الكيمياء والصيدلة > صيدلة
خفض جرعة حاصرات بيتا قد يعزز فرص النجاة بعد الإصابة بالنوبة القلبية
تشير دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين تم علاجهم بجرعة منخفضة من حاصرات بيتا بعد إصابتهم بأزمة قلبية يمكن أن يكونوا بحالة أفضل من الذين يُعالَجون بالجرعة المعيارية التي توصف عادةً.
وفقاً للباحثين في جامعة نورث وسترن Northwestern في شيكاغو، تبين أن المرضى الذين تم إعطاؤهم ربع الجرعة المستخدمة في التجارب السريرية قد عاشوا نفس المدة التي عاشها أولئك الذين تم إعطاؤهم الجرعات الأعلى، وفي بعض الحالات التي تم فيها استخدام الجرعة الأقل عاش المرضى لفترة أطول مع زيادة فرصة البقاء على قيد الحياة بنسبة 20-25%. ونصح القائمون على هذه الدراسة بأن تُحدد الجرعة المعطاة لكل مريض على حدة بهدف زيادة فعالية الدواء.
وضح الدكتور جيفري غولدبرغر Jeffrey Goldberger في بيان صحفي في الجامعة، وهو أستاذ الطب في كلية نورث وسترن فاينبيرغ Northwestern Feinberg وطبيب القلب في مستشفى نورث ويسترن ميموريال Northwestern Memorial ويدير أيضا برنامج اضطرابات نظم القلب في مركز فاينبيرغ للابتكار في مجال القلب والأوعية الدموية، قال فيه: "لقد بدأنا بحثنا لإظهار أن المرضى الذين يعالَجون بالجرعات المعتادة سيكونون بحالة أفضل وتوقعنا أن نرى المرضى الذين تم إعطاؤهم الجرعة الأقل بحالة أسوأ، ولكننا صُدمنا لنكتشف بأنهم (مرضى الجرعة الأقل) تمكنوا من النجاة وكانوا بحالة مماثلة بل أفضل من أولئك الذين تناولوا الجرعات المعتادة."
وأضاف غولدبرغر أنه استناداً إلى هذه النتائج ينبغي إجراء دراسات جديدة لتحديد آثار حاصرات بيتا المختلفة والتي ستكون أكثر فاعليةً إذا ما تم تحديدها لكل مريض على حدة. كما أشار أيضاً إلى أن جرعة واحدة قد لا تكون مناسبة لكل المرضى، فلا يُعقل مثلاً أن تُعطى نفس الجرعة لرجل ضعيف في الثمانين من عمره أُصيب بنوبةٍ قلبيةٍ صغيرة، ولرجلٍ آخر في الأربعين قوي البُنية كان قد تعرض لنوبةٍ قلبيةٍ حادة.
أُجريت هذه الدراسة على 6700 مريضاً أصيبوا بنوبة قلبية، 90% منهم يستخدمون حاصرات بيتا. وجد الباحثون أن المرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا عاشوا لفترة أطول من أولئك الذين لم يستخدموا هذا النوع من العلاج، وأن من بين الذين تلقّوا جرعة كاملة من حاصرات بيتا، توفي ما يقرب من 15% خلال عامين مقارنةً بنسبة أقل من 13% للمرضى الذين استخدموا نصف الجرعة من الدواء. أيضاً، توفي 9.5% من المرضى الذين تناولوا ربع الجرعة المستخدمة بينما توفي 11.5% من أولئك الذين حصلوا على ثُمُن (واحد على ثمانية من) الجرعة المستخدمة خلال نفس الفترة الزمنية. وكانت قد نُشرت الدراسة في 21 سبتمبر من هذا العام في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
يقول غولدبرغر أنه استناداً إلى هذه النتائج ثمةَ حاجةٌ إلى معرفة كيفية تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض، الشيء الذي لم يُلقَ له بالٌ خلال عقود من استعمال هذا الدواء. ويضيف: "إن هذه الفجوة المعرفية الكبيرة غير مكتشفة كلياً، وبما أن هذا الدواء يُعطى لكل مريض يصاب بالنوبة القلبية فيجب علينا معرفة كيفية استخدامه بشكل صحيح."
تعمل حاصرات بيتا من خلال منع آثار الأدرينالين على القلب، وتقوم بتنظيم ضربات القلب غير المنتظمة، وتساعد على منع احتشاء العضلة القلبية. بحسب القائمين على الدراسة، يتم علاج بعض المرضى بجرعات منخفضة من الدواء إذا كانت هناك مخاوف حول الآثار الجانبية المحتملة، مثل الإنهاك والعجز الجنسي والاكتئاب.
ختاماً، تكمن أهمية هذه المجموعة من الأدوية ومعرفة كيفية الاستخدام الأمثل لها بكونها توصف لـ 90% من الأشخاص الذين أُصيبوا بأزمة قلبية بهدف تحسين فرصة البقاء على قيد الحياة ومنع حدوث نوبات قلبية أخرى في المستقبل، وتشمل أدوية مثل ميتوبرولول metoprolol و أسيبوتولول acebutolol، على سبيل المثال لا الحصر.
المصدر:
ولمزيد من المعلومات حول علاج النوبة القلبية: