الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة
مفارقة الكاذب
مفارقة الرجل الكاذب إحدى أبسط الأمثلة عمّا ذ ُكر أعلاه، ويرجع بنا تاريخ هذه المفارقة على الأقل إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهي صنيعة أحد فلاسفة الإغريق واسمه يوبُلديس، وتنص هذه المفارقة على أن رجلا ما يقول عن نفسه أنه كاذب ثم يأتي ليقول كلاما ما، فهل سيكون من الصحيح اعتبار كلامه هذا صدقا؟
الحقيقة، إن اي كلام يصدر عن هذا الرجل سيكون مرفقاً ببعض المشكلات!
فإن افترضنا أن ما يقوله هذا الرجل هو الحقيقة - سيكون وصفه لذاته بأنه كاذب حقيقة أيضا! وبالتالي فإن أي كلام ينطق به سيكون كذباً! وهو يعاكس افتراضنا!
وان افترضنا ان كلام هذا الرجل كذب - فإن ادعاءه بإنه رجل كاذب هو كذب ايضا!! وبالتالي فهو رجل صادق وما يقوله صحيح! وهو ما يعاكس فرضنا ايضاً!
إن كلا الإجابتين المطروحتين أعلاه تقودنا إلى مفارقة منطقية من نوع ما، ولن ينتهي بنا الأمر إلى كون المسألة برمتها نفيا او إثباتا لكذب الرجل أو صدقه!
إن مفارقة الرجل الكاذب تُردّ أحيانا إلى اسطورة تاريخية قديمة، حيث يقال انها نسخة محدّثة منها، فقد ورد في مفارقة ايبمينديس أن أحد رعاة الأغنام قد أصابه نعاس شديد فلم يجد مكانا للنوم أفضل من كهف مهجورٍ كان أصحابه الأصليون كريتيين (نسبة لقبيلتهم) وقد نام هناك حوالي ال 60 عام، وعندما أفاق رجع إلى قريته ليخبرهم بأمرين! الأول أنه أصبح نبيا كريتيا والثاني أن كل الكريتيين كاذبون!
إن ما يقوله هذا الرجل لا يمكن ان يكون صحيحا لأنه كريتي! اذا وصفه للكريتيين بالكاذب غير صحيح ايضا! اذا فهو رجل صادق وأول نبوءة له تقول أن أمثاله كاذبون!
ترجمة: يزن عثمان
تحرير وإعداد الصورة: عامر صالح
المصدر: هنا