علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية المُرتابة: العوامل المُسببة والعلاج
ماهي أسباب البارانويا؟
لم يَعرف الباحثون حتى اليوم ما هي الأسباب الفعليّة للبارانويا. وعلى أيّة حال، هناك العديد من النظريات حول كيفية حدوثها حيث يؤيد معظمُ الأخصّائيّين وجود مُسبّبات بيولوجية ونفسية واجتماعية، وعلى الأرجح أنها تعود إلى عوامل وراثية أو اجتماعية (كيفية تفاعل الفرد أثناء مرحلة نموه المبكّرة مع عائلته وأصدقائه والأطفال الآخرين) وإلى عوامل نفسية (شخصية الفرد التي تشكّلت حسب البيئة واكتسبت مهاراتِ التّأقلم للتعامل مع الضغوطات).
إنّ هذا كلّه يُشير إلى عدم وجود عاملٍ واحدٍ مسؤول، وإنّما هي طبيعةٌ معقّدة ومتشابكة للعوامل الثلاث السابقة. وعند وجود اضطراب الشخصية المُرتابة لدى شخصٍ ما، فهناك احتمالٌ طفيف في انتقال هذا الاضطراب إلى أطفاله.
كيف تُعالج البارانويا؟
من المهمّ جداً قبل العلاج النظر في الحالة والتأكّد فيما إذا كانت اضطراباً في الشخصية أم مرضاً عقلياً، وهو أمرٌ بالغُ الأهمية يُساعد في فهم كيفية تدبير تلك الحالة.
يتضمّن العلاجُ عادةً علاجاً نفسيّاً طويل الأمد من قبل أخصائيٍّ خبير في التعامل مع هذا الاضطراب ومن المرجّح أن يكون العلاجُ بطيئاً، ويجب ألا تُحدَّد مدى فعالية العلاج إلا بعد مرور فترةٍ من الزمن لا تقلُّ عن (12) شهراً. وينبغي أن يُساعد ذلك العلاج المريضَ أولاً على:
1) إدراك وتقبّل مشاعر الحساسيّة الزائدة لديه.
2) زيادةُ مشاعرِ بقيمته الذاتية.
3) تطويرُ نظرةٍ أكثر ثقةً بالآخرين.
4) فسحُ المجال له للتعبير عن محنته.
ومن المؤسف أنّ علاجَ هذه الحالة صعبٌ للغاية، فقد يُسيءُ المريضُ فهمَ تصرّفات الطبيب اللطيفة أو كلمات التشجيع على أنّها غطاءٌ لنوايا خبيثة، لذا ينبغي تجنّب الطريقة اللطيفة جداً وتجنّب التواصل الجسدي أو حتى الجلوس بالقرب من المريض، والتأهّب لتغيّراته المزاجية المُفاجئة، وبشكل عام يجب تجنب العلاج الجماعي لهذا الاضطراب.
أما عن العلاج الدوائي فلمْ يتمّ إثبات تأثيره حتى الآن، ولكنْ من الممكن إعطاء المريض أدويةً مضادة للاكتئاب عند وجود دليل سريري على بداية مرض اكتئابي.
وأخيراً، عند العمل مع هؤلاء المرضى من المُفيد:
1) اعتماد أسلوب علاجي ودي ودافئ.
2) الكشف عن تفاصيل حياتهم الخاصة (سيساعد ذلك على معرفة شدّة الحالة(.
3) تجنّب الإيحاء لهم بأنّ قلقهم قد يكون له أيُّ أساسٍ في الواقع.
4) الإلحاح على المريض بتقّبل الدواء.
المصادر: