قطع الأسهرين - تعقيم الرجال

يحدث الحمل عندما تصل نطفة من نطاف الرجل إلى إحدى بويضات الأنثى، وبالتالي تعمل وسائل منع الحمل المختلفة على إيقاف هذه الحادثة، إما بمنع وصول النطفة إلى البويضة أو بمنع إنتاج البويضات لدى الأنثى.

ومن ضمن الخيارات المتوفرة لمنع الحمل عمليةُ قطعِ الأسهرين، وهي عملية بسيطةٌ يتم من خلالها قطع أو إغلاق القناة التي تنقل النطافَ من الخصيتين وحتى القضيب، وهذا يمنع النطافَ من الوصولِ إلى السائلِ المنويّ الذي يُقذَف من القضيب أثناء الاتصال الجنسي، فعملية قطع الأسهرين تلغي تواجدَ النطاف في السائل المنوي، وبالتالي لن تتلقَحَ بويضةُ الأنثى. أي يبقى السائل موجوداً، وعملية القذف موجودة لكن دون نطافٍ فيها.

غالباً ما يتم إجراء هذهِ العملية تحت التخدير الموضعي، وتستغرق حوالي 15 دقيقة.

كيف يتم إجراء عملية قطع الأسهرين

عمليةُ قطع الأسهرين عمليةٌ بسيطةٌ سريعةٌ وغيرُ مؤلمة نسبياً، يتم فيها قطعُ أو سدُّ أو ختمُ الأنابيب التي تقوم بنقل النطاف من خصيتي الذكر إلى القضيب بوساطة الحرارة، وفي أغلب الأحوال يستطيعُ المريضُ أن يعود إلى منزله في نفس اليوم.

غالباً ما تتم العمليةُ تحتَ التخديرِ الموضعي، ما يعني أنَّ التخديرَ سيشملُ كيسَ الصفنِ والقضيبَ فقط، بينما يكون المريضُ صاحياً أثناء العملية، دون الشعور بالألم ولكنه قد يشعرُ بعدمِ الراحة.

في حالاتٍ نادرة قد تتطلب العمليةُ تخديراً عاماً، ما يعني أن المريضَ سوف ينام طوال العملية، ومن هذه الحالات:

• تأثرُ المريضِ بالتخدير الموضعي.

• وجودُ سوابقَ لحالةٍ من سرعة الإغماء لدى المريض.

يمكن القيام بهذه العملية في أحد الأماكن التالية:

• عند الطبيب العام

• المشفى كموعد (مريض ليوم واحد)

• عيادات الصحة الجنسية

• العيادات الخاصة

هنالك نوعان من عمليات استئصال الأسهرين:

النوع الأول، والذي يدعى بالطريقةِ التقليدية "قطع الأسهرين التقليدي"

النوع الثاني، والذي يدعى "قطعُ الأسهرين دونَ استخدام المبضع"، والذي يُعدّ أحدثَ وأكثرَ شعبيةً في الوقت الحالي، سيشرحُ لك الطبيبُ الذي سيقوم بالعملية عن أي خيارٍ أفضلُ بالنسبة لحالتك.

1) عملية قطع الأسهرين التقليدية

يتم خلالَ عمليةِ قطع الأسهرين التقليديةِ تخديرُ جلدِ كيسِ الصفن تخديراً موضعياً، ثم يقوم الطبيبُ بإجراء شُقين جراحيين بطول 1 سم على جانبي كيس الصفن.

يسمح هذان الجُرحان للجراحِ بالوصول إلى القنوات التي تحمل النطاف من الخصيتين وإلى القضيب، واللتان تعرفان بـ (الأسهرين vas deferens)، حيث يتم قطع وإزالة جزء صغير من القنوات، ومن ثم يتم إغلاق نهاية الأنابيب إما عن طريق ربطهم أو ختمهم بأداة علاج حرارية "أداةٌ تقومُ بالتسخين وصولاً لدرجات حرارة عالية جداً"، وأخيراً يتم تقطيب الجرح بوساطة نوع من القطب ينحل بمفرده ويختفي بعد أسبوع.

2) عملية قطع الأسهرين غيرُ المعتمدة على المبضع

يتم إجراءُ هذه العملية تحت التخدير الموضعي، في هذه العملية يتحسسُ الطبيبُ موضعَ الأسهرين تحت جلدِ كيسِ الصفن، ثم يقوم بتثبيتهم في موضعهم باستخدام مشابكَ صغيرة.

بعد ذلك يلجأ الطبيبُ إلى استخدام أداة خاصة تقوم بتشكيل ثقب صغير في جلدِ الصفن، ويتم وضعُ زوجين من الملاقطِ لتوسيع هذا الثقب، بحيث يستطيع الجراحُ الوصولَ إلى الأسهرين، من دون الاضطرارِ إلى قطعِ الجلد باستخدام المبضع الجراحي، وفي النهاية يتم إغلاق الجزء المفتوح من القنوات بنفس الطريقة التقليدية، إما عن طريقة ربط الأسهرين أو ختمهما بالحرارة.

تتميزُ هذه الطريقةُ بأنها تترافق مع نزفٍ وألمٍ أقلَّ، ولا تحتاجُ إلى قطبٍ، كما أن احتمالَ ظهورِ مضاعفاتٍ بعدَ العملية أقلُ من الاحتمالِ التقليدي.

معلومات عن قطع الأسهرين

• تتجاوزُ فعالية قطع الأسهرين 99%، فرجلٌ واحد من أصل كل 2000 رجلٍ خضعوا لهذه العملية قد يسبب الحملَ لامرأةٍ واحدة في بقية عمره.

• يعتبر تعقيم الرجال أمراً دائماً، فبمجردِ أن يتم قطعُ الأسهرين، لن يتوجب عليكَ التفكيرُ بموانع الحملِ مجدداً طوال حياتك، أما الوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس، فذلك أمر آخر.

• يجب عليكَ أن تستخدم إحدى وسائلِ منع الحمل لثمانية أسابيع بعد العملية، لأن النطاف ستبقى في القنوات التي تتصل بالقضيب في هذه الفترة.

• يتم أجراء فحصين للكشفِ عن النطاف بعد العملية، للتأكد من عدم بقاء أيٍ منها.

• هنالك احتمالٌ بسيطٌ للعدوى كما هو الحال في بقيةِ العملياتِ الجراحية.

قبل أن تقرر الحصول على عملية قطع الأسهرين

قبل أن يوافقَ الطبيبُ على القيام بالعملية، سيسألك عن ظروفك ويوفر لك معلومات ونصائح.

يجب عليك أن تأخذَ عمليةَ قطعِ الأسهرين بعينِ الاعتبارِ فقط عندما لا تريد المزيد من الأطفال، أو عندما لا تريد أطفالاً على الإطلاق، وفي حالِ كانت لديك أيةُ شكوكٍ، عليك الاستمرارُ باستخدام وسائلَ منع حمل أخرى حتى تأكدِكَ من رغبتك باستخدام هذا الخيار.

لا يجب عليك اتخاذُ هذا القرار بعد مشكلةٍ أو حدثٍ كبيرٍ في حياتكَ، كما في حال أنجبتْ زوجتُكَ طفلاً، أو خضعت لإجهاضٍ قسريٍ. يجب عليك مناقشة الأمر مع زوجتك قبل القيام به، ويجب عليكما أن تتفقا على قيامك بالعمليةِ قبل القيامِ بها فعلياً، وبالرغمِ من ذلك لا يتوجبُ عليكَ قانونياً الحصولُ على موافقتها.

يمكنك الخضوع للعملية في أية مرحلةٍ من حياتك، ولكن قد يرفض بعضُ الأطباء القيام بها في حال كنت أصغرَ من 30 سنة ولم تحظَ بأي طفلٍ حتى الآن. هذا ومن حقِ الطبيبِ العام أن يرفضَ القيامَ بهذهِ العمليةِ لك، وأن يرفضَ حتى إحالتكَ لطبيبٍ آخرَ للقيامِ بها.

التعافي بعد العملية:

• من الطبيعي الشعورُ بعدمِ الراحةِ والتورمِ بعد العملية لبضعةِ أيام، يمكنكَ خلالَها تناولُ بعض المسكنات كالباراسيتامول في حال شعرتَ بالألم، وعليك التواصل مع الطبيبِ في حال استمر الشعور بالألم بعد تناول المسكنات

• من الطبيعي ملاحظة الدم في سائلك المنوي بعد أول بضع عمليات قذفٍ، وهذا الأمر غيرُ مؤذ

• ارتداء الملابس الداخلية الضيقة خلال النهار والليل سيساعد بدعم كيس الصفن والتخلص من الألم وشعور عدم الراحة

• يمكنك الاستحمام بعد العملية مباشرةً، وعند القيام بتنشيف المنطقة التناسلية تأكد من القيام بذلك برفقٍ وبشكلٍ كامل

• يمكن لمعظم الرجال العودةُ لعملهم بعد يومٍ أو يومين من العملية، ولكن يفضل الابتعاد عن ممارسة الرياضة أو حمل الأثقال حتى مرور أسبوع على العملية (وذلك لتفادي كافة المشاكل الممكنة)، وفي حال استمر ظهورُ أيِّ عرض لعدة أيام بعد العملية عليك استشارة الطبيب العام.

• يمكنك ممارسة الجنس مباشرةً عند الشعور بالراحة الكافية للقيام بذلك، ولكن من المفضل الانتظار لبضعة أيام حيث يستغرق اختفاء النطاف من سائلك المنوي بعض الوقت، ومن الطبيعي وجودُهم ضمن السائل المنوي بعد العملية مباشرةً

قد تحتاج عمليةُ اختفاء النطاف بشكلٍ كلي حوالي 20 أو 30 عمليةَ قذفٍ، وفي هذا الحين يجب عليك استخدامُ وسيلة أخرى لمنع الحمل، لحين تأكدك من عدم وجود النطاف في سائلك المنوي، ويتم ذلك بإجراء اختبارين للكشف عن وجود النطاف. وبعد التأكد من عدم وجود نطافٍ في سائلك المنوي، تستطيع أنت أو شريكك الجنسي التوقف عن استخدام وسائلِ منع الحمل الأخرى.

• قطع الأسهرين لا يحميك من نقص المناعة المكتسبة، أو أيِّ مرضٍ من الأمراض المنقولة بالجنس، لذلك يجب عليك استخدام وسائلَ وقايةٍ في حال لم تكن متأكداً من سلامةِ شريكك الجنسي

كيف تعلم أن عملية قطع الأسهرين قد نجحت؟

ستبقى كميةٌ صغيرة من النطاف في سبلك التناسلية العلوية بعد فترة من القيام بالعملية، ويتم التأكد من نجاح العملية عن طريق أخذ عينة من النطاف بعد ثمانية أسابيعَ وفحصها. بمجرد أن يؤكد الفحص عدم وجود نطافٍ متبقية في السائل المنوي، تستطيع عندها التوقف عن استخدام وسائلِ منع الحمل الأخرى. هذا الفحص يساعد في الكشف عن الحالات النادرة التي تتصل فيها نهايتا الأسهرين معاً مجدداً.

قد تبقى عند بعض الرجال نطافٌ في السائل المنوي، ولكن هذه النطاف تتميز بأنها غير متحركة، واحتمالُ قيامِ هذه النطاف بعمليةِ إلقاح ضعيفٌ جداً، وفي حال كنتَ واحداً من هؤلاءِ الرجالِ سيقوم طبيبكَ بمناقشةِ الخياراتِ المتاحةِ أمامكَ، فإما أن يَعتبِر أن العملية ناجحةٌ بسبب الاحتمال الضئيل للإلقاح، أو أن يقدم اقتراحاً آخر.

هل يمكن عكس العملية؟

يمكن عكس العملية، ولكن هذا الخيار ليس فعالاً دوماً، حيث أن احتمالَ نجاحِ عمليةِ العكس يبلغ 55% في حال قمْتَ بالعكس بعد عشرة أعوام أو أقلَّ من قيامك بالعملية، وتزداد نسبة النجاح كلما أبكرت بعملية العكس.

يتناقص هذا الاحتمال ليصل إلى 25% في حال قمت بعملية العكس بعد عشرةِ أعوام، حتى لو نجح الجراح بإعادة وصل القنوات مع بعضها، وذلك نتيجة احتمال ألا تكون النطاف متحركة، لذلك يجب عليك التفكيرُ جيداً قبل القيام بالعملية.

محاسن ومساوئ قطع الأسهرين

المحاسن

• احتمال فشل العملية هو شخصٌ واحد فقط من أصل كل 2000 شخص، وبالتالي تعد وسيلةَ منعٍ فعالةً وناجحة

• من النادر أن تكون هنالك آثار طويلة الأمد على صحتك

• لا يؤثر قطع الأسهرين على مستوى هرموناتك أو رغبتك الجنسية

• لن يؤثر على عفوية العملية الجنسية ولن يتداخل مع ممارسة الجنس

• يعتبر قطع الأسهرين خياراً أسهل وأكثر أماناً وموثوقيةً من تعقيم المرأة

المساوئ

• لا يحمي قطع الأسهرين من الأمراض المنقولة بالجنس

• من الصعب عكس عملية قطع الأسهرين

• يجب عليك الاستمرار باستخدام وسائلَ منع حمل أخرى حتى خلو سائلك المنوي من النطافِ كلياً، وفي حال احتوى سائلك المنوي على نطافٍ قد تجعل شريكتك حاملاً يمكن ظهور بعض المضاعفات وسنذكرها لاحقاً

المخاطر

يشعر معظم الرجال بعد العملية بالألم والضعف، وقد يصابون بتورم وانتفاخ على كيس الصفن أو حوله. وفي بعض الأحيان قد تظهر بعض المضاعفات الخطيرة ومنها نذكر:

1. ورم دموي:

الورم الدموي حالةٌ يتجمع فيها الدم ومن ثم يتخثر في النسيج المحيط بشريان دموي متمزق، وقد يظهر هذا الورم بعد عملية استئصال الأسهرين.

غالباً ما يكون الورم الدموي صغيراً جداً، بحجم حبة الحمص، ولكن في بعض الأحيان قد يصبحُ كبيراً جداً بحيث ينتشر على كامل امتداد كيس الصفن، في هذه الحالة يصبح كيس الصفن متورماً ومؤلماً جداً، وقد يتوجب عليك القيام بعملية إضافية للتخلص من الخثرة الدموية.

2 . ورم النطاف الحُبَـيْبي:

تتسرب النطاف في بعض الأحيان من الأقنية بعد قطعها، وفي حالاتٍ نادرة تشكل كتلاً قاسية تعرف باسم ورم النطاف الحُبيبي.

قد تصبح المنطقة الإربية - وأحياناً كيس الصفن - متورمةً ومؤلمةً إما مباشرةً بعد العملية أو بعد عدةِ أشهر، ولا تكون هذه الكتل مؤلمة في أغلب الحالات، كما يمكن علاجها عن طريق مضادات الالتهاب التي سيصفها لك طبيبك، ولكن في بعض الأحيان قد تسبب هذه الكتل ألماً وتصبح كبيرةً جداً ما يجعل إزالتها جراحياً أمراً واجباً.

3 . عدوى جرثومية:

هنالك احتمال الإصابة بعدوى جرثومية بعد إجراء عملية قطع الأسهرين، يحدث هذا عن طريق دخول الجراثيم عبر الجرح الذي قام الجراح بالعملية من خلاله، لذلك عليك الاهتمام كثيراً بنظافة المنطقة التناسلية والتأكد من تجفيفها بلطف وبشكل كامل بعد الاستحمام.

4. ألم طويل الأمد في الخصيتين:

قد يشعر بعض الرجال بألم في إحدى الخصيتين أو كلتيهما بعد العملية، وقد يظهر هذا الألم مباشرةً أو بعد شهر أو

حتى سنةٍ من العملية.

ويختلف الألم ما بين ألمٍ نادر الحدوث وألمٍ ثابت، وتختلف الشدة ما بين ألمٍ خفيفٍ مديد وألم يظهر بنوباتٍ شديدة، ويشار إلى أن الألم مُحتمَـلٌ عند معظم الرجال ولا يحتاجون أية مساعدة.

يظهر الألم في رجلٍ واحدٍ من أصل كلِ عشر رجال، ويكون بسبب عصبٍ متأذٍّ أو ندبة ظهرت أثناء العملية، وقد تضطر للخضوع لعمليةٍ أخرى للتخلص من هذا الألم.

5 . الشعور بامتلاء الخصيتين:

يشعر الرجال في بعض الأحيان بأن خصيتيهم ممتلئتان أكثرَ من المعتاد، وهذا بسبب البربخ الذي يقوم بتخزين النطاف ويعد المُخزِّن الرئيسي لها، حيث أن البربخ هو الأنبوبُ الطويل الملتف الذي يتوضع خلف الخصيتين ويقوم بنقل النطاف من الخصيتين وإلى بقية القنوات.

وهذا الشعور طبيعي وغالباً ما ينتهي بغضون بضعةِ أسابيعَ، ولكن في حال استمر الشعور بعد هذه الفترة عليك التواصل مع الطبيب.

6 . الخصوبة

تم تسجيل بعض الحالات من عمليات قطع الأسهرين حيث يقوم الأسهر بالاتصال مجدداً ما يجعل هذه العملية غير مجدية، ومع ذلك فإن هذه الحالاتِ نادرةُ الحدوث.

بعض الأسئلة الشائعة

• هل يمكن لقطع الأسهرين أن يسبب سرطاناً؟

بالرغم من أن سرطان البروستات وسرطان الخصيتين يمكن أن يظهر لدى أشخاصٍ قاموا بعملية قطع الأسهرين، إلا أن الدراساتِ أوضحت أن نسبة الإصابة بأيٍ من السرطانين لا علاقة لها بإجراء العملية.

• هل يمكن الاستعانة بالإخصاب المساعد لإنجاب طفل؟

نعم يمكنك الاستعانة بالإخصاب المساعد في حال قمت بعملية قطع الأسهرين وقررت إنجاب طفلٍ بعدها، وذلك من خلال عملية سحب النطاف من خصيتك من قبل جراح، واستخدامها لإلقاح بويضة من شريكتك، ولكن:

 تكون عمليات الإخصاب المساعد مكلفةٌ جداً

 لا تنجح عملية الإخصاب المساعد دوماً

• هل يمكنني تخزين النطاف في بنك النطاف؟

نعم، ولكن كما هو حال الإخصاب المساعد، فإن بنك النطاف مكلفٌ جداً ولا يمكن الاعتماد عليه في تحقيق الحمل.

المصدر:

هنا

هنا