قد يكون ارتفاعُ درجةِ حرارةِ الخلايا الدماغية واحتراقُها هو السبب في داء باركنسون

يُعتبَر داءُ الشللِ الرعاشيِّ (باركنسون) اضطراباً متقدماً للجملة العصبية يؤثرُ على الحركة، وهو يتطورُ ببطءٍ مع الزمن، حيثُ تتجلى أولى أعراضِهِ بارتجافٍ في إحدى اليدين.

يتناول مرضى باركنسون الكثيرَ من الأدوية، إلا أنها أدويةٌ عرضيةٌ وليست علاجيةً، وذلك لتخفيف الأعراض وتسهيلِ حياة المريض، فالعلم لم يجد علاجاً كاملاً للمرض حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك فهنالك دراساتٌ عديدةٌ واعدةٌ في هذا المجال، إحداها دراسةٌ نُشرت في Current Biology قد تشرح السبب الفعليَّ للإصابة بداء باركنسون، وبذلك تمنحنا فهماً كافياً للبحث عن علاجٍ فعّال.

وجد الباحثون في جامعة مونتريال أن مرض باركنسون قد ينتجُ عن وجودِ خلايا عصبيةٍ لديها حاجةٌ طاقـيّةٌ عاليةٌ غيرُ طبيعيةٍ للتحكم بحركتها. هذه الطاقة "أزمة الطاقة كما يسمونها" تسبب زيادةَ حرارةِ هذه الخلايا وموتها.

يشبِّه البروفسور Trudeau الخلايا العصبيةَ بمحرّكِ سيارةٍ يعملُ بشكل دائم بسرعة عالية، هذه الخلايا تحتاجُ أن تنتج كميةً كبيرةً من الطاقة على الدوام، وعلى مايبدو فإنها تقوم بإرهاق نفسها حتى تموتَ كلياً. ويقول: إن هذا الفهمَ الأعمقَ للمرض سيقودنا إلى محاولة علاجه عن طريق استحداثِ أدويةٍ تساعد الدماغَ على تنظيمِ استهلاكهِ للطاقة أو استهلاكها بفاعلية أعلى، مما يؤدي إلى أذية عصبية أقلّ.

أمضى البروفيسور وفريقه ثلاثَ سنواتٍ في محاولةِ معرفةِ السبب الذي يجعل المتقدِّراتِ – الميتوكوندريا أو منتجات الطاقة في الخلية - تعملُ بشدةٍ تؤدي إلى ارتفاعِ حرارتها، ووجدوا أنّ لهذه الخلايا بنيةً معقَّدةً جداً ذاتَ أفرعٍ ومواقعَ متعددةٍ تُطلق العوامل الكيميائية، وهم يعتقدون أن هذا التعقيدَ هو سبب ارتفاع الحرارة ذاك.

يقول البروفسور Trudeau: بالعودة إلى تشبيه المحركِ، فالسيارة التي تعاني من مشاكلَ في ارتفاعِ درجة حرارة محركِها ستحرقُ كميةً أكبرَ من الوقود وستزيدُ أعطالُها. ويضيف: يزيد هذا التعقيدُ من عرضَتِنا للإصابة مع ازديادنا في السن، فتصبح خلايا الدماغِ أكثرَ عرضةً لارتفاع حرارتها والموت، مما يؤدي إلى الإصابة بباركنسون، وقد يعود السبب إلى أن بعضَ خلايانا العصبيةِ ليست مبرمجةً لتصمد (ثمانين) 80 ، 90 أو 100 سنةً، كما أنه لمن المتوقع أن بعضَ أجزاءِ جسدنا لديها قدرةٌ أقلُّ لتحملِ تأثيرِ الزمن.

الخلاصة: تكونُ بعضُ الخلايا العصبية المسؤولةُ عن الحركةِ لدى مرضى باركنسون ذاتَ احتياجٍ طاقيٍّ أعلى من الطبيعي، مما يجعلُ الخليةَ تعملُ بشكلٍ أكبرَ لإنتاج الطاقة، وبالتالي ازديادُ حرارةِ هذه الخلايا وتخربُها، وسيتم استهدافُ هذه الآليةِ في المستقبل لاستحداثِ أدوية لعلاج هذا المرض.

مقالات ننصح بقراءتها تتعلق بمرض باركنسون :

هنا

هنا

هنا

المصدر:

هنا