روبرت جونسون، الموسيقيّ الذي باعَ روحَهُ للشَّيطان

قبلَ ما يَزيدُ عن مئة عام، وُلدَ صبيٌّ أفريقيٌّ أمريكيٌّ لعائلةٍ فقيرةٍ في هازلهورست الميسيسيبي، كَبُرَ هذا الطِّفلُ وتعلَّم غناء وعزف البلوز، وفي النِّهاية حقَّقَ شهرةً في جميعِ أنحاء العالم.

The King of Delta Blues Singers (ملك مغني الدلتا بلوز) أو روبرت جونسون، هو ذلكَ المُغنِّي الجوَّال الذي أبَصَرَ النُّورَ بتاريخِ 8/5/1911 .

مثل العديدِ مِن مُوسيقييّ البلوز المُعاصرينَ لهُ، كانَ جونسون يعزفُ وحيداً على نواصي الشَّوارع، ويكتبُ الأغاني التي يرسمُهَا خيالُهُ الشَّاعريّ، ولكنَّهُ وبفضلِ مُزاوجتِهِ لغنائِهِ الصَّارخ المُعبّر مع إتقانِهِ للعزفِ على الجيتار حقَّقَ نجاحَاً وشعبيَّةً لم يُسبَ إليهم مِن قبل، ووصلَت معظمُ ألحانِهِ للمرتبةِ الكنسية ويُعتَبَرُ معظمُهَا الآن نشيداً دائماً لهذا النَّوع، ومنها:

CrossRoad Blues، Love in Vain، Sweet Home Chicago وغيرها.

قبلَ ظهور جونسون لَم تَكُن الصُّعوبات الَّتي واجَهَت العالم قَد ترجمَت إلى مثل هذا الحد مِن الارتقاء في الشُّعورِ، ولَم تَكُن موسيقى البلوز مليئةً بالعواطفِ لهذا الحدّ، والسَّببُ أنَّ شعورَهُ بالوحدةِ الشَّديدةِ، والرُّعبِ، ونمطِ

الحياةِ القاسيةِ الَّتي جَاءَت مِن عِرقه الأفروأمريكي، كلُّ ذلك تمَّ تجسيدُهُ فيما غنَّى وعزفَ.

سجّل 29 أغنيةً بينَ عامي 1936 و1937، وقامَ بالسَّفرِ أينما استطاعَ خلالَ حياتِهِ القصيرةِ الَّتي لَم تَدُم أكثرَ من 27 عاماً.

سُجِّلت أغانيهِ لاحقاً مِن قِبَل: Muddy Waters، Rolling Stones، Eric Clapton وغيرهم.

أحاطَت بحياتِهِ العديدُ مِن الأساطيرِ وكانَت إحداها أنَّهُ كانَ صَبيَّاً رِيفيَّاً تحوَّلَ إلى زيرِ نساء، والأسطورةُ الأساسيَّةُ عنهُ هي تلكَ الّتي تَحكِي عن كيفيَّة اكتسابِهِ لموهبتِهِ المُوسيقيَّة وأنَّهُ قَد قامَ بعقدِ صفقةٍ مع الشَّيطانِ: حيثُ ادَّعى Son House وهو عازفُ بلوز معاصرٌ لهُ، أنّ جونسون كانَ عازفَ هارمونيكا جيداً، ولكن عزفُهُ على الجيتار كان سيِّئاً وبقيَ كذلكَ حتّى غابَ لِعدَّةِ أسابيعٍ في كلاركسديل ميسيسيبي، وهنا تقولُ الأسطورةُ أنَّهُ أخذَ جيتارَهُ إلى تقاطعِ الطُّرقِ 49 و61 ، حيثُ قامَ بعقدِ صفقةٍ مع الشَّيطان الذي أعطاهُ موهبةَ في العزفِ على الجيتار مقابلَ روحِهِ.

تُوفِّي في السَّادس عشر مِن آب عام 1938 وهذه المأساةُ بَدَت أسطورةً بحدِّ ذاتِهَا، حيثُ تمَّ الاشتباهُ أنَّهُ قَد سُمَّمَ مِن قِبَل صديقِهِ واستغرَقَ السّمُّ ثلاثةَ أيَّامٍ حتّى أخذَ مفعولَهُ.

في التّسعينيات مِن القرنِ الماضي أنتجَت شركةُ ""Sony Legacy التَّسجيلات الكاملة له، وحقَّقَت مبيعاتِ كبيرةً، كمَا حاولَت فيما بَعد العديدُ مِن الأفلامِ والأفلام الوثائقيَّة تسليطَ الضَّوءِ على أسطورتِهِ الغامضَةِ ومنها:

Can't You Hear The Wind Howl? عام 1997

و Hellhounds on my Trail عام 2000

بعضٌ مِن أعمالِهِ:

Cross Road Blues

Sweet Home Chicago

I Believe I'll Dust my Broom

المصادر:

هنا

هنا