الهندسة والآليات > التكنولوجيا
تقنية الواقع المعزز … ودورها في جعل التواصل أكثر واقعية وحميمية
كيف تقوم بالتواصل مع أصدقائك، عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
أو عبر مكالمة صوتية باستخدام أحد البرامج كالواتس أب والفايبر؟
أو عبر مكالمة فيديو باستخدام برنامج السكايب "Skype"؟
هل يمكنك رؤية صديقك بشكل ثلاثي الأبعاد وكأنه أمامك في نفس الغرفة!!!
تعالوا معنا لنتابع ما توصل إليه الخبراء في هذا المجال …
تختلف وسائل التواصل عن بعد بمدى مقدرتها على محاكاة الواقع الحقيقي، وتتنافس جميعها في سبيل الاقتراب قدر الإمكان من الشعور الذي يحققه التواصل وجهاً لوجه. بالاعتماد على تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) يقوم مجموعة من الباحثين في شركة مايكروسوفت على تطوير نظام غرفة لغرفة "Room2Room"، حيث يُحسن هذا النظام الجديد من ظروف التواصل لتصبح أقرب إلى الواقع، حيث يمكنك باستخدامه أن ترى الشخص الذي تتواصل معه جالساً أمامك كصورة ثلاثية الأبعاد وبنفس حجمه الحقيقي، تستطيع أن تتحدث وتتفاعل معه وكأنه موجودٌ حقيقةً معك في نفس الغرفة.
يستخدم نظام "Room2Room" كاميرات ذات الاستشعار الثلاثي الأبعاد وأجهزة عرض رقمية، اُستعملت هذه الكاميرات في مشروع كِينكت "Kinect" (كان يعرف باسم مشروع ناتال "Project Natal" وهو نظام ألعاب بدون أجهزة تحكم أنتجته مايكروسوفت لنظام إكس بوكس 360 يستخدم هذا النوع من الكاميرات) وهي نفسها المعدات المستخدمة في نظام مايكروسوفت السابق الغرفة الحية "RoomAlive" والذي استطاعت مايكروسوفت من خلاله تحويل أي غرفة إلى ساحةِ ألعابٍ تفاعلية، حيث مكن النظام المستخدمين من التفاعل مع الصور ثلاثية الأبعاد المُسقَطة على جدران غُرَفِهم وكأنهم داخل لعبة الفيديو. يعتمد نظام غرفة لغرفة "Room2Room" الجديد على نفس تقنيات ومعدات النظام السابق الغرفة الحية "RoomAlive"، مع فرق استخدامه في غرفتين مختلفتين (أو في مكانين متباعدين) بدلاً من غرفة واحدة، بهدف الاستفادة من تقنية الواقع المعزز لتحقيق تواصلٍ عن بعد أكثر حميمة وواقعية من وسائل التواصل المتاحة، يجب أن تحتوي كِلتا الغرفتين على نفس المعدات (كاميرات كينكت وجهاز عرض رقمي)، تقوم الكاميرات في كل غرفة بتصوير كل من طرفي الاتصال، وبعد نقل الصورة إلى الطرف الآخر، يتولى جهاز الإسقاط الرقمي مَهمة عرض صورة المتصل بنفس الحجم الثلاثي الأبعاد الحقيقي.
تطبيقات أخرى لمشروع كينكت
أجرى باحثون من مايكروسوفت تجربةَ بناءِ مجسماتٍ ثلاثية الأبعاد، وذلك لاختبار مدى فاعلية هذه الطريقة بالتواصل مقارنةً مع غيرها من الطرق. حيث طُلب من سبعة أزواج (طرفي الاتصال) أن يجلسوا في غرفٍ منفصلةٍ على أن يقوم أحد الشريكين ببناء مجسم ثلاثي الأبعاد اعتماداً على تعليمات الشريك الآخر الذي يظهر أمامه، ويوجّهَه باستخدام نظام "Room2Room" ومزايا الواقع المعزز، وقد تمكّن الشريكان باستخدام هذه الطريقة أن يبنوا المُجَسّم ثلاثي الأبعاد في حوالي سبعِ دقائق، بينما استغرقت نفس العملية حوالي تسع دقائق باستخدام برنامج السكايب"Skype"، وأربع دقائق عندما تواجد الشريكان في نفس الغرفة (وجهاً لوجه).
لكن في الحقيقة، يوجد الكثير من المشاكل التي يجب أن تُعالَج قبل أن يُطبق نظام "Room2Room" على أرض الواقع ويصبح مُتاحاً للعموم، فبرغم أن التجهيزات المستخدمة في هذا النظام متاحة على نحو واسع إلا أن كِبرَ حجمها وصعوبة التعامل معها قد يجعلها غير عملية بما يكفي. بالإضافة إلى أن هذه التجهيزات لا تعطي صوراً عالية الدقة.
يقول العلماء في جامعة كاليفورنيا أن مشكلةَ الدقة غير العالية يمكن معالجتها بسهولة، وتوقّعَوا بأننا سنكون قادرين على استخدام أنظمة مثل "Room2Room" في السنوات القليلة القادمة. ومما يساهم في تحسين هذا النوع من تقنية الواقع المعزز تزايد الإقبال على الواقع الافتراضي، وقيام بعض الشركات بإنتاج سماعات وتقنيات تدعم التكنولوجيا الجديدة.
في النهاية يجب أن ننتظر لنرى ردة فعل الناس على هذه التقنية، وما ستُقدم لنا الشركات من تحسينات عليها من ناحية الأداء والدقة والحجم. كما سبق واطلعنا بمقال سابق عن إمكانية لمس هذه المجسمات هنا
ما رأيكم وما مدى تأثيرها على حياتنا ؟؟؟
لمعلومات اكثر عن الواقع المعزز
المصدر: