قيمة اقتصادية جديدة لمخلفات صناعة النبيذ

بقايا العنب أو (الثفل) هي المخلّفات المتبقّية بعد جمع العصير من العنب لإنتاج النبيذ، وترتبط مكوّنات هذه البقايا بنوع العنب المُستخدَم و طريقة المعالجة و الظروف البيئيّة ونسبة القشر والبذور والجذوع.

وجد باحثون في جامعةAdelaide في أستراليا أنّ المخلّفات الصلبة الناتجة عن صناعة النبيذ يمكن الاستفادة منها في إنتاج وقودٍ حيويٍّ منافسٍ، وأظهروا في بحثهم الّذي نُشر في مجلة Biosource Technology أنّه يمكن إنتاج 400 لترٍ من الإيتانول عن طريق تخمير طنٍ واحدٍ من بقايا العنب الناتجة من صناعة النبيذ. و بذلك يصبح من الممكن الاستفادة منها اقتصاديّاً.

توصّل الباحثون إلى أنّ الكربوهيدرات تشكل بين 31-54% من الكتلة الجافة لمخلفات العنب، وتحتوي هذه النسبة على 47-80% من الكربوهيدرات القابلة للانحلال بالماء. بتحليل مكوّنات هذه البقايا المأخوذة من نوعَين من العنب، الأوّل المُستخدم لصناعة النبيذ الأحمر والثاني المُستخدم لصناعة النبيذ الأبيض،تبيّن أنّ الغالبية العظمى من الكربوهيدرات الموجودة في بقايا العنب يمكن تحويلها مباشرةً إلى إيتانول عن طريق التخمير مع تحقيق عائدٍ يصل إلى 270 لتراً من الإيتانول لكل طنٍ من البقايا، كما وجد العلماء أن المعالجة المسبَقة لهذه البقايا مع الأحماض والإنزيمات يمكن أن ترفع كميّة الإيتانول المستخلص إلى 400 لترٍ للطن الواحد من البقايا، وكانت النواتج المتبقّية عن عمليات التخمير مناسبةً للاستخدام كعلفٍ حيوانيٍّ أو كسماد.

عادةً يصعُبُ استخدام المواد العضوية النباتيّة لإنتاج الوقود الحيويّ السائل نظراً لطبيعة بنيتها المعقّدة الّتي تجعلها صعبة التفكّك، لكنّ استخدام بقايا العنب المتوفّرة بسهولة والّتي يمكن الحصول عليها بثمنٍ زهيد يُمكِّننا من الحصول على الوقود الحيوي بسهولةٍ أكبر و ذلك لغِناها بالكربوهيدرات السهلة التخمُّر.

يُخلِّفُ الإنتاجُ العالميّ للنبيذ ما يصل إلى 13.4 مليون طنٍ من النفايات العضوية الّتي تكون تكلفة التخلّص منها على حساب مصانع النبيذ. لكن يمكن تخفيض تكاليف النقل والتخلّص منها بالصناعة الجديدة المُحتملة مع تطوّر محطّات معالجة الوقود الحيويّ لإضافةِ قيمةٍ إلى العنب لإنتاج الوقود الحيويّ الصديق للبيئة. إضافةً إلى أنّه يمكن استخدام هذه البقايا في مجالاتٍ أخرى كاستخدامها في علف الماشية، أو يمكن تخميرها لصنع المشروب الكحولي Grappa،أو إعادة استعمالها كسمادٍ أو كمصدرٍ للمركّبات الفينولية.

اقرأ أيضاً من مقالاتنا السابقة حول الوقود الحيوي:

الوقود الحيوي ونواتجه من الغليسرين

هنا

الوقود الأخضر البديل

هنا

المصادر:

Corbin K. R., Hsieh Y. S. Y., Betts N. S., Byrt C. S., Henderson M., Stork J., DeBolt S., Fincher G. B. and Burton R. A. (2015). Grape marc as a source of carbohydrates for bioethanol: Chemical composition, pre-treatment and saccharification. Bioresource Technology, 193: 76-83. هنا

هنا