموصوفة لعلاج الثعلبة الكريمات الكورتيزونية (دي بروبيونات بيتاميتازون، كلوبيتازول) والتطبيق موضعي مرتين باليوم، وممكن في حال تساقط الشعر استخدام محلول مينوكسيديل 5% كما يطبق مرتين باليوم في مناطق تساقط الشعر. وفي حال لم يفيد العلاج الموضعي الخارجي يتم اللجوء إلى حقن الكورتيزون تحت الجلد، ويمكن أن تُعطى الكورتيزونات الجهازية بعد موازنة الخطورة والفائدة عند المصاب. (طبعاً بالصيدلية ممكن للصيدلاني أن يصرف أول خيارين بالعلاج الموضعي الخارجي، أما الحالات المعنّدة تتطلب تدخل الطبيب).
المصادر:
مصدر المقدمة: