الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الالتهاب Inflammation....لمحة عامة
لمحة عامة عن الالتهاب
الالتهابْ هو استجابة الجهاز المناعي في الجسم لأذيةٍ أو عدوى، وهو عاملٌ ضروريٌ لبدءِ الاستجابات المناعية الأولية، تتضمن العملية الالتهابية سلسلةً من الإشاراتْ الجزيئية والخلوية، التي تؤدي إلى استجابةٍ وظيفية، فتسبب العلاماتَ والمظاهر الالتهابية المألوفة والمتمثلة ب (الألم والتورم والحرارة والاحمرار). تُطلق الخلايا في مكان الأذية مجموعةً من الإشارات، مسببةً بعض التغيرات في المنطقة المتأذية: كتوسع الأوعية الدموية، زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المتأذية، و زيادة نفوذية الأوعية الدموية، وارتشاح السوائل الحاوية على بروتينات كالأضداد، ومن ثمّ اجتياح النسيج من قبل عدة أنواع من كريات الدم البيضاء ومنها: كريات الدم البيضاء الحبيبية granulocytes، و الكريات البيض وحيدة النوى n monocytes، وكريات الدم البيضاء اللمفية lymphocytes. أول الخلايا التي تصلُ إلى مكان الأذيةِ هي العدلات Neutrophils، تقوم هذه الخلايا ببلعمة وقتل العامل الممرض عن طريق إفراز سمومٍ غير نوعية، كجذور فوق الأكاسيد (جذور حرة)، هيبو كلورايد (ملح أو إستر حمض تحت كلور الماء) وجذور هيدروكسيلية ، تدعى هذه السموم بالجذور الحرة المؤذية reactive oxygen species) (ROS التي تقتل العوامل الممرضة، بالإضافة إلى خلايا الجسم المجاورة لها المريضة والسليمة في نفس الوقت؛ كما أن العدلات توفر دعماً إضافياً في قتلِ الخلايا عن طريق إفراز ببتيدات وبروتينات مضادة للبكتيريا (كالديفنسين، الكاثيليسيدين) والبروتينات المثبتة للحديد في الفجوة الناتجة عن عملية إحاطة الجسم المراد ابتلاعه بواسطة الخلايا البلعمية، وتُفرز أيضا سيتوكينات (والتي هي رسائل بين الخلايا على شكل بروتين) كالإنترلوكين interleukin ،و عامل التنخر الورمي ألفا وغاما (tumor necrosis factor (TNF)-α، γ)، و إنترفيرون غاما (interferon (INF-γ) ، وعوامل آخرى: كالسيتوكينات الداعمة للالتهاب pro-inflammatory والتي تحث الكبد على إفراز بروتينات الطور الحاد الفعالة، التي بدورها تسبب استجابة التهابية جهازية (مثل الحمى وتغير بعدد كريات الدم البيضاء - ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء في المصل). العملية الالتهابية الحادة هي استجابة طبيعية للجسم بغرض حمايته وعلاجه بعد تعرضه لأذية أوعدوى، ولكن في حال استمر العامل المسبب للالتهاب لفترة زمنية طويلة، يصبح الالتهاب مزمناً.
يمكن أن تنشأ الالتهابات المزمنة من عدة عوامل منها الكائنات الدقيقة، بعض مولدات الضد البيئية (كغبار الطلع) كاستجابة مناعية أو التفعيل المستمر للجزيئات المسؤولة عن الاستجابة الالتهابية، تسبب وحيدات النوى و البالعات ذوات العمر الطويل الاستجابة الالتهابية المبدئية. تنضج كريات الدم وحيدة النوى وتتحول إلى خلايا بالعة، بمجرد مغادرتها مجرى الدم ودخولها النسيج الضام، تقوم البالعات بإحاطة وهضم الكائنات الدقيقة وخلايا الجسم الهرمة، كما أنها تفرز العديد من المواد الكيميائية الوسيطة مثل: الإنترلوكين 1، وعامل التنخر الورمي ألفا والبروستاغلانيدينات، مما يطيل من الاستجابة الممهدة للالتهاب. في المراحل التالية تغزو خلايا عدة ومنها اللمفاويات النسيج المصاب، تقوم الخلايا اللمفية التائية بقتل خلايا الجسم المصابة، وتقوم الخلايا اللمفية البائية بتركيب أضداد تعمل على مهاجمة الكائن الدقيق المتطفل على الجسم. تقوم البالعات وكريات الدم البيضاء بإفراز الجذور الحرة المؤذية والبروتيناز، وبهذا تقوم بتدمير مصدر الإلتهاب؛ ومع ذلك فإن الأذية التي لحقت بأنسجة الجسم عادةً ما تسبب التهاباً مزمناً، يتم التعويض عن الخلايا المتأذية في الالتهاب المزمن عن طريق خلايا من نفس النوع أو ألياف من النسيج الضام، ومن الأحداث المهمة أيضاً تشكل أوعية دموية موضعياً. في بعض الأحيان لا يستطيع الجسم التعويض عن الأنسجة المتأذية ويستمر سير الالتهاب، فالالتهاب المزمن هو حالة غير طبيعية ولا تفيد الجسم، وقد تسبب أحياناً بعض الأمراض. إنّ العديد من الأمراض عند الإنسان التهابية المنشأ ومنها، الربو، داء كرون (مرض التهابي يصيب الجهاز الهضمي وبالتحديد الأمعاء الدقيقة والغليظة، ولكن قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي)، التهاب المفاصل الرثوي، ألم العضلات الروماتيزمي، التهاب أوتار العضلات، التهاب الأجربة، التهاب الحنجرة، التهاب اللثة، التهاب المعدة، التهاب الأذن، الداء البطني، التهاب الرتج وداء الأمعاء الالتهابي، بالإضافة إلى كل ذلك فإنّ هنالك عدّة أمراض مزمنة ذات منشأ التهابي مثل: التصلب العصيدي، السُمنة، داء السكري، السرطان وربما قد يسبب التهاب أيضاً داء الزهايمر.
الآلية الكيميائية الحيوية التي تسبب هذه الأمراض لا تزال غير معروفة حتى الآن، ولا يزال دور الالتهاب أثره على إمراضية الجراثيم موضع بحث.
المصدر:هنا
حقوق الصورة: www.planettechnews.com