علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
بخاخ الأوكسيتوسين الأنفي دواء واعد للتوحد!
كشفت دراسة أجريت في استراليا أن استنشاق مستحضر هرمون الأوكسيتوسين قد أدى إلى حدوث تحسن كبير في التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال الصغار المصابين باضطراب طيف التوحد. وحسب ما يقول د. آدم غواستيلا من عيادة التوحد في جامعة سيدني: "لقد قمنا باستخدام إحدى أكثر الوسائل شيوعاً لتقييم الاستجابة الاجتماعية للأطفال المصابين بالتوحد، ووجدنا أن الآباء قد ذكروا أنه أولادهم بعد العلاج بالأوكسيتوسين كانوا أكثر استجابة اجتماعية في المنزل، كما أن تقييمات أطبائنا السريرين دعمت هذا الأمر". وقد تم نشر الدراسة في مجلة الطب النفسي Molecular Psychiatry في 27 من شهر تشرين الأول عام 2015.
تأثيرات هامة
تضمن المشاركون في الدراسة 31 طفلاً منهم 27 صبياً، بين الثالثة والثامنة من العمر، والذين يوافقون معايير اضطراب التوحد أو اضطراب أسبرغر أو اضطراب النمو الشامل المذكورة في الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، النسخة المنقحة.
حيث تلقى المشاركون 12 وحدة من الأوكسيتوسين و12 وحدة من دواء وهمي بشكل بخاخ أنفي صباحاً ومساءً (أي 24 وحدة في اليوم) لمدة 5 أسابيع، مع فترة استراحة لمدة 4 أسابيع بين كل معالجة. وقد قاد الأوكسيتوسين مقارنة بالعلاج الوهمي إلى تحسن هام في النتيجة الرئيسية الأولى وهي الاستجابة الاجتماعية المقدرة من قبل المشرف على رعاية الطفل، إلا أنه لم يكن له أي تأثير على النتيجة الرئيسية الثانية وهي تقدير المشرف لشدة السلوك التكراري.
كما وجد تأثيرات هامة في المقاييس الثانوية التي تقوم على تقدير الصعوبات العاطفية والسلوكية من قبل المشرف. بينما كانت التأثيرات المقدرة من قبل الفاحصين للتحسن السريري أكبر بكثير لصالح الأوكسيتوسين مقارنة مع الدواء الوهمي.
وفي المحصلة، يقول الباحثون أن البخاخ الأنفي كان قابلاً للتحمل بشكل جيد. وكانت أكثر التأثيرات الجانبية شيوعاً هي زيادة العطش بالإضافة إلى زيادة التبول الليلي والنهاري والإمساك، حيث تم تسجيل ضعف عدد الحالات لدى الأطفال الذي يتلقون الأوكسيتوسين مقارنة مع الدواء الوهمي.
وذكر الباحثون أن نتائج هذه الدراسة ما زالت تحتاج للتأكيد من خلال دراسات أكبر. كما أنه من المطلوب من الدراسات القادمة أن تحدد كيف يمكن للأوكسيتوسين أن يحسن السلوك الاجتماعي. وأكد الباحثين أنه ليس باستطاعتهم استبعاد تأثير الدواء الوهمي إلا أنهم يعتقدون أنه على الدراسات المستقبلية أن تأخذ بعين الاعتبار طرائق للسيطرة على تأثير الدواء الوهمي، من أجل اكتساب قدرة أكبر على تعقب أثار العلاج الحقيقي.
تأكيد واعد
قالت د. أنجيلا سيريجو من مركز علم الإدراك في مركز علم الأعصاب الإدراكي في ليون بفرنسا أن "هذه النتائج مشجعة ومهمة لأن التجربة كانت على الأطفال، وأظهرت أن للأوكسيتوسين تأثيراً تراكمياً مفيداً. وهي ليست بالأمر الجديد كوننا قد أظهرنا مسبقاً في بحثنا عام 2010 أن الأوكسيتوسين يخفف من الأضرار الاجتماعية للمرضى التوحديين (البالغين). ولذا فإني سعيدة لأرى هذه النتائج التي تدعم نتائجنا".
وتكمل قائلة: "إن النقد الوحيد لدي أنهم لم يستخدموا سوى مقاييس شخصية (غير موضوعية) لتوثيق التحسن. فلم يجروا أي اختبارات مخبرية دقيقة كتلك المعروفة بحساسيتها لتأثير الأوكسيتوسين. وفيما عدا ذلك، فإني أظن أنها إضافة مهمة للأدب الطبي فيما يخص الأوكسيتوسين والتوحد".
ونحن من الباحثون السوريون نأمل أن تكون هذه الدراسة أمل جديد لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد، بعد أن عانى هؤلاء الأطفال كثيراً من ضعف العاجلات الفعالة وخاصة في بلادنا العربية وسورياً تحديداً.
المصادر:
الدداسة الأصلية: