الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية
الأسباب الخفية لنقص الفيتامين D
فيتامين D من المغذيات الأساسية لصحة العظام ووظيفة العضلات. ويرتبط نقصه بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض المناعة الذاتية وبعض أنواع السرطانات وأمراض القلب والأوعية الدموية. يتواجد فيتامين D في بعض الأطعمة مثل زيت السمك وبعض الأسماك الدهنية والحليب ومشتقاته المدعمة بهذا الفيتامين، إلا أن اصطناعه عبر الجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس تعتبر من أهم مصادره في جسم الإنسان، و يوصى بتناول 600 وحدة دولية من الفيتامين D يومياً.
وبعد أن تحدثنا في مقال سابق (هنا) عن أعراض فرط وعوز فيتامين D سنتطرق في هذا المقال إلى أسباب عوز فيتامين D بشيء من التفصيل.
في الحقيقة، هنالك عوامل عديدة تؤثر في المستويات المصلية للفيتامين D منها التعرض لأشعة الشمس، لون البشرة، العادات الغذائية، والعوامل الثقافية وقد تمت دراسة هذه العوامل بشكل منفصل.
• فصول السنة ومدى التعرض للشمس:
حيث تم دراسة تأثير فصول السنة ومدى التعرض للشمس على مستوى الفيتامين D في الدم من قبل مجموعة من الباحثين التابعين لجامعة ولاية أوريغون Oregon State University على رأسهم الدكتور David Kerr. نُشرت نتائج هذا البحث في مجلة Psychiatry Research وبينت أن الشابات ذوات المستويات المنخفضة من فيتامين D كنَّ أكثر عرضةً للإصابة بأعراض الاكتئاب وبفروقٍ سريريةٍ هامةٍ على مدار دراسةٍ استمرت لخمسة أسابيع. حيث قام الباحثون بتوظيف 185 طالبة جامعية (تتراوح أعمارهن بين 18-25 سنة) للمشاركة في الدراسة في أوقات مختلفة خلال العام الدراسي.تم قياس مستويات فيتامين D من عينات دم المشاركات كما طلب منهن ملئ استبيان حول أعراض الاكتئاب كل أسبوع لمدة خمسة أسابيع.
بينت النتائج أن مستويات فيتامينD كانت متدنية عند العديد من الشابات المشاركات في الدراسة، كما أن معدلات نقص الفيتامين D كانت أعلى عند الشابات ذوات البشرة الداكنة بمعدل61% مقابل 35% عند بقية الشابات. كذلك أفادت أكثر من ثلث المشاركات ظهور أعراض اكتئاب هامة سريرياً كل أسبوع على مدار الدراسة.
وقالKerr أن البعض قد يُفاجئ بأنّ الكثير من النساء الشابات اللواتي يبدون بحالة صحية جيدة يعانين من هذه المخاطر الصحية. وكما هو متوقع، تعتمد مستويات فيتامين D عند النساء على الوقت من السنة، حيث تنخفض خلال فصل الخريف، وتصبح في أدنى مستوياتها في فصل الشتاء، وترتفع في فصل الربيع.
حول دقة النتائج والعلاقة بين انخفاض مستويات الفيتامين D والاكتئاب، يؤكدالباحثون أن نتائج هذه الدراسة لا تعتبر كافية إذ لابد من إجراء تجارب إضافية لفحص فيما إذا كانت مكملات فيتامين D قد تساعد في منع أو تخفيف الاكتئاب، كما ينبغي أن تكون عدد المشاركات أكبر.
• الموقع الجغرافي ونمط اللباس:
بالإضافة إلى الموقع الجغرافي ووقت السنة الذي يتحكمان بمدى توافر ضوء الشمس، فإنّ العديد من الدراسات الأخرى ربطت بين نمط اللباس وعوز الفيتامين D. حيث ضمت إحدى الدراسات 100 طالبة (متوسط أعمارهن 20.9 ± 2.1 سنة) طلب منهن ملء استبيان حول نمط الحياة واللباس، كما تم تحليل مستويات الكالسيوم و25-هيدروكسي فيتامين D والفوسفاتاز القلوية ومستويات هرمونات الغدة جارات الدرقية parathyroid. وقد أظهرت النتائج التي نُشرت في مجلة Nutrition Research أن نسبة نقص فيتامين D كان 55% عند الطالبات اللواتي يرتدين نمطاً من اللباس لا يسمح بوصول ضوء الشمس إلى الجلد مقابل 20% عند الطالبات اللواتي يرتدين لباساً يسمح بمرور ضوء الشمس.
• الواقيات الشمسية:
كذلك الأمر بالنسبة للواقيات الشمسية التي من شأنها أن تحجب الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي تخفض من كمية الفيتامين D المصطنعة عبر الجلد. لكن يجب الانتباه إلى أن التعرض للشمس بدون استعمال الواقيات الشمسية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. إذا ما العمل؟ ينصح أطباء الجلد بوضع الواقيات الشمسية على الوجه وترك الأيدي والأرجل معرضة للشمس المعتدلة لمدة 15 دقيقة قبل وضع الواقيات الشمسية عليها مما يسمح بحصول الجسم على الكمية الكافية من الفيتامين D من جهة وتجنب خطر الإصابة بسرطان الجلد من جهة أخرى.
• لون البشرة:
أما لون البشرة فهو الآخر يلعب دوراً في تركيب فيتامين D أثناء التعرض للشمس، حيث أن البشرة الداكنة تحوي على الميلانين melanin بكمية أكبر مما يحتوي الجلد ذو اللون الفاتح، وهذا الصباغ يلعب دوراً طبيعياً في الوقاية من أشعة الشمس مما يبطئ من قدرة الجلد على إنتاج فتامين D وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الأمريكيين من أصل أفريقي أكثر عرضة للإصابة بعوز فيتامين D.
في الختام يجب التأكيد على أن نمط الحياة من لباس وقضاء الوقت خارجاً ومدى التعرض لأشعة الشمس واستخدام كريمات الوقاية من الشمس ونوع الأغذية والمكملات الغذائية المتناولة يلعب دوراً هاماً في الحصول على المستويات المطلوبة من فيتامين D بالإضافة إلى تأثير الموقع الجغرافي والفصول والعمر ولون البشرة ووزن الجسم.
كما يشجع الأشخاص المعرضين لخطر نقص فيتامين D على التحدث مع الطبيب حول تناول مكملات من الفيتامين D، مع ضرورة التأكيد على أن هذه المكملات لا تعتبر بدائل للعلاجات المعروفة للاكتئاب، لكنها جيدة للصحة بشكل عام.
المصادر:
1. David C.R. Kerr, David T. Zava, Walter T. Piper, Sarina R. Saturn, BalzFrei, Adrian F. Gombart. Associations between vitamin D levels and depressive Symptoms inhealthy young adult women. Psychiatry Research, 2015; DOI: 10.1016/j.psychres.2015.02.016
2. NihalBuyukuslucorrespondenceemail, Kubra Esin, HilalHizli, NihalSunal, PakizeYigit, MuazzezGaripagaoglu. Clothing preference affects vitamin D status of young women. Nutrition Research , Volume 34 , Issue 8 , 688 - 693
3. Ginde AA, Liu MC, Camargo CA, Jr. Demographic differences and trends of vitamin D insufficiency in the US population, 1988-2004. Arch Intern Med. 2009; 169:626-32.
4. Jacob P. Thyssen, Daniel D. Bikle, Peter M. Elias. Evidence That Loss-of-Function Filaggrin Gene Mutations Evolved in Northern Europeans to Favor Intracutaneous Vitamin D3 Production. Evolutionary Biology, 2014; DOI:10.1007/s11692-014-9282-7
5. هنا
6. هنا00119-5/abstract?cc=y
7. هنا
8. هنا