علم النفس > الصحة النفسية
خطوات وأساليب لاستعادة الأمل
يفتقر فاقدوا الإرادة بالحياة لطيف الأمل. وفي بحث يعود إلى عقود أظهر أنّ فاقدي الأمل (اليائسون) ميالون للانتحار بنسبة أكبر من أولئك الذين يُعانون من الاكتئاب. وقال (Allen) في (The Menninger Clinic) : الأمل أمر أساسي لتخطي حالة الانتحار.
و لحسن الحظ ، فقد وُجد أنّ معظم الناس يُمكنهم ايجاد سبب ما يدفعهم للشعور بالأمل، حتّى أولئك الذين تعرضوا لصدمة شديدة.
وقد أدار (Allen) في عيادته جلسات تثقيف نفسي للمرضى اليائسين ممن حاولوا الانتحار. ولم يكن هدفه من هذه الجلسات أن يستبدل الخوف والشك بالأمل وإنما مساعدة المرضى على الإقرار بوجود الأمل بجانب تلك المشاعر السلبية.
ويقول (Allen) : هناك تنوّع كبير في الأمور التي تمنح الناس الأمل. وينسب المرضى الأمل غالباً إلى أفراد العائلة ، النجاح السّابق، والايمان بالله. ثمّ أضاف : قد يرى أُناسٌ آخرون الأمل في أمور وأماكن أقل وضوحاً كالضوء الفضي القادم عبر النافذة، أو القدرة على التفاجؤ . ويقول أيضاً : مانحتاجه هو أن نطرق باب هذا التّنوع.
ساعدت (Shara Sand)، الاخصائية في علم النفس الاكلينيكي في مدينة نيويورك، المرضى اليائسين على استعادة الأمل والتفاؤل. وقد كان ذلك بتذكيرهم بالنجاحات السابقة التي أنجزوها في حياتهم مهما كانت بسيطة والتي يُمكن أن تجعلهم يشعرون بأنهم قادرين وتذكرهم بما يستطيعون انجازه. ويخشى العديد من المرضى الإعتراف باليأس لذلك من المهم أن نسألهم وبشكل مباشر عن الأمل ليتمكنوا من وضعه نُصب أعينهم وإلاّ فإنّه سيُدفن وستسوءُ الأمور.
ولن تضرُنا جرعة طازجة كل يوم من الأمل، حتى إن لم نكن نعاني من اليأس. فقد كشف الباحثون عن طرق ملموسة للحصول على الأمل. وأحد هذه الطرق المحتملة هي ببساطة أن تضحك، ففي احدى الدراسات سأل (Arnau) متطوعيه عن مدى شعورهم بالأمل بعد تعرضهم لعوامل الاجهاد والضغط في حياتهم، بعد ذلك شاهد بعضهم فيديو كوميدي ساخر وشاهد البعض الآخر فيلماً عادياً ثمّ طُلب منهم أن يملؤوا استبياناً للأمل مرة أخرى. وقال (Arnau) : ازداد الأمل بشكل ملحوظ بعد مشاهدة الفيلم الكوميدي. وأكثر من ذلك، تحسّنت درجة الأمل عند من حققوا نتائج عالية في اختبار الفُكاهة بعد مشاهدة الفيديو.
وقال (Arnau) أنّه يلزمنا الكثير من العمل لنثبت أنّ الفكاهة تساعد الناس حقا على تجاوز حالات الضغط. ولكن في هذه الأثناء لا يضيرنا في شيء أن ننظر للوجود بعين السرور والبهجة.
وقد وصف (Lopez) ثلاث خطوات رئيسية لبناء الأمل ... الأولى وهي ما يدعوه بـ "سبك المستقبل" -- تخيّل هدفك وقد تجسّد أمامك صورةً نابضةً بالحياة. فإذا أردت أن تجد العمل الذي طالما حلمت به على سبيل المثال، خُذ صوراً تمثّل المهنة التي ترغب بها ثم اجعل منها ملصقا لتبقي هدفك نصب عينيك ومركز اهتمامك. ثم قال : نعم بلور الصورة التي تريدها لمستقبلك.
الخطوة اللاحقة كما قال (Lopez) هي أن تعمل نحو هدفك – وبطريقة أخرى اخلق طريقتك التي ستُمكنك من الوصول لهدفك. فإذا أراد شخص ما أن يحصل على وظيفة أحلامه، فربما عليه أن يأخذ دروساً أو أن يعدّل سيرته الذاتية ويغنيها.
الخطوة الأخيرة وهي التخطيط للحالات الطارئة:
حيث وجد (Lopez) أنّ معظم الآملين يرون حلولاً متعددةً للمشكلة، بينما يخطط غير الآملين لأفضل الحالات والسيناريوهات فيضعون طريقة أو اثنتين لا ثالث لها للوصول إلى الهدف المنشود. ويقول (Lopez): يجب عليك أن تضع طُرقاً متعددة من أجل التغلّب على كل تلك العوائق.
ولكن من يحاول استعادة الأمل بعد التعرض لصدمة يحتاج إلى مهارة رابعة والتي يدعوها (Lopez) بـ " اعادة التهديف".
وأحد الأمثلة المأساوية لهذه الحالة هي العائلات التي لديها أطفال مرضى بمرض قاتل وبعد شهور أو سنوات من الأمل بشفاء أطفالهم ينتقلون إلى هدف آخر وهو مساعدة أطفالهم على عيش ما تبقى من حياتهم براحة والموت بسلام. ويستطيع علماء النفس مساعدة هكذا عائلات على تقبّل الهدف الجديد والتّخلي عن أحلامهم القديمة لخلق مستقبل جديد لأنفسهم . وطبعاً إنّ التخلي عن الحلم أو تبديله ليس بالأمر السهل ولكن الأمر يستحق الجهد; أن نتشبث بالأمل. وأخيراً يحتاج جميعنا الأمل. وختم (Lopez) بالقول: أشارت العديد من النصوص الدينية القديمة إلى الإيمان، الأمل، والحب، فالأمل فضيلة بشرية قديمة وصفة بشرية أساسية.
المصادر: