الكيمياء والصيدلة > كيمياء
الكيمياء تكشف أسرار المومياء
يعتقد علماء الآثار أنّهم اختتموا التحنيط وعرفوا جميع خفاياه، ولكنّ تحليلاً جديداً للتحنيط عند المصريين القدماء يوحي بأنهم قد قلّلوا من شأن هذه الممارسة الجنائزية المتطورة.
كان متعهّدوا الدفن أيام الحضارة الفرعونية يستخدمون ثروة من الزيوت والشموع والدهون، وفقاً لستيفن باكلي وريتشارد إيفرشد من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، وهم من أوائل دارسي المومياءات من فترات مختلفة، باستخدام الكيمياء التحليلة الحديثة.
"إنّ هذه التجربة ستفتح عيون علماء الآثار والمصريات في كل مكان" كما يقول ياب بون عالم الكيمياء في معهد FOR للفيزياء الذرية والجزيئية في أمستردام في هولندا.
كان قدماء المصريين يقومون بحراسة تقنيات التحنيط عن كثب. ويضيف Buckley أنّ الطبيعة المقدّسة للتحنيط جعلتهم أكثر تحفّظاً عليه. ولم تبق أية أوصاف مكتوبة سوى بعض الحسابات المستعملة من قبل المؤرّخين اليونانيين والرومان، والمعلومات شحيحة أيضاً لأن القانون يحمي المومياءات بوصفها تحفاً تاريخية نادرة ولكونها بقايا بشريّة.
ولأن الكيمياء التحليلية تتطلب عينات صغيرة فقط، فإنها لا تسبب ضرراً جديراً بالذكر، وتقول علّامة الآثار سارة وايزمان من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين أن على علماء الآثار حول العالم أن يكونوا متحمسين لذلك.
قام الثنائي بدراسة 13 مومياء بدءاً من السلالة الحاكمة المصرية الثانية عشرة (1985 قبل الميلاد) وحتى العصر الروماني (30 قبل الميلاد) عندما توقفت هذه العادة عن الممارسة.
ووجدا دليلاً على استخدام العديد من زيوت التجفيف، التي كانت سائلة عندما تم تطبيقها ومن ثم قامت بالبلمرة الذاتية - عدّلت من توضّع بعض الزمر الكيميائية - وتصلّبت مع مرور الوقت. ويبدو أنّ المحنطين قاموا باستخدام هذه الزيوت "التي تشبه الرينوزيل لمنع الرطوبة من الدخول" وفقاً لباكلي. إنّ هذا الغلاف المضادّ للماء حمى المومياءات من الرطوبة في المقابر تحت الأرضية.
كما وجد الباحثون آثاراً للصموغ النباتية الثمينة (المواد الراتنجية أو الراتينية resins)، وعلى الرغم من أهمّيتها الروحية والثقافية، فمن المعروف أنّها تحتوي على مضادات طبيعية للجراثيم، ولذلك خدمت كمواد حافظة.
إنّ شمع العسل موجود فقط في المومياءات المتأخرة تاريخياً، وقد يكون استخدامه بشكل متكرر فيما بعد عائداً للتعرّف على خصائصه المضادة للبكتريا.
ويأمل الباحثون في بريستول من إقناع القيّمين على المتاحف بجعل المومياءات متاحة للتحليل، فما زال هناك الكثير من الأسرار تنتظر من يكشف عنها.
المصدر:
حقوق الصورة: Scientific american