العمارة والتشييد > التصميم المعماري
محطة نقل غير مستهلكة للطاقة
من منا لم يمر بجانب أحد المراكز الخدمية كمحطة قطار أو غيرها ووجد إضاءة مشتعلة في وضح النهار لا فائدة منها، أو قام بزيارة أحد هذه المراكز وصدم بجملة "هناك خلل في الشبكة الكهربائية لا يوجد كهرباء الآن عد بعد ساعة". في مركز جون أولفر لن تسمع أي من هذه الجمل لأنه ينتج بنفسه الطاقة التي يحتاجها.
صُممَ مركز جون أولفر John W Olver للنقل بهدف إنتاج الطاقة التي يحتاجها عبر توليدها من مصادر الطاقات المتجددة بمعنى أَن استهلاكه للطاقة خلال العام يساوي الصفر حيث يحوي مركز المشروع على عدد من الدوافع التي قد تبدو متناقضة.
راعى معماريو تشارلز روز Charles Rose Architectsرغبة المواطنين المحليين في إنشاء مبنى يتصل بتاريخ غرينفلد Greenfieldمن جهة، وبإنشائه بشكل مبتكر جداً وفق خصائص معينة تؤدي إلى انعدام الانبعاثات الكربونية، وذلك وفق اشتراطات التمويل التابعة لمجلس العمل الأمريكي للإنعاش وإعادة الاستثمار ARRA. تَحترمُ المواد التي استخدمت في الاكساء الخارجي (الآجر والنحاس والحجارة المحلية) طبيعة منطقة الأعمال المركزية في غرينفلد ومحيطها المكون من الأبنية الآجرية ذات اللون الغامق.
يُقدم المشروع نظرة راديكالية جديدة عبر خروجه عن المألوف في تصميم المباني المستهلكة للطاقة، مترقبين بذلك المباني المستقبلية من جهة، وممتثلين لأوامر الرئيس أوباما التنفيذية القاضية بكون جميع المباني الفيدرالية الجديدة عديمة الاستهلاك للطاقة بحلول عام الـ 2030. يظهر استخدام الاكساء الآجري الغامق في القسم الغربي نت المبنى احتراماً لماضي غرينفلد، ولكن هدفه الأساسي كونه "أخضر" صديق للبيئة، أي اعتماده على استراتيجية عالية المفعول للحد من تعرض المبنى لأشعة الشمس أثناء الظهيرة. يتلاشى الآجر في بعض الأجزاء من الواجهة ليشكل مع الظلال خيوطاً. هذه الأنماط المُصمّمة عن طريق الحاسوب تتحكم بكمية الحرارة المكتسبة في المبنى صيفاً وشتاءً.
بينما تَصبغُ الحجارةُ والآجرُ المركزَ مع جذور الموقع المحيط بجودة عالية، فإنها في الوقت نفسه تُشكلُ انسيابية منطقية معبرة عن وظيفة المشروع وأهداف تصميمه بطريقة ما. ينحني التصميم عند نهايته الشمالية لإعطاء شعور بحركة واستمرارية الجملة الانشائية في الفراغ المحيط. سيشكل المشروع في حال نجاحه عدداً من التغييرات المهمة، حيث يأمل المسؤولون المحليون أن يكون المشروع قدوة للتجديد والتنمية المستدامة.
إنَّ الدمج بين الماضي والحاضر واستسخار التقنيات الحديثة الملبية لهذا الهدف ليس بالأمر السهل المنال ولكنه قابل للتحقيق، حيث يمثل مركز أولفر مثالاً رائعاً ومتقدماً عن هذا الدمج من خلال عدد من العناصر كربط المبنى مع الموقع المحيط وعن طريق نوعية وأسلوب تركيب المواد المستخدمة وعبر التقنيات المستدامة المستخدمة لتحقيق الهدف التصميمي.
شاركونا بآرائكم!