الطب > الجراحة
جراحة زرع البيض وأمل جديد للحفاظ على الخصوبة
كثيرٌ منَ السيداتِ اللواتي يخضعن للعلاجات الكيماوية والشعاعية وغيرها يقعن تحت خطرِ العقم وفقدان الخصوبة، ولهذا كانت جراحة زراعة المبيض أملاً جديداً لهن في الحفاظ على خصوبتهن والاحتفاظ بالقدرة على الحمل بعد إنهاء المعالجة، لنتعرف أكثر على هذا الإجراء في المقال التالي:
استنتج العلماءُ بعد مراجعة عددٍ كبيرٍ من عملياتِ زرعِ المبيضِ المجراةِ عالميًا أن النساءَ اللواتي يخضعنَ لجراحةِ زرِعِ المبيضِ و التي تتضمنُ إزالةَ النسيجِ المبيضيِّ و تخزينَه من ثم إعادةَ زرعِه في وقت لاحقٍ يمتلكن فرصةً جيدة للحملِ بنجاح. حيث أظهرتِ الدراسةُ التي نُشرت في مجلة Human Reproduction أن النسيجَ المبيضيَ المزروعَ يمكن أن يدومَ لأكثرَ من عشرِ سنواتٍ على أقل تقدير، بالإضافة إلى أن الإجراءَ يحملُ القليلَ من الخطورةِ من جهةِ نكسِ المرض الأصليِّ الذي دفع المريضةَ للجوءِ إلى استئصالِ النسيجِ المبيضي. وغالبًا ما يُجرى استئصالُ النسيجِ المبيضيِ لغرض علاج السرطان، حيث تتم تلك العمليةُ قبل البدءِ بالمعالجةِ على أملِ إعادة زرعِ النسيجِ المبيضيِّ في وقتٍ لاحق، وذلك للحفاظ على خصوبة المريضة. وتبقى هنالك مخاوفُ حولَ احتواءِ النسيجِ المزروعِ على خلايا سرطانيةٍ يمكن أن تحرضَ نُكسَ الورم. وتضمنت هذه الدراسةُ مراجعةَ الحالاتِ السريريةِ ل 41 سيدةً دنماركيةً خضعْنَ لما يعادل 53 عملية زرعِ نسيجٍ مبيضيٍ تمت إذابتُه بعد تجميدِه وتخزينِه (بحيث يمكن أن تخضعَ المريضةُ الواحدةُ لأكثرَ من عمليةِ زرع) وتمت متابعتهُنّ لمدةِ عشرِ سنواتٍ بهدفِ تقييمِ وظيفةِ المبيضِ و الخصوبةِ ومقدارِ أمانِ هذا الإجراء. وتقولُ الدكتور أنيت جينسن Dr Annette jensen التي شاركت في هذه الدراسةِ: "أنه أصبحَ بإمكانِ العديدِ من الفتياتِ والنساءِ اللواتي شُخّصَ لهُنّ أمراضٌ مثلَ السرطان أن يمتلكْنَ أملاً حقيقيًا في الشفاءِ وأن يعشْنَ حياةً طبيعيةً نتيجةَ تطورِ علاجاتِ تلك الأمراض".
إلا أن عمليةَ المعالجةِ غالبًا ما تؤدي إلى انعدامِ الخصوبةِ بسبب إلحاقِها الأذى بوظيفة المبيض. وفي الوقت الذي ازداد فيه الوعيُ حولَ جودةِ الحياةِ ما بعد معالجة السرطان، وتطورت تقنياتُ إزالةِ النسيجِ المبيضيِّ وتجميدِه وتخزينِه ومن ثم إعادةِ زرعِه، أصبح الحفاظُ على الخصوبةِ جزءاً أساسيًا ومتمماً من العلاج، ولكن ونظراً لكون زرعِ المبيضِ حديثَ العهدِ توجبَ استقصاءُ فعاليةِ وأمانِ هذا الإجراء.
بدأ برنامجُ زراعةِ المبيضِ في الدنمارك عامَ 2000 وقد خضعت قرابةَ 800 سيدةٍ لعمليةِ تجميدِ النسيجِ المبيضيِ (تخزينِه) حتى الآن. وقد قام الباحثون بدراسةِ النتائجِ السريريةِ لسيداتٍ خضعنَ لهذا الإجراء بين عامي 2003 و 2004 ، وكان متوسطُ أعمارِ السيداتِ عندَ إجراءِ عمليةِ الاستئصالِ والتجميدِ 30 سنة، بينما كان متوسطُ أعمارِهن عندَ أولِ زرعٍ 33 سنة. ومن بين ال 41 سيدةً اللواتي تمت متابعتُهن، أبدت 32 سيدةً الرغبةَ بالحمل، ونجح 10 منهنّ (بنسبة مئوية 31 %) بإنجاب طفلٍ واحدٍ على الأقل (بمجموعٍ كليٍ بلغ 14 طفلاً) تضمن ذلك سيدةً في الثلثِ الثالثِ من الحمل. وبالإضافة إلى ذلك، حدث 3 إجهاضات. وقد ولد ثمانيةُ أطفال بشكلٍ طبيعيٍ بعد عمليةِ الزرع، بينما ولد ستةُ أطفالٍ عن طريقِ الإخصابِ في الأنبوب (طفل الأنبوب) IVF in vitro fertilization.
وقد مرَّ على عملية الزرع أكثرُ من 10 سنواتٍ عند ثلاثٍ من النساء، و أكثرُ من 8 سنوات عند 6 من النساء، و أكثر من 5 سنوات عند 15 من النساء. أما بقية النساء فقد أجرين الزرعَ قبل فترة تتراوح بين 6 أشهر و 5 سنوات. وتقول الدكتور جنسن Jensen "ما يزال العمرُ الوظيفيُ الكليُ للطعومِ المزروعةِ قيدَ الدراسةِ والتقييم، وذلك لأنّ العديدَ من النساءِ اللواتي تمت دراستُهن ما زلن يمتلكن مبايضَ تستمر بأداء وظيفتها."
وقد عانت ثلاثُ سيداتٍ من أصل 41 سيدة من نكس السرطان, حيث حدث نكسٌ عند سيدتين لسرطان الثدي في نفس موضع الورم الأصلي و حدث نكس ل sarcoma Ewing’s -ورم عظمي- عند السيدة الثالثة، وقد صرح الباحثون أن حالاتِ النكسِ هذه غيرُ مرتبطةٍ بعملياتِ زرعِ المبيض وأنه لم يحدث تطورٌ لورمٍ سرطانيٍ في النسيجِ المبيضي المزروع. وتقول الدكتور جنسن: "على حد علمنا، تُعدُ هذه أضخمَ سلسةِ عملياتِ لزرعِ المبيض على مستوى العالم، وتبينُ هذه النتائجُ فعاليةَ النسيجِ المزروعِ في استعادةِ الوظيفةِ المبيضيةِ بطريقةٍ آمنة."
وكان معدلُ الحملِ في هذه الدراسة حوالي 0 ، و تعدُ قدرةُ المريضةِ الناجيةِ من السرطان على الإنجاب بعد العلاج قفزةً كبيرةً في مجال تحسينِ نوعيةِ الحياة. وفي الوقتِ ذاتِه، يعدُ من الضروريِّ متابعةُ المريضةِ بعد إجراء الزرع. وعلى وجه الخصوص نذكرُ أنه لم تُجرى عملياتُ الزرع لأية مريضةٍ مصابةٍ ابيضاض الدم Leukemia (ورم على حساب خلايا الدم البيضاء)
لأنه من المحتمل أن يحتوي النسيجُ المزروعُ على خلايا ورميةٍ خبيثةٍ عند هؤلاء المرضى. وبالإضافة إلى إعادةِ القدرةِ على الحمل، تُعدُ عودةُ الوظيفةِ المبيضيةِ مهمةً لاستعادة مستوياتٍ طبيعيةٍ من الهرموناتِ الجنسيةِ في الدم والتي تقوم بالكثيرِ من الوظائفِ الأخرى في الجسم ومنها منعُ حدوثِ أعراضِ سنِ الإياس (سن اليأس). وتقول الدكتور جنسن ختامًا: "نأملُ أن تؤدي هذه النتائجُ إلى اعتبارِ زرعِ المبيضِ طريقةً مقبولةً واعتياديةً في الممارسةِ السريريةِ في الأجزاء الأخرى من العالم مما سينعكس بشكلٍ كبيرٍ على ما يتلقاه هذا الموضوعُ من دعم وتمويل"
المصادر:
2015/10/151006192457.htm