الكيمياء والصيدلة > صيدلة
دواء للسرطان قد يساعد في علاج نقص المناعة المكتسب
من العقبات الرئيسية والتي لا بد من تجاوزها في علاج الإيدز هي قدرة الفيروس على البقاء كامناً في الخلايا، مشكلاً ما يعرف بالخزان الكامن الذي يتجنب كلاً من النظام المناعي والعوامل المضادة للفيروس.
من المشجع، أن العلماء قد يكونوا نجحوا في إيجاد طريقة جديدة لإيقاظ هذه التجمعات من الفيروس الموجودة في طور السبات. يقترح الاكتشاف أنه قد يكون من الممكن استخدام مزيج من الأدوية التي لا تعمل فقط على تثبيط فيروس نقص المناعة المكتسب، كما هو ممكن حالياً، بل أيضاً تستأصل المصادر الثابتة للفيروس التي كانت تشكل حاجزاً تجاه الشفاء.
يقول الكاتب الرئيسي في البحث Satya Dandekar من جامعة California Davis في بيان:" لقد حققنا تقدماً عظيماً، لكن في نهاية اليوم يبقى هناك أكثر من 30 مليون شخص لديهم نقص المناعة المكتسب، وبدون الأدوية، يمكن للفيروس أن يعود بنفس مستويات الخطورة للمرضى، لذا فإن القضاء على فيروس نقص المناعة المكتسب بالغ الحساسية"
حالياً، تؤدي الأدوية المضادة للإيدز دوراً جيداً في منع تضاعف الفيروس، مما يعني خفض الحمولة الفيروسية في الدم إلى النقطة التي لا يعود بها قابلاً للكشف بالفحوص التقليدية. لكن يبقى هناك نقص في إمكانياتها يتمثل بقدرتها على استهداف فيروسات نقص المناعة المكتسبة التي تقوم بالتضاعف بنشاط فقط، مما يعني أن هذه الأدوية عديمة الفائدة ضد الخلايا الهاجعة الحاوية على الفيروس. لذا ما إن يوقف فرد مصاب بالعدوى العلاج، يعود الفيروس بشكل أقوى.
بأخذ هذا بعين الاعتبار، يعمل العلماء على منهجية تسمى "الصدمة والقتل" للقضاء على الفيروسات، حيث يقودون فيروسات الـHIV الساكنة من أماكن راحتها، ثم يهاجمونها باستخدام أدوية تمنعها بشكل فعال من التضاعف. لكن تحقيق ذلك ليس بالإنجاز السهل، إذ يجب على العلماء أن يجدوا المادة القادرة على إثارة الفيروسات من غير إثارة الجهاز المناعي بشكل زائد من دون قصد.
على أي حال فإن فريق Davis من جامعة كاليفورنيا، يعتقدون أنه بإمكانهم النجاح. إذ يعتمدون على جزيئة تسمى PEP005، والتي تعد المكون الفعال الوحيد من دواء PICATO المضاد للسرطان المصدق عليه من قبل هيئة الأغذية والأدوية. أظهرت هذه الجزيئة قدرة ملحوظة في إعادة تفعيل فيروسات الـHIV الكامنة في عينات الدم المأخوذة من المرضى من غير إحداث آثار سمية للخلايا. كشفت التحليلات اللاحقة آلية التفاعل، والذي جرى عبر تفعيل سبيل إشارة يتضمن جزيئة خلوية تسمى NF-KB. هذا المعقد البروتيني يستطيع الارتباط بجينوم فيروس الـHIV ولاحقاً قيادة عملية التضاعف.
بحث العلماء عن مواد أخرى قادرة على إظهار آثار مشابهة، لمعرفتهم أن دواءً واحداً نادراً ما يكون كافياً في معالجة الHIV بسبب معدل التطفير العالي، وفي النهاية، وجدوا جزيئة أخرى، تدعى JQ1، والتي ظهر أنها تعمل بشكل متآزر مع PEP005، وعند اشتراكهم، فإن معدل التفعيل كان أكبر بـ15 ضعف عن معدله للـPEP005 لوحده.
رغم أن هذه النتائج تبدو مشجعة إلا أنه لا يزال أمام الباحثين طريق طويل من العمل، فلا يزال عليهم الوصول للخلطة الصحيحة من الأدوية بهدف تحقيق كل من "الصدمة" و"القتل" بدون آثار جانبية سامة. رغم ذلك، من المشجع معرفة أن الدواء الموعود هو دواء مرخص له من هيئة الأغذية والأدوية، ممًّا قد يختصر من طول فترة التجارب على الخلايا والحيوانات التي يجب أن تعطي نتائج إيجابية.
المصادر: