التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات ووقائع تاريخية
أشهر سبعة مدافن مفقودة عبر التاريخ
استطاع علماء الآثار الكشف عن نقاب جثمان ملك إنكلترا ريتشارد الثّالث والمفقود منذ أمد وذلك في موقف للسّيارات في مدينة ليستر في عام 2012. استطاع هذا الاكتشاف وأخيراً تحديد موقع واحد من أكثر مواقع الدفن التي يتم البحث عنها، لم يكتفِ الباحثون بهذا الاكتشاف العظيم وما زالوا يبحثون عن قبور ضائعة لشخصيات مؤثرة من الماضي.
من جنكيز خان وإلى الإسكندر الأكبر تعرّف معنا على سبعة عظماء من التاريخ لا يعرف أين ترقد أجسادهم حتى الآن!
1- جنكيز خان :
بالرغم من أن القائد المغولي استطاع احتلال أكبر كمية من الأراضي أكثر من أي أحد آخر في التاريخ إلا أنه لا يوجد الكثير من المعاومات عنه فلا أحد يعلم كيف كان يبدو أو كيف مات أو حتى أين دفن. تقول الأسطورة أنه و بعد موت القائد في عام 1277 قرر جنود الخان العظيم تنفيذ وصيته بأن يبقى مكان دفنه سرّاً و ذلك عن طريق ذبحهم لأي أحد رأى مراسم جنازته ،و لكي يتأكدوا من سكوتهم قاموا بقتل أنفسهم. و في رواية ثانية يقال أن جنود الخان قامو بمحي أي أثر لقبره بجعلهم 10،000 حصان يقومون بالدعس على القبر. بيد أن هناك رواية أخرى تقول أنهم قاموا بتحويل مجرى نهر فوق قبره ليحموه من السرقة و التدنيس.و منذ ذلك الوقت يعتبر مثوى جنكيز خان الأخير واحد من أكثر الجوائز المرغوبة في علم الآثار.
يشك الباحثون في أن مرقده قد يكون في محافظة خنتي “Khentii” في منغوليا و لكن بالرغم من أن الباحثين لم يوفروا جهداً أو وسيلة من الرادارات التي تخترق الأرض إلى صور الأقمار الصناعية ليجدوه إلا أنَّ جميع الفرق فشلت بإيجاد الكنز الضائع.
2- فولفغانغ أماديوس موتسارت:
عندما توفي الملحن الفريد بسبب مرض غامض في عام 1791 وضع جسده في كفن خشبي و وري الثرى في قبر غير مميز في مقبرة القديس ماركس في فيينا حيث بقي هناك لعدة سنوات قبل إن يُحفر و يُحطم لإفساح المجال لدفن موتى جدد إذ كانت هذه العادة المعتمدة في بدايات القرن التاسع عشر. و فقد موقعه في المقبرة منذ ذلك الحين إلا عندما ظهرت قطعة محتملة من جسد موتسارت حيث إدعى أحد حفاري قبور مقبرة القديس ماركس أنه استعاد جمجمة الملحن في عام 1801 حيث أنه قام بتعليمها بسلك حديد عندما دفنت في أول مرة. أعطيت الجمجمة لمنظمة سالزبورغ موتسارت الدولية في عام 1902 و لكن فحوصات ال دي إن أ DNA لم تستطع حتى اللحظة إثبات ما إذا كانت تعود لموتسارت أم لا.
3- كليوبترا:
بعد فترة قصيرة من غزو أغسطس و جيشه الروماني لمصر في عام 30 قبل الميلاد يقال أن ملكة النيل الغامضة أنهت حياتها بالسُّم و غالباً عن طريق عضة أفعى. و قد جاء انتحارها بعد فترة قصيرة جداً من انتحار عشيقها مارك أنتوني و كتب المؤرخ القديم بلوتارك أن العاشقين دفنوا "بأسلوب ملكي و رائع" في قبر بالقرب من الإسكندرية. و تبدأ القصة بالتشعب من هنا تاركةً لعلماء الآثار لغزاً هائلاً بحجم أبي الهول. يعتقد البعض أن الضريح أصبح في أعماق البحر بعد الزلزال الرابع في القرن الثامن حيث تغيرت تضاريس الإسكندرية. في حين يدعي البعض الآخر أن الزوجين قد دفنا بالقرب من تابوسيريس ماغنا و هو معبد قديم يحوي عشرات القبور والمومياءات.
4- توماس باين:
في خلال الأيام العنيفة في سبعينيات القرن الثامن عشر، دق الكاتب توماس باين ناقوس الدعوة نحو السلاح من أجل الثورة الأميركية في أعماله "التفكير السليم" و "الأزمة الأميركية". بالرغم من أنه أعتبر بطل حينها إلا أن هجومه على الكنيسة في كتابه "عصر المنطق" استنكر بشدة و لم يحضر دفنه سوى قلّة من الناس عندما توفي في عام 1809. و لكن لم تبدأ الإهانات إلا بعد عقد من الزمن حيث قام شخص يدعى وليام كوبيت بنبش جثة الكاتب و نقلها إلى وطنه إنكلترا حيث كان يُعتقد أنه سيتم تكريمها بنصب تذكاريّ ، إلّا أن كوبيت لم يكن قادراً على حشد الاهتمام الكافي في نصب باين التذكاري لتقضي بقايا جسد الكاتب السنوات القليلة القادمة تجمع الغبار في عليته. و تقول بعض الروايات أن عظام المفكر العظيم إمّا ألقيت في القمامة أو تمّ إعادة تدويرها على شكل أزرار و من الممكن أيضاً أن تكون قد بيعت مجزأة بالمزاد. منذ القرن التاسع عشر إدّعى جامعين مختلفين ملكيتهم لجمجمة باين، يده، و عظم فكه.
5- أتيلا الهوني :
عانى المغير الهوني و المعروف بلقب "سوط الله" من ميتة مخيبة مشهورة و ذلك في عام 453 ميلادي حيث من المفترض أنه أغمي عليه سكراً ليلة زفافه و اختنق من نزفٍ أنفيّ.
شرّف مقاتلي أتيلا قائدهم البربري بيوم من الحزن و جنازة لائقة قبل أن يقوموا بدفنه داخل كفن ثلالثي مصنوع من ثلاث طبقات : طبقة ذهب ، طبقة فضة ،و أخرى حديد. و كما كان الحال مع جنكيز خان فقد أقيمت المراسم بسريّة تامّة و تمّ قتل الأسرى سيئو الحظ بعدما قاموا بحفر القبر لكي يحموا القبر من السرقة. حقيقة أنّ إجراءات الحماية التي قاموا بها قد أتت أُكلها ما تزال موضع جدل فبينما يعتقد أن موقع القبر في مكان ما من هنغاريا لم يجد أي أثر لأتيلا أو لكفنه الثلاثي الذي لا يقدر بثمن مما يشير إلى إمكانية تعرض الموقع للنهب في السنوات التي تلت موت أتيلا.
6- السير فرانسيس دريك:
لقي القرصان المفضل لدى الملكة إليزابيث الأولى حتفه عندما كان في بنما في عام 1596 بعدما أمضى العقديين الماضيين بإزعاج المقتنيات الإسبانية في العالم الجديد و مقرراً أن يجري طواف حول العالم.
بعد وفاته ، أُلبس دريك درعه و وضع داخل تابوت من الرصاص و دفن دفناً تقليدياً بالبحر على بعد حوالي 14 ميل عن شواطئ بورتوبيلو. و ما تزال رفاته ضائعة في البحر الكاريبي مذاك و لكن ذلك لم يمنع الغواصون ، علماء الآثار و صائدي الكنوز من البحث عنهم. و في عام 2011 حصل اكتشاف نادر الحصول حين قامت بعثة ممولة من قبل رجل الأعمال الأميركي بات كروتش بإيجاد ما يعتقد أنه حطام اثنين من سفن دريك. و عبثاً بحث الفريق عن كفن الملاح و لكن الموقع الدقيق للقبر المائي و البالغ من العمر أكثر من 400 عام لا يزال لغزاً.
7- الإسكندر الأكبر:
توفي الإسكندر الأكبر في بابل في عام 323 قبل الميلاد بعدما استطاع قيادة الجيوش المقدونية في حملة غزوات دامت أكثر من عقد من اليونان إلى الهند. و تماشياً مع لقبه المشهور غير المتواضع وضع جسد الملك المحارب في تابوت و كفن من الذهب و أخذ في نهاية المطاف إلى قبر في الإسكندرية. نقل جثمان الملك بعد سنوات إلى ضريح حيث أصبح أحد المعالم السياحية القديمة. و قد قدم كل من يوليوس قيصر و أوغسطس احتراماتهم لجثمان الأكبر ،و لكن يفترض أن كاليغولا قام بنهب سترة الإسكندر المدرعة خلال زيارة في القرن الأول بعد الميلاد. و أخيراً قام الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس بإخفاء القبر كليّاً و إلى الأبد و ذلك حوالي عام 199. و لم يعد هناك أي أثر للقبر مذ ذلك الوقت و قد فشلت أكثر من 150 بعثة استكشافية أن تجد أي أثر يدل عليه.
يعتقد معظم الباحثين أن قبر الإسكندر ما يزال قابعاً في مكانٍ ما من الإسكندرية و لكن يرى الآخرون أنه قد تم نقله إلى البندقية، اليونان ، أو موقع آخر من مصر.
المصدر : هنا