علاج داء ألزهايمر يداً بيد مع محاربة التقدم بالعمر!

استمع على ساوندكلاود 🎧

داء ألزهايمر هو مرضٌ مُترق (متدهور باستمرار) يصيب الدماغ؛ تم تصنيفه السببَ الثالث للوفيات في الولايات المتحدة، حيث يعاني منه أكثر من 5 ملايين أمريكي، كما أنّه السبب الأكثر شيوعاً للخرف (العته) لدى البالغين تبعاً للمعهد الوطني للصحة National Institutes of Health.

وأثناء محاولتهم إيجاد دواءٍ جديد لمواجهة هذا المرض، وجد باحثون في معهد Salk Institute آثاراً مقاومة لأعراض التقدم بالعمر لدى الفئران.

هذا الدواء الجديد، والذي يدعى J147، يستهدف أحد أهم عوامل الخطورة في داء ألزهايمر- التقدم بالعمر، حيث أظهر البحث نجاحه عند الفئران المتقدمة بالسن والتي لا تستخدم عادة في أبحاث داء ألزهايمر، حيث تستخدم عادة الفئران المصابة بالمرض وراثياً، ولكنّ ها النموذج يشكل 1% فقط من حالات المرض على أرض الواقع.

يقول أنتونيو كورايس Antonio Currais، الكاتب الأول للدراسة: ’’الدافع وراء البحث أساساً كان اختبار العقار على مجموعة من الفئران تشبه 99% من حالات ألزهايمر. لم نتوقع أن نلاحظ هذا التأثير المضاد للتقدم بالسن على الفئران، ولكن العقار J147 جعل الفئران المسنة تبدو أكثر شباباً استناداً إلى عدة معايير فيزيولوجية‘‘.

فعندما تم إعطاء J147 لهذه الفئران أظهرت تحسناً في الذاكرة والإدراك، وكانت أوعيتها الدموية في الدماغ أكثر صحة، كما أظهرت فيزيولوجيتها العامة تحسناً ملحوظاً.

ويقول البروفيسور دافيد شوبرت David Schubert المشارك في البحث: "رغم أنّ معظم علاجات ألزهايمر عبر العشرين سنة الماضية كانت تستهدف بالأساس لويحات الترسبات النشوانية Amyloid plaques في الدماغ (والتي تعد السمة المميزة للمرض)، لم تنجح أيٌّ من هذه العقاقير على أرض الواقع".

وجد الفريق سابقاً أنّ العقار J147 استطاع منْعَ، بل وعكْسَ، فقدان الذاكرة لدى الفئران المصابة بالمرض وراثياً. ومنذ عدة سنوات بدأ Schubert وفريقه محاولة البحث عن علاج للمرض منطلقين من زاوية أخرى في بحثهم. فبدل التركيز على معالجة الترسبات النشوانية قرر الفريق محاربة عامل الخطورة الأهم في المرض- وهو التقدم بالسن.

لذلك قام الفريق بدراسة آثار العقار على نسل من الفئران التي تتقدم بالعمر سريعاً وتصاب بأحد أشكال الخرف- والتي تتشابه إلى حدٍّ ما مع الاضطرابات الناشئة عن التقدم بالعمر لدى البشر.

وفي هذا السياق قام الباحثون باستخدام سلسلة من الاختبارات المركَّزة لقياس وتحديد الدور الذي تبديه كلّ الجينات في الدماغ، إضافة إلى 500 جزيءٍ بروتيني يدخل في التفاعلات الاستقلابية للدماغ والأوعية الدموية – لدى ثلاث فئات من هذه الفئران؛ الفئة الأولى من الفئران كانت شابة، والثانية كانت متقدمة بالعمر، والثالثة كانت متقدمة بالعمر لكنها تأخذ العقار J147.

أظهرت الفئران المتقدمة بالعمر والتي أخذت العقار J147 نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة والإدراك، وأظهرت استجابة حركية أكثر نشاطاً. كما أنّها كانت تعاني من مظاهر مرضية أقل في أدمغتها.

المهم في البحث، أنّه وبفضل كمية البيانات الكبيرة المستقاة منه تم التوصل إلى أن كثيراً من جوانب التعبير الجيني (الأثر الذي تسببه الجينات) والاستقلاب لدى الفئران التي أخذت العقار J147 كانت مشابهة إلى تلك الموجودة لدى فئة الفئران الشابة، مثل زيادة الطاقة الاستقلابية، ونقص العلامات الالتهابية في الدماغ، إضافة إلى نقص الحموض الدسمة المؤكسدة (ذات التأثيرات السمية) في الدماغ.

ومن النتائج المشجعة لهذا العقار قدرته على الوقاية من النزف الدموي من الأوعية الدموية الدقيقة في أدمغة الفئران، حيث يعدّ تضرّر الأوعية الدموية سمة ظاهرة للتقدم بالسن عموماً، ولكنها تكون أسوأ بكثير في حال وجود مرض ألزهايمر.

وأشار كل من Schbert وCurrais إلى أنّه رغم فتح هذه الأبحاث آفاقاً جديدة في مجال أدوية معالجة ألزهايمر لدى البشر والتقدم بالعمر لدى الحيوانات، إلا أنّ الطريقة الوحيدة لإظهار الفعالية السريرية للعقار هي بالانتقال إلى التجارب البشرية على مرضى ألزهايمر. وإذا ما تمّ إثبات فعالية وسلامة العقار J147 فإنّ التأثير المضاف في محاربة التقدم بالسن سيكون مُرَحّباً به للجميع!

ويهدف فريق البحث للبدء بالتجارب السريرية على البشر خلال العام الحالي.

المصادر:

هنا

البحث الأصلي: هنا