الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

الأجهزة الذكية في المستشفى: عندما تخوض تكنولوجيا الأجهزة المحمولة غمار الرعاية الصحية

أوكسفورد ..

من الممكن أن تصبح الرسوم البيانية الطبية لمراقبة المرضى والمكتوبة بخط اليد من قبل الأطباء من ماضي المستشفيات فقد قام فريق من الباحثين من معهد الهندسة البيولوجية (IBME) وطاقم طبي من مستشفيات جامعة أوكسفورد (Oxford University Hospitals NHS Trust) بتطوير تقنية جديدة تستخدم الحاسوب اللوحي من أجل تسجيل وتقييم علامات المرضى الحيوية (vital signs). ويُعتبر هذا المشروع واحداً من المشاريع التي تم رصد مبلغ 260 مليون باوند له من قبل مستشفيات أوكسفورد (NHS) ومؤسسة( (Safer)

وعن هذه التكنولوجيا يقول البروفيسور ليونيل تاراسنكو الذي يقود هذه الأبحاث حالياً تسطيع الممرضات أخد قراءات علامات المرضى الحيوية كمعدل نبضات القلب وضغط الدم، لكن وبدل أن يقمن بكتابة هذه المعلومات على ألواح بيانية للمراقبة، سيقومون بإدخالها إلى الحاسوب مباشرة عن طريق الحاسوب اللوحي وفي هذه الحالة ستقوم الكمبيوترات اللوحية بحساب أي إنذار مبكر بشكل أوتوماتيكي وتعرضه فوراً أو ترسله للطبيب.

إن الطريقة التقليدية المبنية على تسجيل بيانات العلامات الحيوية على مخططات عرضة للأخطاء بالإضافة إلى محدودية قرب هذه البيانات وصعوبة مشاركتها و يضيف البروفيسور بأن النظام الإلكتروني الجديد يقوم بشكل أوتوماتيكي بحساب وإعطاء تحذيرات مبكرة، وقد تم تطويره اعتماداً على دراسات إحصائية واسعة النطاق لبيانات المريض. ويتيح هذا النظام أن تكون كل بيانات العلامات الحيوية والحسابات متاحة وقابلة للوصول فوراً من قبل موظفي المشفى

في الوقت الحالي، يتم قياس ست علامات حيوية وذلك لحساب وإعطاء إنذار مبكر وهي: معدل نبضات القلب، معدل التنفس، ضغط الدم ، تشبع الأوكسجين، درجة الحرارة، ومستوى الوعي. ويمكن أيضاً تسجيل تفاصيل العلاج بالأوكسجين والمخاوف الطبية المتعلقة بالمريض على الكمبيوتر اللوحي في نفس الوقت. تم تصميم هذا النظام ليتماشى مع مستقبل التكنولوجيا من حيث قابليته للتوسيع ويعتبر خطوة رئيسية باتجاه ما يسمى مفهوم المستشفى الإلكتروني (digital hospital) بحيث أن كل مصادر معلومات المريض ستكون مترابطةً مع بعضها البعض وستكون متاحة للوصول ومرتبطة بكل موظفي الرعاية الصحية.

قام برنامج الإقتصاد الرقمي لمجلس الأبحاث البريطاني والذي يُقاد من قبل مجلس أبحاث العلوم الفيزيائية والهندسية برصد وتمويل البحث وذلك لدعم هذا النظام الفريد من نوعه والذي يطلق عليه أيضاً (track –and- trigger).

مساعدة الأمهات مع سكري الحمل:

تتحدث إحدى النساء الحوامل وهي تحت رعاية مركز خدمات طبي"يعتبر تشخيص سكري الحمل في الأسبوع 28 من الحمل شيئاً مقلقاً للغاية. ولقد قام نظام المراقبة عن بعد بتأمين الطمأنينة والتوجيه الفوري الذي تحتاجه المرأة الحامل بما يتعلق بمستويات السكر في الدم ويتم التوجيه والتحكم بمستويات السكر عن طريق الحمية. أؤمن بصدق بأنه من دون نظام النصائح الآني من قبل الممرضات (midwife يشير هذا المصطلح إلى ما يعرف بالقابلات في عالمنا العربي) اللواتي يساعدن بما يتعلق بمرض سكري الحمل ويقمن بتأمين الفحص المطلوب سوف تزداد كمية الأدوية الخافضة للسكر والتي أشربها إلى جانب الأنسولين.

ستكون ممرضات سكري الحمل قادرات - من خلال تطبيقات هذا النظام- على مناقشة قراءات البيانات مع مستشارٍ صحيٍ ، وبالتالي إيصال التغييرات في الأدوية والأنسولين من خلال الرسائل النصية وذلك حتى في الفترات بين مواعيد الفحوصات الطبية. ومن دون هذه مراقبة سوف يتطلب الأمر المزيد من مواعيد الفحوصات. مع العلم أن عيادات الفحوصات مزدحمة بشكل كبير. بالإضافة إلى أن هذه التطبيقات تعزز التواصل مع الممرضات، كما تسمح طريقة عرض البيانات في التطبيق بتحديد وفهم أي مشكلةٍ بسهولةٍ عن طريق رسم بياني وذلك بدل اكشتافهم بالشكل التقليدي عن طريق الكتابة اليدوية.

تشير التقديرات أن داء سكري الحمل(GDM) يؤثر في حوالي 5-16% من حالات الحمل في الممكلة المتحدة.

تم تصميم نظام الإدارة الصحية الجديد الخاص بداء سكري الحمل بالاعتماد على مُدخَلات بياناتٍ ضخمةٍ من قبل المرضى والأطباء، ويشتمل هذا النظام - بالنسبة المريض- على تطبيق هاتف ذكي، وتقنية بلوتوث لقياس مستوى السكر في الدم،بينما يتشمل بالنسبة لخبراء العناية الصحية على موقع إلكتروني آمن، يؤمن عرض البيانات بشكل فعّال وبالشكل الأمثل بالإضافة لخوارزميات تنبيه وإنذار. يقوم هذا التطبيق بإرسال قياسات مستويات السكر في الدم بالإضافة للشروحات والتنبيهات التي يدخلها المريض إلى الموقع الإلكتروني، ويؤمن هذا التطبيق الذكي للمريض رد فعل مرئي فيما يتعلق بالتحكم بمستوى السكر في الدم. ويمتلك قدرة على تأمين التواصل بين خبراء العنية الصحية والمرضى. ويسمح النظام الجديد بتواصل بين خبراء العناية الصحية بشكل مثالي ويساعدهم في العمل كفريق متكامل. ويتيح الحصول على البيانات بهذه الطريقة الإلكترونية مراجعة مفصلة للعناية الصحية وللنتائج.

إلى أين ستقودنا هذه التقنية ...وهل ستتولى الأجهزة الذكية زمام الرعاية الطبية مستقبلاً... وهل سنصل لمرحلة لانحتاج عندها لزيارة الطبيب... بل نكتفي بالتواصل الإلكتروني معه... هذا ما ستجيبنا عنه التكنولوجيا في الأيام القادمة...

فيديو يتكلم عن هذه التقنية :

المصدر :

" Pioneering patient monitoring system" Department of Engineering Science news Issue 4 (2014-15)

Department of Engineering Science news Issue 4 (2014-15) www.eng.ox.ac.uk

ترجمة: Kinan Jarrouje

تدقيق:Souad Ramadan