الغذاء والتغذية > الوزن واللياقة
الوجبة الوهمية... طريقة جديدة لفقد الوزن بالتحايل على الجسم
السمنة ونتائجها وأمراض العصر التي تنتج عنها تتصدر وكالعادة عناوين الكثير من الدراسات في المجال الصحي والتغذوي، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يعاني ثلث البالغين من السمنة و هناك 29.1 مليون شخص يعانون من السكري مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية يالإضافة إلى المضاعفات الصحية التي يعاني منها الشخص وقصر العمر.
وتعمل الكثير من الدراسات للوصول إلى حلٍ ناجعٍ لحرق الدهون والحد من السمنة بأقل نتائج جانبيةٍ سلبيةٍ ممكنة. وفي هذا المجال قامت مجموعة من الباحثين التابعين لمخبر سالك (Salk's Gene Expression Laboratory) بتطوير حبوب تعمل على خداع الجسم بإقناعه أنه استهلك الكثير من السعرات الحرارية وبالتالي حثه على حرق المزيد من الدهون، وقد ساعد هذا المركب بشكلٍ فعالٍ على وقف زيادة الوزن وتخفيض الكوليسترول والتحكم بسكر الدم وخفض الالتهابات عند الفئران وهذا ماجعله مرشحاً للانتقال إلى التجارب السريرية البشرية.
وخلافاً لمعظم حبوب الحمية الموجودة في الأسواق فإن هذه الحبوب المسماة Fexaramine لا تنحل بالدم مثل مانعات الشهية أو الأدوية المعتمدة على الكافئين ولكنه يبقى في الأمعاء مما يؤدي إلى آثارٍ جانبيةٍ أقل.
وقد صرحRonald Evans مدير مخبر سالك للجينات (director of Salk's Gene Expression Laboratory) والمشارك في هذه الدراسة والتي نشرت في الخامس من كانون الثاني لعام 2014 في مجلة Nature Medicine أن هذه الحبوب هي بمثابة وجبةٍ وهميةٍ حيث تقوم بإرسال نفس الإشارات التي تُرسل عند تناول الكثير من الطعام علماً بأنها خاليةٌ من السعرات الحرارية ولا تغير من شهية الشخص.
وقد استمرت هذه الدراسة لمدة عقدين درست بروتين FXR (farensoid X receptor) وهو بروتين يلعب دوراً في كيفية طرح الجسم للأحماض الصفراوية من الكبد وهضم الطعام وخزن الدهون والسكريات. حيث يتم طرح FXR في بداية الوجبة، علماً أن هذا البروتين ليس مسؤولاً فقط عن طرح الأحماض الصفراوية من أجل الهضم بل يقوم أيضاً بتغير مستوى السكر في الدم ويؤدي إلى قيام الجسم بحرق الدهون استعداداً لتناول الوجبة القادمة .
هذا وقد قامت شركات الأدوية التي تعمل على علاج السمنة والسكري وأمراض الكبد، بتطوير أدويةٍ تنشط FXR ، واكتشاف العديد من الطرق للتحكم بـFXR ، لكن هذه الأدوية تؤثر على العديد من الأعضاء مما يؤدي إلى حدوث آثارٍ جانبية، ونتيجة لهذه الآثار فقد تسآءلEvans إن كان تفعيلFXR في الأمعاء فقط بدلاً من تنشيطه في الأمعاء والكبد والكلى والغدد الكظرية معاً قد يأتي بنتائج مختلفة، فعند تناول الطعام تحدث سلسلةٌ من الاستجابات داخل الجسم، والعضو الذي يستجيب أولاً هو الأمعاء لذا فإن إعطاء العقار على شكل حبوبٍ بشكلٍ يوميٍ يؤدي إلى وصولها إلى الأمعاء – دون العبور إلى مجرى الدم الذي يوزع العقار في جميع أنحاء الجسم– مما يؤدي إلى الحد من الآثار الجانبية والحد من زيادة الوزن .
عندما تم تجربة هذا العقار على مجموعةٍ من الفئران السمينة بإعطائها حبوبfexaramine بشكلٍ يوميٍ ولمدة خمسة أسابيع، لوحظ توقف وزن الفئران عن الزيادة بالإضافة إلى فقدان الدهون وانخفاض مستوى السكر والكوليسترول بشكلٍ أكبر مما هو عليه في الفئران غير الخاضعة لهذا العقار، بالإضافة إلى ذلك لوحظ ارتفاع حرارة جسم الفئران وهو مؤشرٌ على زيادة معدل الاستقلاب.
كما حدثت بعض التغيرات غير واضحة الدلالة كتحول بعض الدهون البيضاء المترسبة إلى أنماطٍ ذات لون بيج من الأنسجة الأكثر صحية والتي تعمل على حرق الطاقة، كما طرأ تحولٌ على مجاميع البكتريا في أمعاء الفئران المعالجة.
ويعتقد الباحثون أن عقارfexaramine يعمل في الأمعاء بشكلٍ أفضل من الأدوية التي تنشط FXR في جميع أنحاء الجسم وقد يعود ذلك إلى الطريقة الجزيئية التي يستجيب بها الجسم عادةً عند تناوله الوجبة. كما يفترضون أن هذا العقار لا يصل إلى مجرى الدم لذلك يعتبر أكثر أماناً من الأدوية التي تنشطFXR . وحالياً يعمل الباحثون على إجراء تجاربٍ سريريةٍ لاختبار فعالية هذا العقار في معالجة السمنة وأمراض التمثيل الغذائي.
المصدر: هنا