حاصدات المياه في السودان

تعاني افريقيا من مشكلة الجفاف وشحّ المياه منذ فترةٍ طويلة، وقد أدّت هذه المشكلة إلى نتائج وخيمة على كل الأصعدة، حيث سبّبت مجاعات وحروب وأودت بحياة الكثيرين.

فهل من شأن التصميم المعماري الجيّد أن يحلّ المشاكل الإنسانيّة والإجتماعيّة التي نعاني منها؟

ناطحات السّحاب (حاصدات المياه) الضخمة يمكنها حل مشكلة الجفاف في السودان !!

منذ فترة طويلة تعاني دارفور بسبب الجّفاف بشكلٍ كبير، ولكن في عام 2007 اكتشف العلماء في جامعة بوسطن أنّ المنطقة تمتلك أحد أكبر مصادر المياه الجوفية في العالم. بوضع هاتين الحقيقتين معاً، قامت الشركة البولندية H3AR بتصميم ناطحة سحاب سوف تعمل كحاصدة للمياه التي من شأنها تنقية المياه الجوفيّة من غاز ثاني أكسيد الكربون H2O وتجميع المياه لإنشاء بحيرة اصطناعية!

تمتد المياه الجوفيّة في دارفور على مساحة تبلغ 49494 كيلو متراً مربعاً “19,110 ميلاً مربّعاً”، يمكن لهذه المياه ان تساهم في استعادة السّلام إلى المنطقة التي قد دّمرها الجفاف، ولكن قد ثبتت صعوبة توفير الوصول إلى كل ذلك الماء. لذلك يهدف برج المياه ل H3AR للإستفادة من هذه الموارد من خلال التصميم الجيّد والإدارة الفعّالة للمياه. إن ناطحة السحاب هذه تعمل كمستشفى ومدرسة و مركز تخزين المواد الغذائية، والأهم من ذلك كلّه، مركز لتخزين المياه.

المبنى يشبه (الباوباب) "الشجرة المقلوبة رأساً على عقب" من السّافانا، و يضم مضخات للمياه و محطّة معالجة. هذه المضخات تأخذ المياه من طبقات الأرض الجوفيّة، وتقوم بضخّها في جميع أنحاء المبنى وتستخدم للتدفئة والتبريد، ثمّ يم تخزينها داخل نواة المبنى نفسه ممّا يسمح لمستخدمي المبنى استخدام هذه المياه لاحقاً، والتي سيتم إعادة تدويرها من قبل محطة المعالجة.

تدعو خطّة H3Ar لبناء ثلاثة أبراج، من الطوب الطينيّ المجفّف المصنوع والمصبوب في الموقع.

لماذا الطوب؟

لأنّ الطوب يمكن أن يصنع محليّاً، ويعتبر من مواد البناء المستدامة، والتي ترتبط بالمجتمع المحلّي.

يصنع الطوب من خليط من الأرض (التراب)، والاسمنت، و المياه.

شكل الأبراج يوفر ظلّاً على الأرض، ويساعد في تحقيق مناخ داخلي مريح ومستقر، بالإضافة إلى بحيرة صناعيّة في الوسط بين الأبراج الثلاث، تساعد أيضاً على تحسين الفراغ العام وإضفاء بيئة حميمة وسط البيئة الأفريقية القاسية.

لقد قدّمت شركة H3AR تصميماً مبتكراً وذكيّاً لحلّ مشكلةٍ كبيرة ومعقّدة، بالرغم من أنّ التصميم لايزال مجرّد فكرة ورسم على ورق، ولكنّه يثبت بأنّه يمكن للتصميم الجيّد حل مشاكل جذريّة وليست فقط معماريّة بل كذلك المشاكل الإنسانيّة.

مصادر ومزيد من الصّور:

هنا

هنا

حقوق الصور لشركة H3AR

هنا