الفلسفة وعلم الاجتماع > أعلام ومفكرون
نومينوس الأفامي
عاش نومينيوس الأفامي في أفاميا في سورية، وازدهر اسمه في النصف الأخير من القرن الميلادي الثاني. ويصنف نومينوس من الفلاسفة الفيثاغوريين الجدد، وسلفاً للأفلاطونيين الجدد. حيث أنه جعل من فيثاغورث معلمه الأعلى، على الرغم من أن توجهه واقتباساته عن أفلاطون تبدو واضحة كل الوضوح.
وقد حفظت الشظايا والبقايا الأثرية بعضاً من مؤلفاته العديدة التي قدمت لنا عن طريق أوريجانوس، تيودوريت وخاصة من قبل يوزيبيوس، ومن خلالها أمكننا التعرف على طبيعته الفلسفية الفيثاغورثية-الأفلاطونية.
على الرغم من كون نومينيوس من الفيثاغورثيين الجدد، إلا أنّ هدفه كان تتبّع الفلسفة الأفلاطونية وصولاً إلى الفيثاغورثية، وفي الوقت نفسه إثبات عدم تعارضهما مع المعتقدات الدينية اليهودية والمجوسية والمصرية. وكان جُلّ اهتمامه استعادة الفلسفة الأفلاطونية والفيثاغورثية، والتوسّط بين مذهبي سقراط وفيثاغورث، وتطهيرها من الآثار الأرسطية والرواقية.
وقد كانت معظم تفاسير نومينيوس للخلق والتكوين مستمدة من أشكال الفلسفة الأفلاطونية. واقتبس كثيراً من "تيماوس" أفلاطون الذي يعرض قصة خالق عظيم للكون.
إلا أن اقتباساته يمكن أن تسبب بعض الارتباك، فوفقاً للتفسير التقليدي للخلق، فإن الله خلق كل شيء، ولم تكن هذه الأشياء موجودة قبل ذلك (العدم)، دون أن يحدد نقطة للبدء في الخلق، مقترحاً دورة من الخلق والتدمير، بينما وفقاً لتيماوس أفلاطون فإن عملية الخلق بدأت في لحظة محددة. ومن هنا كان الخلاف بينه وبين أفلاطون بالتمييز بين "خالق الكون الأول" وبين "الإله". وقد يرجع هذا الاختلاف لتأثره بالفلاسفة اليهود في الاسكندرية.
ويقترح نومينيوس ثالوثاً مقدساً (الأب - الصانع - المصنوع)، يشكل الأول الإله الأعلى والذكاء الأبدي الخالص، والثاني هو خالق العالم المادي، بينما الثالث هو العالم.
المصدر:
الصورة من مدينة أفاميا الأثرية في سورية