الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
سيلان الأنفِ في الشتاء أمر لا مفرّ منه
دائمًا ما نقي أنفسنَا في درجاتِ الحرارةِ الباردة بمجموعةٍ من القبّعاتِ والأوشحةِ والقفّازات، ولكن مهما كانت هذه الألبسة تمدُّنا بالدفء إلا أنّ نسيمَ الشتاء سيطالنا حتمًا، ويسبب سيلانَ أنوفنا في كل مرّةٍ نخطوها في الخارج.
من وجهة النّظر البيولوجية، إنّ أنوفَنا تبدأ بإفراز المزيدِ من المخاط لتدفئةِ وترطيبِ الهواءِ الباردِ والجافِ الداخلِ إلى الأنف، وبالتالي تمنعُ تجويفَ الأنفِ من الجفاف والهجماتِ الباردة التي تؤدّي بدورها إلى نزفِ الأنفِ أو مايُعرَف "بالرُّعاف". وقد أطلق الأطباء على حالة خروج المخاط من الأنف بالسيلان.
إنّ هذا المخاط المُقطّر يُفرَز من الغشاء المخاطي (عبارة عن غطاءٍ واقٍ رقيقٍ من الخلايا التي تغطّي وتحمي التجويف الداخلي للأنف.) ومعظمُ هذا المخاط مكوّنٌ من الماء والأملاح وكريّات الدمِ البيضاء والبروتينات السكرية.
علاوةً على ذلك، فإنّ المخاطَ المتداخلَ مع جسيماتِ الهواء يمنعُ الكثيرَ من الموادّ والجزيئات الضارّة من الدخول إلى الرئتين، لنحظى بعد استنشاقِنا للهواء برئتين مملوءَتين بالهواءِ الدافئِ وعلى استعدادٍ تامٍّ لعمليةِ الزفير.
إضافةً إلى أنّ بعضَ الهواء الذي نستنشقه عبارةٌ عن بخارِ ماء، وعندما يتمُّ زفْرُه فإنّه يندفعُ فجأةً من بيئةٍ دافئةٍ إلى بيئةٍ باردةٍ وقاسية، هذا التغيّرُ الكبيرُ في درجاتِ الحرارة يحوّل بخارَ الماء إلى قطراتِ ماءٍ مكثّفةٍ على طرفِ الأنف، كتلك القطرات التي تتشكّل على المرايا الباردة أثناءَ قيامنا بحمّامٍ ساخن.
في النهاية عليك بالتزود بالمزيد من المناديل لأن سيلان الأنف في الشتاء القارس أمر لا مفر منه.
المصادر: