طريقةٌ جديدةٌ قد تفتح أفقاً لعلاج أحدِ أشرسِ أنواعِ سرطانِ الثدي

في دراسةٍ ناجحةٍ وواعدةٍ حدَّدَ الباحثون في جامعة بوسطن مساراً تنظيمياً جديداً قد يلعب دوراً هاماً في مرضِ سرطانِ الثدي القاعدي (basal-like breast cancer (BLBC)؛ وهو شكلٌ عدائيٌّ من سرطان الثدي والذي غالباً مايسمى "السلبي الثلاثي". هذا المسار قد يكونُ بمثابةِ هدفٍ لتطويرِ علاجٍ فعّالٍ في المستقبل.

ففي الوقتِ الذي تُعَدُّ الأدوية المُستهدِفة للسرطان أحدَ الخياراتِ المتاحةِ لبعضِ أنواعِ سرطانِ الثدي، فإنَّ BLBC لا يستجيبُ عادةً لهذا النوعِ من العلاج. بالإضافةِ إلى ذلك، فإنَّ أورامَ هذا النوع تميلُ إلى الانتشارِ في أجزاءٍ أخرى من الجسمِ بسرعة، وعادةً ما يعاني المرضى من صعوبة التشخيصِ السريريِّ لحالتهم.

إنَّ الطبيعة العدائية لهذا النوعِ من سرطانِ الثدي قد يكونُ سببُها أنَّ هذه الأورام تحتوي على نسبةٍ أعلى من الخلايا الجذعية السرطانية cancer stem cells (CSC)، إذ يُعتقد أنَّ هذه الخلايا هي التي تدفع الورم للظهور المتكرر، النمو، التطور، الإنتشار ومقاومة الأدوية.

وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة بوسطن، بإشراف الدكتور Sam Thiagalingam ، أن بروتيناً يُفرَز من قِبَل خلايا BLBC ويسمى (Periostin (POSTN) يعمل على دعم الخلايا الجذعية السرطانية من خلالِ تنشيطِ مسارٍ معينٍ في هذه الخلايا. كما تَبيَّن أنَّ هذا البروتين POSTN يعمل من خلال مُستقبلات إنتغرين محددة تتواجد على سطح العديد من خلايا BLBC. وعندما يتعطل بروتين POSTN أو مستقبل الأنتغرين، يحصل فقدانٌ كبيرٌ للخلايا الجذعية السرطانية وضعفٌ في قدرة الخلايا السرطانية على تشكيل الأورام.

كما أظهر الفريقُ أيضاً أنَّ وجودَ خلايا BLBC ذاتِ مستوياتٍ عاليةٍ من POSTN ترتبط بزيادة السيتوكينات الرئيسية، وهذه النتائج تشيرُ إلى أنَّ خلايا BLBC ذات قدرة فطرية على إنشاء بيئة دقيقة داعمة للخلايا الجذعية السرطانية.

لاتزال إمكانية استخدامِ هذه الدراسة عند المرضى قيدَ الدراسة في الوقت الحالي، فالقضاءُ على الخلايا الجذعية السرطانية قد يمثل نهجاً علمياً جديداً لمكافحة BLBC، وتثبيط إشارات البروتينات والمستقبلات قد يكون إحدى الطرق الناجحة لتحقيق ذلك في المستقبل.

المصادر:

هنا

البحث الأصلي: هنا