الطب > طب الأسنان
زراعة الأسنان
.................................................
ما هي الزرعة السنية، أجزاؤها، استطباباتها، والمراحل التطبيقية لها؟
أجريت عمليات زرع الأسنان منذ عام 1960، وأصبح استخدامها في وقتنا الحالي أكثر شيوعاً، حيث يمكن أن تستخدم لدعم التيجان السنية والجسور، وذلك لتعويض أكبر عدد ممكن من الأسنان، مع محاكاة المظهر الطبيعي للفم والأسنان.
ما هي الزَّرْعة السنية؟ هي عبارة عن مسمار من التيتانيوم يُستخدم لدعم سن أو أكثر، يحل محلَّ الجذر السني. وهو أكثر المعادن اندماجاً وتوافقاً مع أنسجة الجسم، كما يعطي القدرة للنسيج الفموي على الشفاء (ما يسمى بالاندماج العظمي) الذي يستغرق من 3-6 أشهر.
تُستخدَم الزرعات السنية لمزايا عديدة تمتلكها ونذكر منها:
• الدعم القوي للجسور المكونة من أكثر من سن.
• تحاكي المظهر الطبيعي لشكل الفم، كما أنها من أسهل التعويضات السنية من ناحية الأداء الوظيفي وسهولة التنظيف.
• المحافظة على الأسنان المجاورة دون الحاجة لتحضيرها لتكون دعامات للجسور.
• تحسين الكلام والنطق مقارنة بتعويضات الأسنان المتحركة، لذا لن تعود هناك حاجة لاستخدام الصمغ المزعج الخاص بالتعويضات المتحركة.
أجزاء الزرعة:
تتكون من جزأين أساسين:
1- جزء علوي يظهر في تجويف الفم فوق اللثة، ويمثل تاج السن.
2- جزء سفلي يسمى الدعامة وهو بديل الجذر السني، ويكون مدمجاً مع النسيج العظمي في تجويف الفم ويتراوح طوله بين 6-18 مم.
أنواع الزرعات:
1- زرعة بطانة العظم، وتكون مُدمَجة مع العظم السني.
2- زرعة تحت السمحاق، وتكون مرتبطة بأنسجة اللثة
العوامل التي تؤثر على اختيار زراعة الأسنان كتعويض للفقد السني:
1- صحة المريض.
2- كمية ونوعية النسيج العظمي في الفك.
3- التكلفة المادية.
4- تفضيل المريض للتعويض المناسب الذي يرغب به
هل زراعة الأسنان مناسبة للجميع؟ إن كنت ممن يهتم بالحصول على أفضل تعويض مناسب لحالتك، فعليك معرفة استطبابات الزراعة ومضاداتها.
الاستطبات:
يمكننا القول بأن زراعة الأسنان مناسبة لأي مريض فَقَــدَ أحد أسنانه أو العديد منها بشكل عام، ويود استعادة المظهر الطبيعي للأسنان والقدرة الوظيفية في آن واحد.
ولكن، من المهم أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:
• الحالة الصحية الجيدة، حيث يفضل أن يكون المريض سليماً أو لا يشكو من أمراض القلب أو السكري غير المُتحكَّم به.
• اكتمال النمو العظمي للفكين، لذا لا يجب استخدام الزرعات السنية للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18سنة .
• الصحة الفموية الجيدة، هي التي تحدد نجاح الزرعات على المدى الطويل؛ لأن الاعتناء المنظم بتنظيف الأسنان والزرعات السنية هو أحد أهم الأسباب لديمومة الزرعة.
• عدم وجود نخور سنية أو التهابات لثة محيطة، لأن وجود مثل هذه الالتهابات سيؤدي إلى التهابات نسيجية حول الزَرْعة، وبالتالي فشلها وخسارتها في نهاية المطاف.
• السيطرة الجيدة على القلح والالتزام بحضور مواعيد منتظمة للفحص الدوري عند طبيب الأسنان، والتأكد من صحة الزرعة.
مضادات الاستطباب:
• عدم وجود كمية كافية من العظم لاستيعاب الزرعة.
• هشاشة وترقق العظام.
• وجود التهابات لثة غير مُعالَجة.
• مريض يعاني من سكري غير منتظم، أو سوء مرحلة الشفاء وعدم اندماج الزرعة مع العظم.
• اضطرابات تخثر الدم.
• أمراض جهاز المناعة.
• تعاطي المخدرات.
• التدخين من أهم أسباب فشل زراعة الأسنان، والإقلاع عن التدخين يزيد من فرصة نجاح الزرعات.
خطوات العملية الجراحية:
كثيراً ما يتساءل المريض عن ألم العملية الجراحية، وهنا يتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي، وأثبتت إحصاءات أن المرضى قد وجدوا عملية زرع الأسنان أقل ألماً من القلعِ، أما ألمُ ما بعدَ العملية فيمكن معالجته بالصادات والمسكنات مثل التايلينول.
إن العملية الجراحية تنقسم إلى قسمين تبعاً للظروف السريرية الخاصة بكل مريض.
أ. عملية جراحية من مرحلة واحدة:
تتمثل كالتالي، عملُ شقٍّ صغير في اللثة لكشف العظم وحفر موقع الزرعة، ومن ثم وضع الزرعة في مكانها المخصص. ومن أهم علامات نجاح الزرعة هو الثبات الميكانيكي الفوري عند وضع الزرعة في عظم الفك، وأخيراً، يوضع ما يسمى بقبّعة الشفاء لتغطية الجزء المرئي من الزرعة فوق اللثة، ويتم إزالتها بعد 3-6 أشهر "مدة الشفاء"، واستبدالها بمرفق دائم يسمى "دعامة"، والتي تأخذ شكلاً من أشكال التعويضات السنية مثل التيجان.
ب. عملية جراحية من مرحلتين:
يتم عمل شق في اللثة كما في المرحلة الأولى المذكورة سابقاً، وتوضع الزرعة في مكانها المخصص، ثم تتم خياطة اللثة فوق الزرعة إلى أن تنتهي مدة الشفاء التي تمتد من 4 إلى 8 أسابيع، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية؛ وهي عمل شق صغير آخر في اللثة لكشف الزرعة ووضع قبعة الشفاء كما في المرحلة الأولى، وبعد حوالي 6 أسابيع تكون اللثة قد تماثلت للشفاء بشكل كامل. ومن ثم يتم أخذ طبعة للفك والأسنان لعمل تاج للزرعة.
عند وضع التاج في الزيارة المقبلة للطبيب تكون عملية زراعة الأسنان قد انتهت، ولكن لابد لك من مواعيد دورية لفحص سلامة وثبات الأسنان.
تستخدم هذه الطريقة من الجراحة عند وجود حاجة لزيادة العظم في الفك، ووضع طعوم عظمية في موقع الزرع، وترك عملية الاندماج العظمي لتنتهي.
تستخدم الطعوم العظمية لدعم عظم الفك الرقيق والمتآكل في موقع الزرعة بسبب كبر عمر المريض، كما أن استخدام أطقم الأسنان المتحركة لفترة طويلة كفيلٌ بتآكل العظام الفكية وخسارة البعد العمودي للمريض.
مرحلة ما بعد العملية الجراحية والشفاء:
قد يشعر المريض بعد العملية ببعض الأعراض مثل:
1- تورم اللثة والوجه.
2- كدمات الجلد.
3- ألم على شكل نخز في موقع الزرعات.
4- نزيف طفيف في اللثة
وإذا استمرت هذه الأعراض، قد تحتاج لبعض العقاقير المسكنة للألم والمضادات الحيوية.
ما بعد مرحلة الشفاء، العناية والديمومة:
استُخدِمت الزرعات بشكل ناجح لعقود طويلة، مع وجود عناية متأنية وزيارات دورية لطبيب الأسنان للفحص المنتظم، وأثبتت الدراسات أن 95% من الزرعات تستمر لفترة لا تقل عن خمس سنوات، ويكون لمعظمها حياة أطول إذا وجدت العناية اللازمة لها.
أسباب فشل الزرعات:
مع افتراض عدم وجود أي مشاكل في عملية الشفاء بعد الزرع، وفي حين أن الزرعات لا تخضع للتسوس كما في الأسنان الطبيعية، فإن السبب الأكثر احتمالاً لفشل الزرعة هو عدم وجود عناية فموية كافية، ولذا تتراكم البكتيريا على سطح الزرعة والأنسجة المحيطة بها مما يسبب التهاب الأغشية المخاطية وانحسار اللثة المحيطة بالزرعة، وتبدأ الزرعة بالتحرك من مكانها وتفقد استقرارها داخل العظم، وإذا بقيت هذه الحالة دون علاج فمن الممكن أن تنتقل الالتهابات للعظم وبالتالي فقده وفقد الزرعة في نهاية المطاف.
من أهم علامات التهاب الأغشية المخاطية:
• النزف عند تنظيف الأسنان لمدة تتعدى فترة الشفاء لأشهر عديدة.
• تورمات حول الزرعة
• رائحة فم كريهة أو طعم سيء
لذا، لتحقيق أقصى عمر للزرعة، ينصح الأطباء وبشدة الابتعاد عن التدخين وتنظيف الأسنان بشكل صحيح ما لا يقل عن مرتين يومياً، وإن تطبيق نصائح الطبيب والزيارات الدورية والإقلاع عن التدخين، والكشف المبكر عن حالات الالتهاب يحمي الزرعة باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من قبل الطبيب ويعطي الزرعات فرصة البقاء لسنوات عديدة.
مصادر:
حقوق الصورة:
www.dentistasasociados.cl