الطب > أمراض نسائية وتوليد
عسر الطمث: أسباب الآلام المصاحبة للدورة الشهرية وكيفية التعامل معها
عسرُ الطمث: عندما تؤلمكِ دوراتُكِ الشهريَّة
• ما هي الدوراتُ الشهريةُ المؤلمة؟
يحدث الحَيض (menstruation) شهرياً عند المرأة، حيث ينسلخ الجزء المبطِّن للرحم، ويتخلّص منه الجسم عبرَ فتحةٍ صغيرةٍ في عنق الرحم، ليمر عبر المهبلِ ثم إلى خارجِ الجسم.
يعتبر الألمُ الخفيف الماغصُ المتمثلُ بعدم الارتياح خلالَ الدورة الشهرية طبيعياً، لكنَّ الألم الشديد الذي يعطلُكِ عن أعمالِكِ اليوميةِ ليس طبيعياً.
المصطلح الطِّبي للدوراتِ الشهريةِ المؤلمة هو (عسرُ الطمث dysmenorrhea).
يكون عسر الطمث بدئيّاً عندما تعاني الأنثى من الألم قبلَ وخلالَ الدورة فقط، ويغيب هذا الألمُ خارجَ أوقات الدورة.
ولكن عندما تصبح الدورةُ مؤلمةً بعد عدةِ دوراتٍ طبيعيةٍ فعندها تدعى بعسر الطمث الثانوي، وغالباً ما تكون بسبب مشاكلَ في الرحمِ أو أعضاءِ الحوض الأخرى.
ليس هناك سببٌ معروفٌ بدقة للدورات الشهريَّة المؤلمة. بعضُ النساء لديهنَّ خطورةٌ عاليةٌ لأنْ تكون دوراتهنَّ الشهرية مؤلمة وتتضمن عواملُ الخطورةِ هذه:
1. الفتياتِ تحتَ عمرِ الـ20.
2. وجودَ سوابقَ عائليةٍ لدوراتٍ شهريةٍ مؤلمة.
3. التدخين.
4. النزفَ الغزيرُ خلالَ الدورات.
5. عدمَ انتظامِ الدورات الشهرية.
6. عدمَ حصولِ سوابقِ حمل.
7. البلوغَ المبكرَ الذي يحصل قبلَ عمرِ الـ 11.
هناك موادٌ شبيهةٌ بالهرمونات تدعى (البروستاغلاندينات) تحرّضُ التقلصاتِ العضلية الرحمية كلَّ شهر تساعد الرحم على التخلص من بطانته المنسلخة. هذه التقلصات يمكن أن تسببَ الألم والالتهاب. وبسبب المستوياتِ العاليةِ من هذه المواد التي قد تتواجدُ عند بعضِ النساء يمكن أن يعانينَ من تقلصاتٍ شهريةٍ شديدةِ الألم.
أما عسرُ الطمثِ الثانويِّ فهو عندما تكونُ بعضُ الدوراتِ الشهريةِ مؤلمةً نتيجة لحالات مرضية خفية، مثل:
1. متلازمة ما قبلَ الطمث (PMS).
2. الإندوميتريوزيز: لمعرفة المزيد عن هذه الحالة في هذا المقال:
3. الورم الليفي في الرحم (الورم الحميد).
4. الداء الحوضي الالتهابي (pelvicinflammatory disease) الناتجُ عن عدوىً تكون غالباً منتقلةً بالجنس وتصيب الرحم، نفير فالوب، أو المبيض.
5. الأمراض المنتقلةُ بالجنس (STDs).
6. (Adenomyosis) العُضالٌ الغُدِّيّ: هجرةُ بطانةِ الرحم ضمنَ العضلة الرحمية.
7. تضيُّق عنقِ الرحم: حالةٌ نادرةٌ يكون فيها عنقُ الرحمِ ضيقاً جداً مما يعيق من تدفقِ دم الطمث.
8. بعضُ أنواع موانعِ الحمل، وخاصةً اللوالب المصنوعة من النحاس، قد تترافق مع ألمٍ متزايد خلالَ الحيض.
• متى يجب عليكِ مراجعةُ الطبيب؟
إذا كانَ الألمُ الطمثي يعيقكِ عن آداءِ مهامِكِ الطبيعية كلَّ شهر، فربما حانَ الوقت للذهاب إلى طبيبك النسائي لتخبريه عن أعراضك، وخاصةً في هذه الحالات:
1. الألمُ بعد وضع اللولب.
2. الدورات المؤلمة التي تستمر لأكثرَ من ثلاثةِ أشهر.
3. وجودُ خثراتٍ (أو قطعٍ من الدم المتجلط) ضمن دم الطمث.
4. الألمُ الماغص المترافقُ مع الإسهال والإقياء.
5. الألمُ الحوضي خارجَ أوقاتِ الحيض.
6. كما أنّ الألمَ الماغص المفاجئ أو ألمَ الحوض قد يدلّ على وجود إنتان، والإنتانُ غيرِ المعالج يمكن أن يسبب ندباتٍ في الأنسجة قد تضر ببعض أعضاء الحوض مؤديةً إلى العقم.
• العلاجُ في المنزل:
قد تكون العنايةُ في المنزل ناجحةً في تخفيف آلام الحيض، وتشمل بعض الإجراءاتِ التي يمكن أن تقومي بها في البيت:
1. وضعَ أكياسٍ من الماء الساخن قليلاً على الحوض أو الظهر.
2. إجراءَ تمسيدٍ لمنطقة البطن.
3. الاستحمامَ بماءٍ دافئ.
4. القيامَ بالتمارين الرياضية بانتظام.
5. الاعتناءَ بالغذاء الصحي، وتناولَ الوجبات الخفيفة.
6. ممارسةَ رياضات الاسترخاء مثل اليوغا.
7. تناولَ أدوية تتبع لزمرة مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية مثل (ibuprofen) قبلَ موعد الدورة المُتَوقع ببضعة أيام، وفق تعليمات الطبيب.
8. الحرصَ على تناول المكمِّلات الغذائية مثل فيتامين B6، فيتامين B1، فيتامين E، أوميغا-3، الكالسيوم، المغنزيوم، والإقلالَ من تناول الملح والكحول والكافئين والسكر.
9. رفعَ القدمين فوقَ مستوى الجسم أو وضعية الاستلقاء مع ثنيِ الركبتين.
• العلاج الطبي:
يعتمد العلاجُ على شدة الألم واحتمال وجود مرضٍ يسبب هذا الألم.
في حال لم يخفِّفِ العلاجُ في المنزل من ألمك، فيمكن أن يصف لك الطبيب دواء أو أكثر مما يلي، على أن يتم تناولها وفق تعليمات الطبيب وللمدة التي يحددها لك:
1. مضاداتِ الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs).
2. المسكنات.
3. مضاداتِ الاكتئاب.
4. قد يصف لكِ الطبيب أيضاً موانعَ الحملِ الهرمونية المتوافرة بعدة أشكال صيدلانية كالحبوب والإبر واللصاقات، فهي تعمل على منع الإباضة وبالتالي قد تخفف من الألم.
5. يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في حالِ كان السبب وراء الألم هو الإندوميتريوزيز أو الورم الليفي الرحمي أو الكيسات.
6. في حالاتٍ نادرةٍ قد يلجأ الطبيب إلى استئصال الرحم التام كخيارٍ أخيرٍ في حال كان الألم معنّداً على كل وسائل العلاج المتاحة.
تذكير مهم:
إنّ المعلومات المذكورة في المقال بهدف التوعية والتثقيف، ولا ينصح بتناول أي من الأدوية الواردة فيه إلا بعد العودة للطبيب المختص وتحت إشرافه، إذ أن مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (كالأسبرين والإيبوبروفين) قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة لدى بعض الأشخاص، وكذلك مضادات الاكتئاب تُصرف حصراً بوصفة طبية وتُعطى تحت إشراف دقيق.
حقوق الصورة:
www.shutterstock.com
المصادر: