البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية
التطور السريع لفيروس نقص المناعة المُكتسب، هل هو إيجابي؟
تُشيرُ أحدُ الدراساتِ المهمةِ التي تقودُها جامعةُ أكسفورد بأنَّ تطور وتغير فيروس نقص المناعة الذي يحدث مع الزمن قد يكونً إيجابياً للمرضى، حيث بينت هذه الدراسات أنَّ الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية باتوا يُطوِّرون متلازمة نقص المناعة بشكلٍ أبطأ - وبعبارة أخرى أصبح الفيروس أقل "فوعة" أو "ضراوة" - بسبب توسيعِ نطاقِ الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (ART) والتي تُحدِث تغيرات في أجيال هذه الفيروسات.
حيث ركَّز الجزءُ الأول من هذه الدراسة على أنَّ التفاعل بين الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم وفيروس نقص المناعة البشرية يؤدي إلى إنقاص فوعة الفيروس بشكلٍ واضح.
لقد تمَّت دراسة بروتينات في الدم تسمى مستضدات الكريات البيض البشرية (HLA)، التي تُمكِّن الجهاز المناعي من التمييز بين بروتينات الجسم البشري وبروتينات العوامل الممرضة، فمن المعلوم أنَّ الأشخاص الذين لديهم مورثة بروتين HLA معين تسمى HLA-B * 57، يستفيدون من "تأثيرٍ وقائي" لفيروس نقص المناعة البشرية، وهذا يعني أنَّ المرضى المصابين والحاملين للمورثة HLA-B * 57 يميلون إلى التقدم ببطءٍ أكثر من المعتاد لمتلازمة الإيدز.
وأظهرت هذه الدراسة أنه في بوتسوانا، حيث تطور فيروس نقص المناعة البشرية للتكيف مع HLA-B * 57 أكثر مما هو في جنوب أفريقيا، فإنَّ المرضى لم يعودوا يستفيدون من التأثير الوقائي لهذه المورثة. ومع ذلك، تشيرُ البياناتُ إلى أنَّ تكلفة هذا التكيف هي أنَّ قدرة الفيروس على التناسخ replication تنخفضُ بشكلٍ ملحوظٍ مما جعل الفيروس أقلَّ ضراوة.
لهذا يعتقد الباحثون أنَّ التكيف الفيروسي مع المتغيرات الجينية الوقائية، مثل HLA-B * 57، تخفض فوعة الفيروس وبالتالي تُساهم في القضاء على متلازمة نقص المناعة البشرية.
في الجزء الثاني من الدراسة، درس الفريقُ تأثيرَ الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ART على فوعة الفيروس، فقاموا بوضع نموذجٍ رياضيٍ دَفَعَهم للاستنتاج أنَّ توفيرَ العلاجِ للمرضى الذين يحملون فيروس نقص المناعة البشرية الأكثر فوعة يُسرِّع ُتطورَ فيروسات نقص المناعة البشرية بحيث تصبح ذات قدرة أضعف على التناسخ.
حول هذا البحث يقول Phillip Goulder الأستاذ في جامعة أكسفورد : " أي شيء يمكننا القيام به لزيادة الضغط على فيروس نقص المناعة البشرية ليتطور ويتغير بهذه الطريقة قد يسمح للعلماء بالحد من القوة الإمراضية للفيروس نقص المناعة البشرية على مر الزمن ".
المصدر: هنا