الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
الغذاء والرياضة علاجٌ أساسيٌ لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات
ما يزال السبب الرئيسي وراء حدوث متلازمة المبيض متعدد الكيسات غير محدد إلا أنّ الوراثة تلعب دوراً كبيراً في حدوثها، وغالباً ما تترافق هذه المتلازمة بمجموعة من الأعراض نذكر منها ارتفاع الأنروجينات والتي تتمثل بالمشعرانية (زيادة أشعار الجسم وتوزعها كما تتوزع لدى الذكور)، اضطرابات الدورة الشهرية وحب الشباب.
في الحقيقة، اعتقد لفترة طويلة أنّ حدوث هذه المتلازمة يترافق مع وجود زيادة في الوزن أو البدانة ولكن تبين حالياً أن الفتيات النحيلات هم عرضةً للإصابة بها على حد سواء مع الأخذ بعين الاعتبار أن شدة المرض وأعراضه قد تكون أقل انتشاراً بين النحيلات. هذا وتؤكد الدراسات حالياً أن نمط الحياة المتبع إضافة للعوامل البيئية المحيطة والعامل الوراثي تلعب الدور الرئيسي في حدوث هذه المتلازمة.
ولكن ماذا عن تأثير الغذاء في تطور متلازمة المبيض متعدد الكيسات وهل فعلاً تساعد في شفائه!. تبين الدراسات أن أثر التغذية على جسم الفتيات يبدأ منذ عمر الطفولة ولكن يظهر بشكل واضح في الأعمار المتقدمة. مما يعني ضرورة الانتباه لنوعية وكمية طعام الفتيات قبل عمر البلوغ والاستمرار به طيلة الحياة. ويعتبر الحفاظ على وزن صحي عن طريق تناول حمية غذائية متوازنة هو أهم أهداف العلاج لدى الفتيات النحيلات، أما بالنسبة للفتيات ذوات الوزن الزائد أو البدينات فإن الخطوة الأولى لعلاج هذه المتلازمة هي إنقاص الوزن بطريقة صحية وتحديداً للفتيات اللواتي يتجاوز لديهن مشعر كتلة الجسم (body mass index BMI) 25 كغ\م2. حيث يؤدي إنقاص الوزن لديهن بمعدل 5-10% إلى زيادة في حساسية الجسم للأنسولين وزيادة نسبة الخصوبة وحدوث الحمل لدى المتزوجات، بالإضافة لزيادة الاستجابة للأدوية المختلفة. يعتمد تخفيض الوزن على تغيير نمط الغذاء وممارسة الرياضة، حيث بينت العديد من الأبحاث أن النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات يعانين من البدانة نتيجة الإفراط في تناول الطعام خاصة المواد السكرية والنشوية. لذلك يُنصح بتخفيض الوارد اليومي من الحريرات مع تقليل كمية المواد السكرية بما فيها النشوية المتناولة، كما تؤكد بعض المراجع أن اتباع حمية منخفضة الوارد من المواد الدسمة يقلل من ارتفاع تركيز الأنسولين في الدم مما يحسن من الاضطرابات الاستقلابية المرافقة للمتلازمة.
أما بالنسبة لأهمية الرياضة في علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات، فتعتبر ممارسة الرياضة من أحد أهم التغييرات على نمط الحياة الذي من شأنه أن يحسن من الحالة الصحية للمريضة. لم تستطع أغلب الدراسات حتى الآن أن تحدد نوع الرياضة الأنسب أو شدتها أو مدتها. إلا أنّ أهم الدراسات تؤكد على أن ممارسة رياضة متوسطة الشدة بشكل منتظم بغض النظر عن المدة يساهم في تحسن الأعراض بعد حوالي 12 أسبوع. وتعتبر ممارسة تمارين اللياقة البدنية (الآيروبيك) لمدة 90 دقيقة أسبوعياً مقسمة على ثلاث مرات ورياضة المشي من أفضل أنواع الرياضات التي يُنصح بها. وتؤكد أغلب الأبحاث أن ممارسة الرياضة يساعد على تحسين معدل الإباضة، كما يزيد من حساسية الجسم للأنسولين، حيث بينت إحدى الدراسات تحسناً بنسبة 60% في مستوى الإباضة بعد ممارسة الرياضة بانتظام لفترة 3 أشهر متتالية.
وفي النهاية لا بد من التذكير أن ممارسة الرياضة واتباع الحميات الغذائية المتوازنة بدءاً من الطفولة لها الأثر الأساسي والإيجابي في تخفيف حدة الإصابة بهذه المتلازمة بغض النظر عن وزن المرضى. إضافة لضرورة متابعة العلاج المحدد من قبل الطبيب المشرف.
إعداد وترجمة: كندة حبيب
1- Kandarakis، E.، Katsikis، L.، Piperi C.، Kandaraki، E.، Piouka، A.، Papavassiliou، A. and Panidis، D. (2008)، Increased serum advanced glycation end-products is a distinct finding in lean women with polycystic ovary syndrome (PCOS). Clinical Endocrinology، 69:634–641.
2- Badawy، A. and Elnashar، A. (2011)، Treatment options for polycystic ovary syndrome. International Journal of Women’s Health، 3 :25–35.
3- Harrison، C.، Lombard، C.، Moran، L. and Teede، H. (2011)، Exercise therapy in polycystic ovary syndrome: a systematic review. Human Reproduction Update، 17: 171–183. Molecular and Cellular Endocrinology، 350 : 72–77.
4- Khademi، A.، Alleyassin، A.، Aghahosseini، M.، Tabatabaeefar، L.، and Amini، M (2011)، The Effect of Exercise in PCOS Women Who Exercise Regularly. Asian journal of sports and medicines. Vol 1 (No 1)، Pages: 35-40
5- هنا