الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
لماذا نأكل في فصل الشتاء أكثر من أيّ فصل آخر؟
أثبتت الدراسات أنَّنا نميل فعلًا إلى تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام في أشهر الشتاء، الأمر الذي تتبعه زيادةٌ في الوزن تتراوح ما بين 0.5 إلى 1 كغ على الأقل، ويلاحظ ذلك بدرجةٍ أكبر لدى الأشخاص البدينين الذين يكونون عُرضةً لاكتساب وزن أكبر.
وفي بحثٍ منشوٍر في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية European Journal of Clinical Nutrition أجراه الطبيب البروفيسور Ira Ockene المختص بالأمراض القلبية؛ دُرِست العادات الغذائية لدى مختلف الأشخاص وكيفية اختلافها من فصل لآخر، وقد وُجد أنَّ مدخول الطاقة اليومي للمشاركين في التجربة قد ازداد قرابة 200 سعرةٍ حراريةٍ إضافيةٍ كل يومٍ مع بداية حلول فصل الخريف؛ أي أنَّ تناول الأشخاص للطعام يزداد مع انخفاض درجات الحرارة، وتبيَّن أنَّ الأشخاص يكونون أكثر حساسيةً للضوء؛ إذ إنِّ قِلَّته تدفعهم إلى تناول الطعام بسرعة أكثر، وقد عزى Ockene هذا إلى سلوكٍ غريزيٍ يدفعنا إلى تخزين الطعام "على شكل حريرات" في أثناء الشتاء.
أما Macia Pelchat فقد قدَّمت تفسيرًا آخر مبيِّنةً أنَّ تغيرالعادات الغذائية لدى الأشخاص في فصل الشتاء غالبًا ما يكون بسبب توفر الفرصة لذلك؛ فعلى سبيل المثال: هناك الكثير من العطل في فصل الشتاء والتي غالبًا ما تزخر بالولائم والأطعمة المرتفعة السعرات الحرارية، ويضاف إلى ذلك انخفاض فرصة ممارسة التمارين الخارجية في الهواء الطلق نظرًا إلى برودة الجو، إذ يميل العديد من الناس إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية في محاولة لرفع حرارة الجسم وتدفئته، ومن المرجح أن لن يفكر أحد بتناول السلطات عند الشعور بالبرد، ومن جهةٍ أخرى يعاني بعض الأشخاص نوعًا من العزلة والاكتئاب بسبب حلول الظلام في وقتٍ باكرٍ في فصل الشتاء؛ الأمر الذي يرتبط بعلاقةٍ مباشرةٍ مع انخفاض نسبة هرمون السيروتونين -الهرمون الذي يتحكم بالمزاج- ويزيد الشهية للطعام والتي عادةً ما تكون موجَّهةً نحو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون، ظنًّا منهم أنَّها تحسن من حالتهم وتجعلهم يشعرون بالسعادة.
خلاصة ما سبق؛ زيادة الوزن في فصل الشتاء ليس له علاقةٌ مباشرةٌ بالفصل نفسه، ولكنها ناتجةٌ عن تغيراتٍ تطرأ على حالتنا النفسية وسلوكياتنا الغذائية وإليها يعود سبب هذه الزيادة، ويكمن الحل بعدم حرمان النفس من الأطباق الشهية، ولكن مع إعادة النظر في طريقة تحضيرها وجعلها خيارًا أكثر صحة، إضافةً إلى محاولة خلق الفرص المناسبة لممارسة النشاطات الرياضية وحرق تلك الحريرات الإضافية.
المصادر:
الدراسة الأصلية: