الهندسة والآليات > مهندسون مبدعون
يمان أبوجيب .. مخترع سوري يضيء بين نجوم العلوم بموسمه السابع
لمحة عن يمان واختراعه:
يعشق يمان منذ نعومة أظفاره اكتشاف طريقة عمل الأشياء من حوله، وخاصة الآلات، مما دفعه إلى المواظبة على دورات تدريبية في مجالي الفيزياء والإنسان الآلي "الروبوتات" عندما كان عمره 10 أعوام. وتحول هذا الاهتمام إلى شغف مما شجعه على دراسة الهندسة الكهربائية في جامعة دمشق في سوريا والتركيز على الطاقة المتجددة.
يبلغ يمان الآن ٢٢ عاماً من العمر، ويعتبر مبتكراً مبدعاً يمتاز بمرونته وقدرته على التكيف بصرف النظر عن صعوبة الظروف، وبرغم الحرب والاضطرابات الدائرة في بلاده، يطمح يمان لمواصلة تعليمه والحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه في مجاله. وقد انصب اهتمام يمان مؤخراً على الطاقة الشمسية لتغيير العالم، مما أكسبه لقب "شاب الطاقة الشمسية". وخلال حياته، يواظب يمان على تشجيع نفسه من خلال التفكير الدائم بشعاره: "لا تقلل من قدر نفسك، ركز على الصورة الكبيرة وكن فاعلاً في مجتمعك".
نبذة عن المشروع:
ولد اختراع يمان "الغسالة الشمسية" من صميم الحاجة. إذ يعتبر تكرار انقطاع الكهرباء والمياه في سوريا وفي أنحاء كثيرة من العالم أمراً مزعجاً يؤثر على الحياة الروتينية. وتعد الغسالة من أهم وسائل الراحة العصرية التي تحتاج إلى توفر الكهرباء والمياه بشكل مناسب وغير متقطع.
ومن خلال هذا الاختراع، أوجد يمان طريقة لمواجهة هذه المشاكل وزيادة كفاءة الاستخدام المنزلي والصناعي. وتسهم "الغسالة الشمسية" عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية وإعادة تدوير المياه في جعل المهام اليومية
المتمثلة في غسيل الملابس أمراً أكثر سهولة لجميع الناس حول العالم كما تساعد في المحافظة على البيئة.
1_مرحباً يمان، بداية هلّا حدثتنا عن نشأتك، مكان دراستك، واختصاصك الحالي؟
أدعى يمان أبو جيب نشأت في دمشق، وتخرجت من المرحلة الثانوية بمعدل ممتاز مما سمح لي بتحقيق حلمي بدخول كليّة الهندسة عام 2011 لأباشر بعدها وخلال ذلك العام دراستي في مجال هندسة الطاقة الكهربائية بجامعة دمشق..
لقد فضّلتُ البقاء في بلدي وعدم مغادرته رغم صعوبة الظروف الراهنة إيمانا مني بأني قادر أن أكون فاعلاً أكثر في مجتمعي في حال بقائي به، وفي السنة الرابعة اخترت أن أتابع باختصاص الطاقات المتجددة لأركز في دراستي على المصادر المتجددة للطاقة كالطاقة الشمسيّة و طاقة الرياح .
تفاصيل عن يمان ضمن الحلقة اليومية:
2_ ما الذي دفعك إلى اختيار هذا المجال الهندسي دوناً عن سواه؟
منذ صغري لم يكن لدي أيّ شك أني سأختار الهندسة كمجالٍ للتخصص الأكاديمي وذلك يعود لكونها اختصاص والدي الذي قد كنت أتابعه في جميع مشاريعه الهندسية، ولكن الشرارة الأولى التي دفعتني لاختيار هندسة الطاقة الكهربائية وبخاصة الطاقة الشمسية كانت هي زيارتي لمعمل انتاج ألواح الطاقة الشمسية مع والدي عام 2007، حينها بدأت أتساءل "لماذا يتم الاستفادة من الشمس في البلدان الأوروبية التي لا تملك نصف إشعاعنا الشمسي !!؟"
أدركت عندها أنّ هذه الطاقة لا بد لها أن تكون حجر الأساس في تقدمنا العلمي والحضاري خاصة أنّها علم جديد يمكّننا من اللحاق بمن سبقونا إليه لا بل بإمكاننا أن نكون رياديين فيه ..
3_ما هو أول مشروع قمت به في اختصاص الطاقات المتجددة؟
ابتداءاً من عام 2011 أصبحت أشارك والدي في بعض مشاريع تغذية المنازل والمزارع بالطاقة الشمسيّة الكهروضوئية لإمدادها بالطاقة الكهربائية مما أكسبني خبرة جيّدة أهلتني لأشارك أيضاً بدراسة وتنفيذ واحدة من أكبر المنظومات الكهروضوئية في سوريا عام 2012 في قرية الشرايع بمحافظة درعا باستطاعة 15 كيلو وات وقد كانت كافية لتغذية غطاس ماء يغذّي 100 دونم من الأراضي الزراعيّة مع بناء مؤلف من طابقين.
مناقشات يمان مع المشتركين في حديث عن تطبيقات الطاقة الشمسية:
4_كيف تعرفت على برنامج نجوم العلوم؟ وما الذي كان دافعاً لك على التقديم؟
تابعت البرنامج بشكلٍ متقطّعٍ في موسميّه الأول والثاني، وأصبحت من أشد المعجبين به ابتداءاً من الموسم الثالث الذي فاز به المخترع المصري "هيثم دسوقي"، فلقد أعجبت به كثيراً وتمنيت أن أكون مثله يوماً من الأيام.
لم أنس هذا الحلم أبداً وبتشجيعٍ من والدي على المشاركة في البرنامج بفكرتي (جهاز تنظيف شامل يعمل على الطاقة الشمسية) لم أتردد بإرسال طلب الانضمام إلى الموسم السابع ومقابلة لجنة الحكم في بيروت.
نتائج المربع الأحمر ووصول يمان إلى مرحلة الهندسة:
5_ عرفنا عن المسابقة، شروطها، لمحة عن مشاريع المواسم السابقة
المسابقة هي فريدة من نوعها في عالمنا العربي وتضاهي مثيلاتها في العالم، حيث يتم تقديم آلاف الطلبات سنوياً للمشاركة: يتم فيها شرح الاختراع المقدّم والمشاكل التي يحلّها هذا الاختراع.
يتم بعدها عرض صاحب الفكرة على لجنة علميّة متخصصة مكونة من 3 علماء لتقييم اختراعه ،وفي حال حازُ المشترك على صوتين من أصل ثلاثة يتم ترشيحه للمجلسٍ العلمي.
يستمر ذلك ليناقش المجلس العلمي كافة الاختراعات المقبولة ويتم غربلتها إلى أفضل 12 اختراعاً تأهلُ أصحابها للدخول إلى مخابر نجوم العلوم ليحولوا وعودهم من أفكارٍ على ورق إلى منتجات عمليّة.
يتم بعدها تقسيم المشتركين الاثني عشر على ثلاث مربعات كل منها يحوي 4 مشتركين ليدخلوا مرحلة الهندسة وفي نهاية هذه المرحلة يبقى 6 مشتركين فقط لخوض مرحلة جديدة وهي مرحلة التصميم وفيها يتقسّم المشتركون الستّة على مربعين ليصل 4 مشتركين فقط، وبعدها نصل إلى المرحلة النهائية التي تقام يوم الجمعة 20 تشرين الثاني.
والآن وبما أني قد ذكرت المخترع المصري "هيثم دسوقي" سأبدأ بشرحٍ بسيطٍ عن اختراعه: دارة الكترونية قادرة على تحويل أي سطح عازل للتيار الكهربائي إلى سطح ناقل عن طريق اللمس وقد أهّلّتهُ هذه الفكرة ليُقنع لجان التحكيم بأهمية التطبيقات التي سترتكز على فكرته و بالتالي نال المرتبة الأولى في الموسم الثالث.
وسأتطرق أيضاً للفائز بالموسم الخامس وهو الجزائري "محمد دومير" الذّي نلتُ شرفَ الالتقاء به شخصياً.
قام محمد باختراع حذاءٍ خاصٍ بالجمال قادرٍ على تحليل إصابة الجمل بشكل آلي، ولينال باختراعه هذا اللقب الخامس ويحصل على حضّانةٌ من واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر.
عن البرنامج و مراحله:
6_ صف لنا شعورك في مرحلة الاختيار؟
لا أنكر أني كنت متوتراً في الثواني الأولى لأنّها المرّةُ الأولى التّي أقف فيها أمام لجنّة بمثل هذه الأهمية، ولكني كنت واثقاً بمشروعي ومتعمقاً بدراسته، وكانت المناقشة محتدمة ولم تترك اللجنة أيّ تفصيل دون سؤالي عنه لكنني تمكّنت من الإجابة عنها كلّها ونلتُ صوتين من أصل ثلاثة.
كان للصوت الثاني منها متعة خاصة بالنسبة لي لن انساها أبداُ، وصاحب ذلك الصوت كان البروفيسور"فؤاد مراد" الحكم المعروف بشدّته وصعوبةِ إقناعه نظراً لتاريخه العلمي الكبير وحصوله على 7 براءات اختراع مسجلّة باسمه.
مرحلة الاختيار أمام لجنة التحكيم:
7_ من أين استقيت إلهامك وفكرة مشروعك في برنامج نجوم العلوم؟
نشأت الفكرة من حاجتين :
انقطاع الكهرباء والماء المتكرر في بلدي فكان لا بد من حل هذه المشكلة لتلبية الحاجة الرئيسية في الغسيل.
مشكلة الاستطاعة الكبيرة نسبياً للغسّالة والتّي لا تجعلها مثاليّة ليتم تشغيلها عبر الطاقة الشمسيّة.
عن الغسالة الشمسية:
8_ حدثنا عن ابتكارك في المسابقة؟
ابتكاري هو عبارة عن غسّالة صديقة للبيئة تعملُ بشكل كامل ومثالي على الطاقة الشمسيّة بشكليها الحراريّ و الكهربائي بالإضافة لكونها تتمتع بخاصية إعادة تدوير المياه بنسبة 30%، وهي مخصّصة لتكون على شكلين:
نموذج منزلي لاستخدامات المنشآت الصغيرة والمنازل.
نموذج صناعي مخصّص للفنادق والمشافي ومحلات التّنظيف.
المزيد عن تطور الغسالة في مرحلة الهندسة:
تحديات مرحلة الهندسة للغسالة الشمسية:
9_ما هي التحديات التي واجهتك في سفرك من الناحية الجامعية كونك ما تزال طالباً؟
بدأت بتطوير الفكرة في ذهني منذ بداية السنة الرابعة في تخصصي والتي أخذت من وقتي الكثير، لكني بفضل الله استطعت أن أوّافّق بين دراستي الأكاديمية ومشروعي.
قبولي بالمجلس العلمي كان يعني غيابي عن جامعتي لمدّة تقارب الفصل الدراسي الكامل، ولم أتردد لحظة باختيار تجربة نجوم العلوم التي كنت مؤمناً بأنّها ستكون مفترق طرق في حياتي العملية، ورغم غيابي لفصل كامل عن جامعتي إلا أني وصلت للسنة الخامسة دون صعوبات .
يمان وقبوله بين المشتركين 12:
10_ما الذي تعلمته خلال تجربتك في البرنامج؟ وما هي نصائحك للطلاب الذين ما زالوا في أول طريقهم البحثي والابتكاري؟
البرنامج يعتبر تجربة غنيّة لأي شخص وبخاصة لشاب بعمري، حيث إنّ تواصلي مع خبراءَ ذوي تجاربَ عالميّة بالإضافة لمعرفتي بالمشتركين الاثني عشر أكسبني الكثير من المعرفة والثقة .
وتعلّمت أنّ كل فرد منّا يمتلك شيئاَ مميز بداخله ونحن نمتلك القرار إما أن نقوم بتطوير هذه الميزة أو نقوم بدفنها. وأنّ الابداعَ لا يقتصر على البلدان المتطورة فحسب ،وأكبر دليلٍ على ذلك استمرارُ برنامج نجوم العلوم في تخريج العلماء لسبع مواسم متتالية.
التجربة الأخيرة ضمن مرحلة الهندسة للغسالة الشمسية:
في النهاية، شكراً يمان لمشاركتك معنا في هذا اللقاء، وتتمنى مبادرة "الباحثون السوريون" لك كل النجاح والخير في مسعاك الحالي، ونبارك لك أيضاً وصولك إلى مرحلة التصميم وما حققته من إنجاز يحسب لسوريا ولنا جميعاً.
لدعم يمان ومتابعة أخباره:
رابط الصفحة الشخصية ليمان على الفيس بوك:
صفحة يمان في موقع نجوم العلوم: