شواحن الهواتف النقالة كما لم تعرفها من قبل – الجزء الثالث

تحتوي شواحن الهواتف المَحمولة التي نتحدث عنها على دارات الكترونية معقدة مثبتة ضمن مساحة ضيقة جِداً، كما هو موضح في صورة شاحن IPhone.

يُشكل حَجم الشَّاحن الصَّغير صعوبة في جعل الشَّاحن ذو نوعية عالية وكفاءة أكبر، ولكن في ظِل الاستهلاك الكبير للشَّواحن والطَّلب المُتزايد على الأنواع الأقل سِعراً، تعاني الشَّركات المُصنعِة من ضغط كبير لِجَعل الدَّارة الالكترونية الخاصة به بسيطة قدر الإمكان، عبرَ التَّخلص من العناصر الإلكترونية باهظة الثمن في الدَّارة وذلك على حِساب نوعية الطّاقة المُقدمة.

ونتيجةً لذلك سنحصل على تنوع كبير وواسع في نوعية الشَّواحن، في حين يبقى المبدأ المُتبع عند مُعظَم المُستخدمين أنَّ "الشَّاحن هو شاحن".

عند إلقاء نظرة داخلية للشَّاحن سنرى:

جهاز تبديل قدرة مُدمَج ذو كفاءة عالية، يقوم هذا الجهاز بتحويل الجُهد المُتناوب إلى جهد مُستمر بِحدود (5v) وهي القيمة المُناسبة لِشحن الهواتف المَحمولة.

بِدايةً، يتم تحويل الدَّخل المُتناوب إلى مَطال جهد مُستمر مُرتفع، لِيتم بعد ذلك تقطيعهُ آلاف المرات في الثانية ويُقدَم بعدها لِيُغذي مُحوِل ضغط عالي صغير أو ما يسمى بِ "Flyback".

بعد ذلك، يتم تحويل خَرج المُحوِل إلى جُهد مُستمر مُنخفِض يتم ترشيحه ليُقدَم بقيمة 5v عبر قابس ال USB، يقوم ميكانزيم التَّغذية العكسية بتنظيم تردد القطع وذلك للحفاظ على استقرار جُهد الخَرج.

تستخدم الشَّواحن ذات العلامة التجارية المًسجلة تِجارياً دارة متكاملة لِتشغيل الشَّاحِن، بينما تَستخدم الشَّواحن الرَّخيصة المُقلَّدة دارات تغذية عكسية تقليدية لا تحتوي على دارات متكاملة.

يُمكِن للتَّصميم السيء أن يُسبِب عدة مشاكل منها:

1- إن لم يتم ترشيح (فلترة أو تنقية) جُهد الخَرج بِشكل جيد سينتُج ضجيج وأشواك كهربائية بِسبب تردد التَّبديل العالي، وفي مستويات مُحددة فإنَّه يُمكن للهاتف أن يتضرر جراءَ ذلك.

ولكن أكثر المَشاكل شيوعاً هي توقف شاشة اللمس عن العمل في حال وجود الشَّاحن مُتصِلاً بالقابس الكهربائي.

(الشَّوكة الكهربائية: جهد ذو مطال مرتفع جداً ذو تردد قصير جِداً يُمكن إهماله.

2- يُمكِن أن يتأثر جهد الخَرج بالدَّخل المُتناوب الذي يُسبب ظهور تموج 120Hz.

3- يُمكِن أن يكون الشَّاحن مُصَمماً لِيُقدِم مستوى ثابت من الجُهد. وهنا لابدَّ أن نعلم أنَّ الشَّواحن الرَّخيصة قد تُسبب انخفاض الجُهد عند زيادة الحمل. (حسب قانون أوم: يجب أن تبقى قيمة V=I.R ثابتة. حيث V الجُهد، I التَّيار، R المقاومة أو الحمل.)

وبسبب هذه المُشكلة يمكن أن يأخذ الهاتف المحمول وقتاً أطول عِندَ الشَّحن لِأنَّ الشِّاحن لم يستطع توفير كمية كافية من الطَّاقة.

أخيراً، يجب أن نعلم أمراً هاماً جِداً يتمثل في حقيقة أنَّه ليست جميع شواحن ال USB قابلة للتبديل والاستخدام بين جميع أنواع الهواتف الذكية._ الشَّواحن المزيفة:

تُشَكِل الشَّواحن المُزيفة خطراً حقيقياً ليس فقط على الهاتف المَحمول وإنما على سلامة المُستخدِم أيضاً. يُمكن لِمعظمِنا أن يشتري شاحناً مُزيفاً لهاتف IPhone يبدو تماماً كالشَّاحن الأصلي مقابل (2$ أمريكي فقط)، ولكن من الدَّاخل لا يشبه الشَّاحن الأصلي في شيء، فَنوعية القدرة لِهذا الشَّواحن مُتدنية للغاية بالإضافة لِعدم التزامها بمعايير الأمان الصَّارمة المُتعلقة بسلامة الإنسان والتَّجهيزات الكهربائية وحتى الهاتف المحمول نفسه.

وبِسبب انتشار مئات الفولتات داخل هذا الشَّاحن الرَّخيص، فَإنَّ هناك خطر حقيقي على الشخص والهاتف بسبب عدم وجود عزل صحيح للشَّاحن.

كيف يمكن معرفة أنَّ الشّاحن أصلي أو مزُيف؟

لا توجد آلية أو طريقة محددة لمعرفة الشَّاحن المزيف من الأصلي، ولكن في العموم فإنَّ الشَّواحن المُزيفة تكون متشابهة لحد كبير، وحتى بعد إجراء العديد من الدِّارسات على هذه الشَّواحن، فلا يمكن تمييزها في كثير من الأحيان عن الشَّواحن الأصلية.

يمكن لنا مثلاً أن نقوم بِوزن الشَّاحن باستخدام مقياس وزن دقيق، ومُقارنته مع وزن الشَّاحن الأصلي (سنتكلم عن الشَّواحن الأصلية في المقال القادم).

وتبقى الطَّريقة المُثلى للحصول على شاحِن أصلي هي في شراءه من المَتجر العائِد للشركة المُصَنِعة. مثلاً يُمكن الحصول على شاحن آبل الأصلي من متجر آبل وبِدفع 29$ أمريكي ثمناً لهذا الشَّاحن، أما عند شِراء شاحن آبل بِثَمن 2$ أمريكي فهو حَتماً مُزيف.

تُطهر الصُّورة التالية شاحن مُزيف محترق. فمعايير السَّلامة المُتعلقة بالشواحن المُزيفة ليست شكلية فقط، فعندما نعلم أنَّ مئات الفولتات يمكن أن تتسرب للخارج في أي لحظة، فإنَّ النتائج حتماً ستكون كارثية على الإنسان والهاتف المحمول.

رابط الجزء الأول: هنا

رابط الجزء الثاني: هنا

المصدر:

هنا