الطب > الجراحة
عملياتٌ جراحيةٌ مذهلةٌ لزرع أجزاءٍ من الجسم في أماكن غريبة!
من أهم ما يحتاجه الإنسان عندما تنتهي حلوله التقليدية هو القدرة على الابتكار ..لنتابع في هذه المقالة ثلاث حالات من الابتكارات الجراحية لإنقاذ أو تعويض الأعضاء البشرية.
الحالة الأولى:
رجلٌ صيني تم حفظ يده المبتورة بزرعها في الكاحل للحفاظ على ترويتها الدموية قبل إعادة وصلها
استطاعَ رجلٌ في الصين استعادة يده المقطوعة بعد أن قام الأطباء بزرعها إلى الكاحل لمدة شهرٍ. حيثُ فقد المريض يده في حادثِ عملٍ في مدينة (Xiangtan)، بمقاطعة (Hunan) في الصين. وقد تمَّ نقله إلى المستشفى حيثُ اختار الأطباء زرعَ يده المقطوعة إلى كاحله لضمان تزويدها بالتروية الدموية الكافية وبالتالي إنقاذها.
وقال الدكتور (Tang Juyu): قامَ الجراحون بعد بترِ يدِ المريض بإبقائها حيَّةً (على قيد الحياة) من خلال زرعها في الكاحل، وبالتالي يمكنها الحصول على التروية الدموية الكافية من شرايين الساق. وقد كانت يدُ المريضِ مُتأذية بشكل كبير، واحتاجت الأعصاب والأوتار إلى وقتٍ للشفاء قبل الجراحة. ومن ثُمَّ تمكن الجراحون وبعد شهرٍ من ذلك من استئصال اليد من الكاحل وإعادة وصلها إلى الذراع من جديد.
ووفقاً للجمعية الأمريكية لجراحة اليد، فإنَّ جراحة إعادة الاتصال، والمعروفة أيضاً باسم عملية "إعادة الزرع" تتضمَّن عدة خطوات: أولاً: يتم إزالة الأنسجة التالفة بعناية فائقة، ثانياً: يتم تقصير نهايات العظام ومن ثمَّ إعادتها باستخدام الدبابيس، والأسلاك، والصفائح والبراغي للإبقاء على هذا الجزء في مكانه ريثما يتم شفاء بقية الأنسجة، ثالثاً: يتمُّ بعد ذلك ترميم العضلات، والأربطة، والشرايين، والأعصاب، والأوردة.
هنالكَ حاجةٌ في العديد من الحالات لاستخدام طعومٍ من العظام، والجلد، والأوتار، والأوعية الدموية. ويمكن الحصول على هذه الطعوم من جسم المريض أو من أحد بنوك الأنسجة.
لدى المريض الآن حركةٌ خفيفة في أصابعه، وهو لا يزال بحاجة إلى مزيدٍ من إعادة التأهيل ليتمكَّن من استعادة التحكم الكامل باليد..
وقد قامَ فريقَ الجراحين هذا بإجراءِ جراحةٍ أُخرى مماثلة في عام 2013 لرجلٍ قُطعِت يدُه اليُمنى بعد تشغيله لآلةٍ في معملٍ تابعٍ لعائلته في الصين. وكان الأطباء قادرون على الحفاظ على يده لمدة شهرٍ من خلال زرعها في كاحله، وذلك بينما يتمُّ ُإصلاح ذراعه اليُمنى.
ويبدو الآن بأنَّ البتر أصبح الخيار الأخير، وذلك بفضل الجراحة المجهرية المُنقذة للأطراف.
الحالة الثانية:
العنوان: نجاح نمو أذنٍ خارجية على ذراع إحدى النساء.
يبدو أنَّ تجاربَ الخيال العلمي أصبحت على نحوٍ متزايدٍ جزءاً من واقعنا- وهذا ما تعلمه هذه المريضة جيداً. حيثُ استطاع الأطباء أن يجعلوا أذناً تنمو على ذراعها ومن ثُمَّ قاموا بوصلها إلى جانب وجهها، ليمنحوها أذناً قادرةً على العمل مجدداً.
فقد اكتشفت المريضةُ بأنها مصابة بسرطان الخلايا القاعدية سريع الانتشار في أذنها. ويعتبر هذا المرض أحد أنواع سرطانات الجلد. لذا قام الأطباء باتباع علاجٍ هجومي للتغلُّب على هذا المرض المدمِّر، فقاموا باستئصال الأذن وقناتها، وكذلك جزءٍ من الجمجمة. وعلى الرغم من بقائها بدونِ أذنٍ خارجية بقيت المريضة قادرةً على السمع باستخدام مساعدات السمع الخاصة.
وقبل بضعة أشهرٍ، قرر الأطباء من جامعة جونز هوبكينز (Johns Hopkins) محاولة القيام بإجراءٍ جديدٍ على هذه المريضة. فقاموا بتصميم أذنٍ جديدةٍ باستخدام غضروفٍ من أحد أضلاعها، بحيثُ تُطابق أذنها اليمنى. ثمَّ قاموا بزرع هذا الغضروف تحت جلدِ الساعد، ليبقى وينمو لعدةِ أشهرٍ.
قامَ الأطباء بوصل الأذن والأوعية الدموية جراحياً، ومن ثُمَّ قاموا بإجراءِ عمليةٍ جراحيةٍ أخرى لإعطاء الأذن شكلاً وتفاصيل إضافيةً. وقال الدكتور (Patrick Byrne) أنَّه بعد أن يزول التورُّم و تُشفى الأذن، سيكون لدى المريضة أُذُناً خارجيةً ذاتَ شكلٍ ووظيفةٍ طبيعيين. وستخضعُ المريضةُ إلى عملين جراحيين بسيطين إضافيين، ومن ثُمَّ وإن كان كُلُّ شيءٍ على ما يرام، فإنَّ أذنها المصمَّمة حديثاً ستدوم لعقودٍ.
وتنصح المريضة النساء الأخريات بقولها "يتوجب عليكم استخدام واقيات الشمس، و إن كنتُم غير متأكدين من شيءٍ ما، عليكم إجراء الفحوصات اللازمة لأنَّ هذا هو الأمر الذي لم أقُم به".
الحالة الثالثة:
العنوان: قامَ الأطباء بحفظ جمجمة ملكة جمالٍ سابقةٍ في بطنها خلال جراحةٍ غريبةٍ ساهمت بإنقاذ حياتها.
خضعَت ملكة جمالٍ سابقةٍ لعمليةٍ جراحيةٍ غريبةٍ في الدماغ ساهمت بإنقاذ حياتها، حيث قام الأطباء باستئصال جزءٍ من الجمجمة ومن ثُمَّ حفظها في البطن، وذلك بينما كانت تتعافى من إصابةٍ في الرأس.
قام الأطباء باستئصال الجزء الخلفي الأيمن من الجمجمة ووضعه في البطن حيثُ يبقى العظمُ عقيماً ومحافظاً على ترويته الدموية وذلك ريثما يتعافى دماغها المتورِّم. وعندما استفاقَت المريضة من العملية، وجدَت جزءاً مفقوداً من رأسها، وكذلك كتلةً صلبةً كبيرةً في بطنها.
بقيَت هذه القطعةُ العظميةُ في بطن المريضة لمدة 42 يوماً، وبعد ذلك قام الأطباء بإعادتها إلى رأسها وتثبيتها باستخدام دبابيس خاصةٍ من خلال عملٍ جراحيٍ ناجحٍ.
فعندما كانت تحاول اصطياد أحد الأسماكِ، انزلقت وسقطت على ارتفاعِ 12 قدماً على إحدى الصخور. وعندما سارَعَ زوجها إليها، وجدها فاقدةً للوعي دونَ نبضٍ أو تنفسٍ. وعندما قام برفعها، بدأت بالتنفس، وسارع حارس الغابة للاتصال بخدمات الطوارئ.
تمَّ نقلُ المريضة جَوَّاً إلى مركزٍ طبي، حيثُ وجد الأطباء أنَّ دماغها قد توذّم إلى درجةٍ كبيرةٍ، وكانت سوف تلقى حتفها إن لم توافق عائلتها على خضوعها لجراحةٍ تضمَّنَت استئصال جزءٍ من الجمجمة ريثما تراجع توذّم الدماغ. حيثُ تمَّ استئصال هذا الجزء من الجمجمة ووضعه في بطنها ليبقَى لمدة شهرٍ تقريباً ومن ثمَّ تمَّ استئصاله من البطن ليتم إعادة وصله إلى رأسها.
عادت الآن المريضة إلى العمل مع عائلتها في مجال سيارات الأجرة، لأنَّها يجب أن تسدِّد سِتَّ فواتيرٍ طبيةٍ لقاء هذه العملية الجراحية التي أنقذت حياتها.
المصادر:
حقوق الصورة:
www.medicaldaily.com