الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

كرات الظل التي تحافظ على المياه

لطالما كانت المياه مشكلة كبيرة بالنسبة لولاية كاليفورنيا بشكل عام ولمدينة لوس انجلوس بشكل خاص، والتي كانت قضية تأمين مياه لأربعة ملايين شخص من أهمّ قضياها أثناء نموها خلال القرن الماضي، فهي تستورد حوالي 90% من المياه اللازمة لها، وتُقدِر مؤسسة المياه والطاقة في المدينة كمية خسارتها من المياه بحوالي 30 مليون جالون سنوياً.

أغلب مصادر المياه في المدينة هي مصادر سطحية، يتم جمع مياهها من عشرة احواض شرقيّ المدينة، والمصادر الأخرى هي جوفية لا تتجاوز نسبتها 30%.

يهدِّدُ هذا الجهدَ الكبير المبذول لجلب المياه إلى المدينة خطرٌ التبخر عند تخزينها، حيث تشير التقديرات إلى أن ولاية كاليفورنيا فقدت 63 تريليون غالون من الماء بين عاميي 2013 و2014 بسبب التبخر.

بنت المدينة في عام 1906 خزانين للمياه، أحدهما "البحيرة الفضية" Silver Lake، والآخر أسمته "إيفانو" Ivanhoe نسبة لرواية "إيفانو" للسير والتر سكوت عام 1819.

ويتميّز خزان إيفانو بقدرته على استيعاب 3 ملايين متر مربع من الماء وهو حالياً يخدم حوالي 600 ألف مستهلك محلي.

وأثناء قيام خبراء قسم المياه والطاقة بفحص عام 2007 في المدينة، فقد تم العثور على مستويات قد تكون خطرة من "البرومات" Bromate في مياه خزان إيفانو، وهي مادة يُشتبه بأنها مسرطنة إلا أنها شائعة في أنظمة المياه البلدية، حيث أن هنالك طرقاً عديدةً يُمكن أن تتولد عن طريقها، أكثرها شيوعاً هي اتحاد البروميد والذي يظهر طبيعيّاً في المياه الجوفية مع الأوزون، كما يمكن أن تتشكل لدى تعرّض المياه المعالجة بالكلور إلى أشعة الشمس. ولقد تقرّر على إثر ذلك إغلاق خزان إيفانو على أن يتم استبداله بمنشأة ضخمة تحت الأرض، وهي قيد الإنشاء حالياً، لذلك لا يزال خزان إيفانو يُستخدم في تخزين المياه، ففي أوقات الجفاف الطويلة لا تستطيع المدينة خسارة كمية كبيرة من المياه نتيجة عملية التبخر.

يتصف مناخ لوس انجلوس بأنه دافئ وجاف نسبياً في أفضل الحالات. فهو يتمتع بدرجات حرارة مرتفعة مترافقة مع رطوبة نسبية، الأمر الذي تُصبح معه عمليه التبخر أكثر من تحدي. وبجمع مشكلة التبخر مع مشكلة البرومات سوف نجد بأننا بحاجة للابتكار وللقيام بحل سريع، ومن هنا جاءت فكرة الكرات السوداء الصغيرة.

سُميت هذه الكرات "كرات الظل" وهي تُعرف أيضاً باسم "كرات الطيور" وتُستخدم في المطارات لتغطية المياه الواقعة بالقرب من المدرجات حيث تمنع تجمع الطيور على الماء وتقي من حوادث طيران بسبب هذه الطيور.

تتخصّص حالياًّ شركة (XavierC) بصناعة هذه الكرات، والتي تعود فكرتها لصاحبة الشركة "سيدني تشيس" Sydney Chase. تُغلَق كرات البولي إيثلين السوداء ذات القطر البالغ 4 إنش بإحكام شديد ويتم تعبئتها جزئياً بماء صالح للشرب كي تبقى ثابتة ولا تذهب بعيداً في حال تعرضها للرياح القوية. وهي قابلة للتحلل ومطلية بمادة تعكُس الأشعة فوق البنفسجية، ويُتوقع لها أن تبقى لمدة 25 عاماً، وتبلغ كلفة الكره الواحدة من هذه الكرات حوالي 36 سنت. إن مبدأ هذه الكرات بسيط فهي تُغطّي كامل سطح الخزان، وبالتالي تُشكّل أربع طبقات عازلة بين العناصر والماء، ويعمل اللون الأسود على عكس الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي يعمل على كسر عملية تشكل البرومات.

وبالنسبة لخزان إيفانو فقد احتاج إلى حوالي 96 مليون كرة لتغطية سطحه بشكل كامل. وفي غضون 30 دقيقة طُوق جزء من خزان إيفانو وغُطي بالكرات السوداء، تماماً كانزلاق تيار من الكافيار الضخم، حيث توالت الكرات بالانحدار نحو الخزان، حيثُ تؤكّد عالمة الأحياء "مارينا بوساتو" Marina J.F. Busatto بأن جودة المياه لن تصبح أفضل من دون هذه الكرات.

ومن المقرر أن يتم إزالة هذه الكرات بعد الانتهاء من عمل الخزان الرئيسي الكبير. وقد علّق أحد السكان مشيراً بأنها تبدو كتسرب نفطي، لكنها ليست سيئة لطالما أنّها مؤقتة، كما أنّ جودة المياه أكثر أهمية من المنظر.

المصادر:

هنا

هنا