البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية
شكل جسم المرأة، واحتمال اصابتها بالسكري... ما الرابط بينهما؟
شكل جسم الأنثى يمكن أن يدلّ على مدى احتمال خطر الإصابةِ بداء السكري من النمط الثاني! حيث كان للتنوعِ الوراثي المسؤول عن تحديد كيفية توضّع الشحوم في جسم الأنثى دوراً في الحماية من السكري.
بحسب نتائج دراسةٍ أجرتها الجمعية الأمريكية للوراثة البشرية فإنّ الأنثى التي شكل جسمها إجاصي يكون خطر الإصابة لديها بالسكري أقل!
قبل الحديث عن تفاصيل الدراسة، لنستعرض لمحةً سريعةً عن أنماط شكل الجسم الأنثوي:
*الساعة الرملية: الجزء العلوي من الجسم يساوي السفلي، مع خصرٍ نحيل. بمعنى آخر حجم الورك يساوي حجم الصدر.
*الإجاصة: الجزءُ السفلي من الجسم أكبر من العلوي، حيث الورك أوسع من الصدر مع معدة مسطحة.
*التفاحة: النصفُ العلوي أكبر من السفلي، وركين نحيلين مع صدر ومعدة كبيرتين.
*المسطرة/الموزة: لا يوجد اختلاف في الحجم بين الورك، الصدر، والخصر مع أطرافٍ نحيلةٍ أيضاً.
كما ذكرنا سابقاً فإنّ النمط الإجاصي يتميّز بحجم وركين كبير نسبياً بالنسبة للصدر، وقد أظهرت دراساتٌ سابقة أنَّ النّساء اللواتي يمتلكن وركين أكبر لديهنَّ خطورة أقل لتطوير داء السكري.
ولكن يبقى السؤال "ما هو السبب؟" الإجابة تكمن في الوراثة والمورثات التي من جديد تفعلُ فعلها.... حيث وجِدَت مورثة تُدعى KLF14 مشفّرة لبروتينٍ مسؤولٍ عن تنظيم مئات المورثات الأخرى والتي بدورها تقوم بضبط عملية تخزين الشحوم في جسم الأنثى.
كما نعلم، كل مورثة في الجسم يُعبََّر عنها بآليلَين، أحدهما قادم من الأب والآخر قادم من الأم. بالنسبة ل KLF14 بيّنت الدراسات أنَّ الأليل القادم من الأمّ هو الذي يكون فعّالاً فقط، وبالتالي الوظيفة التي تقوم بها هذه المورثة تكمُن في تنظيم عمل المورثات الأخرى المسؤولة عن ضبط منسوب كتلة الجسم BMI، الأنسولين، معدّل الغلكوز والكولسترول مُعتمدةً بشكل كامل على الأليل المُوَّرث من الأمّ.
مع هذا التنوّع الوراثي فالأنثى التي تخزّن شحماً أكثر في منطقة الورك، تتمتّع بنوع من الوقاية ضد السكري. بالنهاية كان التأثير على السكري بحد ذاته متواضعاً، ولكنه إحصائياً باتَ أمراً هاماً، حيث كَبُرَ هذا التأثير عند دراسته على مجموعةٍ من النساء ممن ورثن الأليل الفعّال لمورثة KLF14. كان لهذه النتائج مشاركة مهمة في مقاربة المرض بشكلٍ تشخيّصي لكل فرد من حيث التحرّي والمعالجة. بحيث إذا استطعنا تحديد المورثات المنتجة للبروتينات المتورطة في زيادة خطورة السكري، سنكون قادرين على تطوير علاجاتٍ فعالةٍ.
أبعد من ذلك، رغب فريق الدراسة بتحرّي الآلية الخاصة بعمل هذا الأليل (المورثة)، وسبب تأثيره فقط على الإناث. حيث كلنا أمل أن نطوّر إدراكنا حول آلية تأثير هذه المورثات وعلاقتها بالسكري من النمط الثاني عند الإناث.
المصادر: