الطب > طب الأطفال
التطوّر الطبيعي للطفل
الطولُ والوزنُ معاييرٌ مهمةٌ لمراقبة نموِّ وتطوّر الطفل، بالإضافة للتطوّر الحركي واللغوي والفكري أيضاً؛ خاصةً خلالَ السنةِ الأولى من عمر الطفل.
يجب متابعة مخطّطات نمو وتطور الطفلِ خاصة في الأمورِ التي يقومُ بها لأولِ مرة كالمشيِ والكلامِ مع الانتباه لوجود مجالٍ من الاختلافات بين طفلٍ وآخرَ؛ فقد يمشي طفلٌ بعمر تسعةِ أشهر بينما قد يتأخرُ آخرون حتى أربعةً عشَرَ شهراً مثلاً.
• إذن كيف نستطيع التفريق بين طفلٍ ذي تطور طبيعي وآخر لديه تأخرٌ في التطور؟
يُعرَّفُ تأخرُ التطور بأنّه فشلُ الطفل بالوصول للمرحلة التطورية المناسبة لعمره. فرَغمَ وجود اختلافٍ بين الأطفال في وقتِ وصولهم لمراحلَ مختلفة، توجد حدودٌ عُليا لوصولِ الأطفال لمراحل معيّنة.
ويمكن تقسيم التطور لخمسِ فئاتٍ رئيسية:
1. الحركاتُ الكبيرة: كالزحفِ والمشي.
2. الحركاتُ الدقيقة: كترتيب المكعّبات والتلوين وتزرير الثياب.
3. اللغةُ: الكلام والفَهم والتعبير.
4. المهاراتُ الفكرية.
5. التواصلُ الاجتماعي.
سنعرِضُ لكم أهمَّ العلامات التطورية للطفل بحسبِ عمره بشكل عام:
في عمر الشهرين: يبتسمُ الطفلُ لسماعِ صوتِ أمّه، ويتابعُ الأشياءَ المتحرّكةَ بعينيه.
في الشهرِ الثالثِ: يرفعُ رأسَه بحالةِ الاستلقاء البطني، ويبدأُ بالابتسام لأشخاصٍ آخرين، كما يبدأُ بمسك الأشياء (بيده كلِّها).
في الشهرِ الرابعِ: يكاغي، ويضحكُ، ويحاولُ تقليدَ الأصوات.
في الشهرِ السادسِ: يقلبُ من ظهرِه لبطنه وبالعكس، وينقلُ الأشياءَ من يدٍ لأخرى.
في الشهرِ السابعِ: يستجيبُ لاسمِه، ويكتشفُ وجودَ الأشياءِ المخبّأة بشكل جزئي.
في الشهرِ التاسعِ: يجلسُ دونَ مساعدة، ويزحفُ، ويبدأ بقولِ "ماما وبابا"، ويلوّحُ بيده باي باي.
في عمرِ السنة: يمشي بمساعدة أو بدونها، ويقول كلمة واحدة على الأقل، ويستمتع بتقليد الآخرين.
في الشهرِ الثامنَ عشَرَ (سنة ونصف): يمشي بمفردِه بشكلٍ جيد، ويشربُ من الكأسِ، ويقول عدّةَ كلمات، ويشيرُ لأجزاءِ الجسم.
في عمرِ السنتين: يركضُ ويقفزُ، ويقولُ جملاً مكوّنةً من كلمتين، ويُنفّذ التعليماتِ البسيطةَ، ويلعبُ لعبةَ التظاهر (يتقمّصُ شخصيّةً أثناءَ اللَّعب).
في السنةِ الثالثة: يتسلّقُ جيداً، ويقولُ جملةً مكوّنةً من عدّة كلمات، ويرتّبُ الأشياءَ حسبَ شكلها ولونها، ويستطيعُ رسمَ دائرة.
في السّنةِ الرابعة: يلعبُ مع الأطفال الغرباءِ، ويستطيعُ رسمَ مربع، ويركب دراجةً ثلاثية.
في السنةِ الخامسة: يستطيعُ قولَ اسمِه وعنوانِه، ويلبسُ ثيابَه، ويعدّ أكثرَ من ١٠ أشياء.
إذا لم يكن طفلكِ يفعلُ ما ذُكرَ أعلاه حسب عمرِه فلا تخافي، فقد يكون الأمرُ طبيعياً ولكن يجب إخبارُ طبيبه المتابع عن ذلك.
قد يكون سببُ التأخرِ هو الأهل، فعندما يوضع الطفل دائماً في حضنِ أمّه هذا يؤدي لتأخرِ قدرته على الجلوس وحدَه، وأيضاً فقد لايكون لدى الأطفال المولودين قبل الأوان أو الخُدّج نفسَ القوّةِ العضلية لباقي الأطفالِ خلال السنواتِ الثلاثةِ الأولى من العمر، وبالتالي قد يتأخرون قليلاً وبشكل مؤقت.
من المهم جداً معرفة أنّ التأخرَ اللّغوي ومشاكلَ التعبير لدى الطفلِ قد تعكسُ مشكلةً في السمع (نقص سمع أو التهاب أذن)، وبشكلٍ أقل فقد تكونُ بسببِ التوحّد خاصةً إذا ترافقت مع صعوباتٍ بالتواصل الإجتماعي. كما أنّ الأطفالَ الذين يسمعون أكثرَ من لغةٍ واحدةٍ في بداية تعلّمهم الكلام قد يتأخرُ لديهم الكلامَ ولكن سيلحقون غالباً بأقرانِهم بعمر السنتين.
كما تُعدّ التناذراتُ الوراثية (داون أو المنغولية) والشلل الدماغي والتخلّف العقلي من الأسباب الأخرى لتأخّرِ التطور، وفي بعضِ الحالات قد يبقى السببُ مجهولاً.
• التدخّل المبكّر:
أكثرُ من 2٪ من الأطفالِ الأمريكيين يعانون من تأخرٍفي التطور تتراوح شدّتُه من متوسطٍ لشديد، وللأسف تُشكّل الحالاتُ المُكتشفة أقلَ من النصف بعمرِ ما قبل المدرسة.
وأثبتت الدراساتُ أنَّ الكشفَ والعلاجَ المبكّرَ يُجَنّبهم حدوث تأخّرٍ شديدٍ بالتطور، ويشملُ العلاجُ:
١- علاجاً فيزيائياً للحركات الكبيرة.
٢- علاجاً وظيفياً للحركات الدقيقة.
٣- تقييمَ السمعِ وعلاجَ مشاكل النطق.
٤- برامجاً خاصةً لمرحلة ما قبل المدرسة للأطفال المصابين بالتوحّد والمتأخّرين تطورياً.
هذا مهم جداً ليس فقط من أجل تحسين قُدُرات الطفلِ وتحصيله الدراسي بل له أثرٌ إيجابيٌ على علاقةِ الأهل بطفلهم وفهمهم لحالته.
• يُعدّ التطورُ اللغويُ من أهمّ المعالمِ التطورية، ولكن متى يجب القلق؟
إنّ تأخّرَ التطورِ اللغوي بعمرِ السنتين يثيرُ الشكوكَ حول مشاكلٍ بالتعلّم مستقبلاً.
وتقولُ الدراساتُ أنّه في حال كانَ عمرُ الطفل اثني عشَرَ شهراً (سنة) ولا يملكُ القدرةَ على التصويت (إصدار أصوات) أو لا يستجيبُ لأمّه فهنا يجبُ تقييمُ الطفل وتطوره عند طبيبٍ مختص.
• كيف أساعد طفلي؟
ينصح أطباءُ الأطفال بعدّة أمورٍ لمساعدة طفلك على التطور، أهمّها لكلّ من:
أولاً: الحركات الكبيرة:
١- وضعُ الأطفالِ الرضّعِ على بطونِهم عند صحوِهم من أجل تقويةِ عضلات الرقبة (مع مراقبتهم خوفاً من الاختناق).
٢- وضعُ الطفل على الأرض ليكتشفَ محيطَه ضمن بيئةٍ آمنة.
٣- يجبُ منحُ الأطفال الكبار والقادرين على المشي وقتاً خارج المنزل للّعب والركض والقفز.
ثانياً: الحركات الدقيقة:
١- تقديمُ الألعابِ للطفل ليستطيعَ اكتشافَ ملمسها بأصابعهِ.
٢- طرحُ الألغازِ البسيطةِ وتقديمُ المكّعبات والأوراق وأقلام التلوين المناسبةً لسنّهم.
٣- إعطاءُ المجالِ للأطفالِ الكبارِ لتناول الطعام بأنفسِهم.
ثالثاً: المهارات اللغوية:
١- إسماعُ حديثي الولادة موسيقى لتنبيهِ السمع لديهم.
٢- التحدثُ الى الطفل.
٣- القراءةُ له.
٤- الإشارةُ لصورٍ وتسميةُ محتواها.
رابعاً: التواصل الاجتماعي:
١- ابتسمي واضحكي لطفلك.
٢- تقليلُ أوقات مشاهدة التلفاز واللعبُ مع الطفل أكثر.
فالتواصلُ الاجتماعي أهمُ محفّز لتطور الطفل بشكل طبيعي، فلا تتركي أطفالًك بمفردهم، وكوني معهم في يومياتهم.
كقاعدةٍ عامة، يجب أنْ يكونَ لكلّ طفل مخططَ نمو عند طبيبِ الأطفال المشرف عليه لمتابعة تطوره بشكل جيد.
المصدر:
Nelson Textbook of Pediatrics