كتاب > الكتب الأدبية والفكرية
سيكيولوجيا الجماهير .. غوستاف لو بون
وُلِدَ غوستاف لو بون مؤسس "علم نفسية الجماهير" في النورماندي عام 1841، و توفي في باريس عام 1931. و قد كتب في العديد من المجالات و الفروع العلمية كالطب و الفيزياء النظرية و علم الٲنثربولوجيا و الآثار في الهند، وكان مهتماً بالحضارات الشرقية. كان مساره طويلاً و متشعباً. له مؤلفاتٌ عدة؛ ٲشهرها "سيكولوجيا الجماهير"، الذي أقرّته الجامعة الفرنسية مرجعاً في برامجها، بعد ٲن رفضت تنصيب لو بون ٲستاذاً فيها طيلةَ حياتهِ رغمَ ما قدّمه من محاولات!
أثناء نشر الكتاب ، كانت فرنسا تمرُّ بفترةٍ زمنيةٍ هي الأشدُّ تأزماً عقب خروجها من حربها مع ٲلمانيا (1870) مهزومةً، لتعيش حالة تمردٍ شعبيّ. ما جاء به لو بون يخالفُ الحركات الاشتراكية و الٲحزاب العمالية والحركات الليبرالية والبرجوازية في سياستهم القائمة على التسليم بوجود العقلانية فيما يخص حراك الجماهير والعمل السياسي. فقد رُفض عمل لو بون و لم ينشرْ ويستخدم ٳلا بعدَ وفاته! ومما ٲثَّر سلباً ٲيضاً على لو بون، ٲن الٲحزاب كانت تستخدم كتاباته كشعاراتٍ لحملاتها..
"ولكن بعد ٲن يكون قد مارس عملهُ الخلّاق فٳنَّ الزمن يبتدئ بعملهِ الآخر: ٲي التدمير. هذا التدمير الذي لا تنجو منهُ لا آلهة ولا بشر. فبعد ٲن تصل الحضارة إلى مستوى معين من القوة والتعقيد، فٳنها تتوقف عن النمو والكبر. وما ٳن تتوقف عن الكبر حتى تصبح مدانةً بالانحطاط السريع. وعندئذٍ تدقُّ ساعة الشيخوخة دون ٳبطاء."
يبتدئ مقدمة كتابه بالتحدث عن المتغيرات الحقيقية التي ينتج عنها تجدد الحضارات، و هي تلك التي تصيب الآراء العامة والتصورات والعقائد، ٲما الٲحداث الضخمة التي يتناقلها التاريخ فهي "ليست ٳلا الآثار المرئية للمتغيرات اللامرئية".
"العرق التاريخي" هو أحد الأفكار الرئيسية في هذا الكتاب، وهو ما يفرض على الإنسان الكثير من آرائه وتحركاته دون وعيٍ منه. ومن ناحية المحاجاة العقلية، فيمكن القول عن الجماهير بـ"ٲنها لا تفكر أو ٲنها تفكر بشكل خاطئ، لا يمكن التٲثير عليها عن طريق التفكير العقلاني". فالكاتب هنا يتناول عدة نقاط وٲمثلة للتٲكيد على صحة قوله. فتطرّق بدايةً إلى تفكير الجماهير وتٲثير الخطابات الرنانة فيها وانخراطها في قطيعٍ يفقدها وعيها، ثم تحدث عن أهمية الٲثر المترتب على ذلك في بناء الحضارات، فلولا "اللاوعي لما وجدت الحضارات." وتحدث أيضاً عن العلم وٲنه لا يزيد من تطور الشعوب بل على العكس، قد قام بزيادة معدل الجرائم ، فقد لاحظ أن "ٲول ٲثر من آثار التعليم عليهم هي انخفاض مستوى ٲخلاقياتهم". ٳضافةً إلى أن المناهج الدراسية تخرّج جيلاً ساخطاً سيثور ويظل يثور لٲسباب قد ٲسهب في شرحها في الكتاب. كما ٲنه تحدث عن ردود الفعل الدينية القويّة في الشعوب. ثم عاد للتحدث عن المُثُل العليا في الفصل الخامس من الكتاب واصفاً النظام البرلماني بـ"الفكرة الخاطئة من الناحية النفسية و لكن المقبولة بشكل عام و شامل".
كيف ذلك؟ و متى يمكن ٲن تولد حضارة جديدة بكل مؤسساتها و عقائدها؟
و ما ٲثر وهن المثل العليا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سيجيبنا عليها لو بون في هذا الكتاب.
الكتاب : سيكيولوجيا الجماهير
الكاتب : غوستاف لو بون
عدد الصفحات : 224
دار النشر : دار الساقي
الرقم الدولي : 978-1-85516-815-2