منوعات علمية > سلسة أكبر كذبات التاريخ
حصان طراودة
إذا كان كل شيء مباح فعلاً في الحب والحرب, قد يكون بمقدارنا مسامحة هذه الكذبة نوعاً ما أكثر من غيرها. عندما توارى باريس عن الأنظار مع هيلين, زوجة الملك الاسبارطي, بدأت الحرب و بقوة, واستمرت مستعرة على مدى 10 سنوات طويلة, وفقط حين اعتقد الطراوديين بتغلبهم على الإغريق, وكان ذلك اعتقادا خاطئا وضوحاً, فقد حضر الاغريق حيلة أُخرى يهجمون بها و بقوة!
وفي فكرة عبقرية، بنى الإغريق حصانًا خشبيًا ضخمًا ذو بطن مجوف صالح للاختباء به. أقنع الاغريق خصومهم بأن هذا التمثال عربون سلام بين الطرفين, وقبله الطراوديين بسعادة و دون اي شك بنواياهم, واحضروا الحصان الى داخل مدينتهم المحصنة. و في الليل, بعد خلود الطراوديين الى النوم, خرج الاغريق المختبئين داخل الحصان من الباب المخفي. وشرعوا بالهجوم على بيوت الطراوديين وذبحهم و قتلهم غدراً.
من دون أي شك, تعد هذه الخدعة واحدة من أكبر وأنجح الحيل التي عرفها التاريخ, وهذا بالطبع يتوقف على مدى صحة هذه الواقعة. ويذكر هوميروس في الإلياذة هذه الواقعة, وفيرجيل ايضا يستنبط هذه القصة في
"الاينيد" "The Aeneid"
. تشير الدلائل الى ان الرواية بحد ذاتها وقعت بالفعل, وقد اعترف بصدق رواية هوميروس. بحث المؤرخون لفترات طويلة في التحقق من مدى صحة هذه التفاصيل, وإحدى النظريات وراء حصان طراودة تأتي من المؤرخ مايكل وود, الذي اقترح أنه كان مجرد كبش الضرب في شكل الحصان الذي تسلل إلى المدينة. (المصدر: هوتون Hughton).
وفي أي حال, سواء كانت القصة قد وقعت فعلا ام لا, فإنها تحمل مكانة هامة ودائمة في الخيال الغربي بمثابة تحذير الى الانتباه من الأعداء الذين ظاهريا يقدمون لك الهدايا وعدم الثقة السريعة بهم.