الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
علاقة الألياف الغذائية بخطر تطور مرض السكري
أشار بحثٌ جديدٌ نشر في Diabetologia (مجلة الرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري ) في أيار 2015 إلى أن استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من الألياف الغذائية يقلل من خطر تطور مرض السكري من النوع 2؛ ويؤثر مرض السكري في أكثر من 360 مليون شخص حول العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم إلى 550 مليوناً بحلول عام 2030 مع عواقب خطيرةٍ على كل من الصحة والاقتصاد في الدول النامية والمتقدمة.
وجدت الدراسات السابقة ارتباطاً بين زيادة تناول الألياف الغذائية و تقليل خطر تطور النوع 2 من السكري، لكن أغلب هذه البيانات جاءت من الولايات المتحدة، حيث أن كميات وأنواع الألياف المتناولة تختلف إلى حدٍ كبيرٍ بين الدول؛ إلا أن هذه الدراسة قامت ببحث الصلة بين الألياف الكلية المأخوذة من الحبوب والخضار والفواكه ومرض السكري 2 في مراحله المبكرة ضمن أعدادٍ كبيرةٍ من الأوروبيين في ثمانية دول، كما تضمنت أيضاً تحليل ميتا meta-analysis تم فيه جمع البيانات ومقارتنها مع 18 دراسة مستقلة من مختلف بلدان العالم.
حيث قام Dagfinn Aune - طالب دكتوراه تابع لجامعة النروج للعلوم والتكنولوجية وكلية أمبريال في لندن- بتحليل بيانات EPIC-InterAct بالتعاون مع زملائه. وتعتبر EPIC-InterAct أكبر دراسة حول العالم عن الإصابة بمرض السكري2 ويتولى تنسيقها وحدة الأمراض الوبائية في جامعة كامبريدج.
قسم الباحثون الأشخاص المشاركين في هذه الدراسة إلى أربع مجموعاتٍ متساويةٍ وصنفوها من أدنى إلى أعلى كمية أليافٍ متناولةٍ، وقيّموا مخاطر إصابتهم بالسكري من النوع الثاني خلال 11 عاماً من بدء الدراسة.
وجد الباحثون أن المشاركين مع أعلى نسبة ألياف متناولة ( أكثر من 26غ/اليوم ) انخفضت عندهم مخاطر تطور مرض السكري بنسبة 18% مقارنة مع أولئك الذين لديهم أقل نسبة ألياف متناولة ( 19غ/يوم )، وذلك بعد تعديل تأثير عامل أنماط الحياة وعوامل التغذية لديهم . وعند تعديل النتائج وفق مؤشر كتلة الجسم BMI كإحدى مؤشرات البدانة، تم ملاحظة أن أعلى كمية أليافٍ متناولةٍ لم تعد مرتبطة مع انخفاض خطر الإصابة بالسكري، الأمر الذي يشير إلى وجود فائدةٍ لكمية الألياف المتناولة في مجالٍ محددٍ لمؤشر كتلة الجسم، وبعبارة أخرى فإنه يمكن القول أن الألياف المتناولة تساعد الناس على المحافظة على وزن صحي الأمر الذي يقلل من مخاطر تطور مرض السكري من النوع الثاني ..
وعندما قام الباحثون بتقييم مصادر الألياف المختلفة وجدوا ان ألياف الحبوب لديها أقوى علاقةٍ عكسيةٍ مع المرض، فأولئك الذين تناولوا معدلات استهلاكٍ عاليةٍ من ألياف الحبوب وألياف الخضار انخفضت عندهم نسبة الإصابة بالمرض بمقدار 19% و 16% على التوالي مقارنةً باللذين استهلكوا كمياتٍ منخفضةٍ من هذه الأنواع من الألياف. ومجدداً فإن هذه الارتباطات اختفت عندما تم تعديل النتائج على أساس مؤشر كتلة الجسم. وعلى العكس من ذلك فإن ألياف الفواكه لم ترتبط مع انخفاض خطر الإصابة بالمرض. وقد شكلت الحبوب 38% من إجمالي كمية الألياف المتناولة حيث كانت المصدر الأساسي للألياف في جميع الدول المشاركة باستثناء فرنسا التي كانت الخضار هي المصدر الأساسي لها.
وأظهر تحليل ميتا meta-analysis - الذي أجري على بيانات من EPIC-InterAct وشمل 18 تجربة مستقلة ( ثمانية في الولايات المتحدة، أربعة في أوروبا، ثلاثة في أستراليا، وثلاثة في آسيا)- ظهور أكثر من 41،000 حالة جديدة من مرض السكري النوع 2، كما أظهر أن خطر الإصابة بالسكري يقل بنسبة 9% لكل 10غ/يوم زيادة في الألياف الكلبة، وبنسبة 25% مع كل زيادة بمقدار 10غ/يوم من ألياف الحبوب، لكن لم يتم إيجاد علاقةٍ هامةٍ بين زيادة ألياف الفواكه والخضار وانخفاض خطر الإصابة بالسكري.
و أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتبعون حميةً غنيةً بالألياف وبشكلٍ خاصٍ ألياف الحبوب قد يكونون أقل عرضةً للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وحتى الآن لا يزال الباحثون غير متأكدين من السبب الفعلي وراء هذا التأثير ولكن هذا السبب يمكن أن يشمل الآليات المحتملة للشعور بالشبع لمدةٍ طويلةٍ، إطلاق إشاراتٍ هرمونيةٍ لمدةٍ أطول، إبطاء امتصاص العناصر الغذائية، تغيير آلية التخمير في الأمعاء الغليظة.
كل هذه الآليات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مؤشر كتلة الجسم وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، إلى جانب الحفاظ على وزن منخفض. إضافةً إلى ذلك فإن الألياف الغذائية قد تؤثر على خفض مخاطر السكري بآليات مختلفة كالسيطرة على نسبة السكر في الدم وخفض كميات الأنسولين المفرزة بعد تناول الطعام وزيادة حساسية الجسم له.
للمزيد حول الألياف الغذائية يمكنكم الإطلاع على المقال التالي:
الألياف الغذائية.. أنواعها ومصادرها وفوائدها: هنا
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية: هنا