الفيزياء والفلك > علم الفلك
الصيف هو الوقت الأفضل لممارسة رياضة ركوب الأمواج على سطح تيتان.
الفضاء بمعظمه فارغ وشاسع، لذلك أي شيء غير مألوف، كأمواج على أسطح بحيرات وبحار أحد الأقمار، ستكون مثيرة للأهتمام وتسترعي الدراسة.
في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي المُنعقد في سان فرانسيسكو ،ذُكِر بأن صور المركبة الفضائية "كاسيني" لقمر زحل "تيتان" Titan أظهرت ضوء منعكس عن ( ليغي ماري) Ligeia Mare وهو بحر بارد جدًا من الهيدروكربونات، وفيما بعد أظهرت الصور تكرار الظاهرة عينها في بحرين آخرين على "تيتان"،ويعتقد العلماء بأن هذا النمط من الانعكاسات ناتج عن وجود أمواج. وبذلك تكون الأمواج الأولى التي يتم اكتشافها خارج الكرة الأرضية. ويُشير ذلك أيضاً إلى أن لـ "تيتان" نشاطات جيوفيزيائية أكثر مما ظننا سابقاً.
وعلى الرغم من هذا الإكتشاف المثير، فإن على ممارسي رياضة ركوب الأمواج الذين يبحثون عن مواقع سرية ونائية أن لا يتحمسوا كثيرًا، فوفقًا للمحاكاة الرياضية والصور الرادارية فهذه الأمواج بارتفاع 1.5 سم فقط وتتحرك بسرعة 0.7 متر بالثانية. إضافةً إلى أنها تتواجد على سطح بحر من الهيدروكربونات السائلة معظمها من الميثان الذي تصل درجة حرارته لـ 180 درجة مئوية تحت الصفر.
بيّن علماء الكواكب أهميّة هذا الاكتشاف بأن الأمواج أظهرت أن لـ "تيتان" بيئة نشطة، وليس مجرد قمر جامد المظهر لا يتغير بتغير الوقت. ويعتقد العلماء بأن التغيّر في فصول "تيتان" هو المسؤول عن هذه الأمواج، التي تبدأ مع بداية صيف "تيتان" الذي يدوم 7 سنوات أرضيّة. حيث أن عمليات مرتبطة بتغير الفصول أدّت إلى توليد الرياح والتي بدورها أدت إلى تشكّل هذه التموجات.
(الصورة الى اليسار صورة فسيفسائية للقمر تيتان قامت بأخذها المَركبة الفضائية كاسيني بالأشعة تحت الحمراء، وتُظهر بحار تيتان القطبية وكذلك لمعان الأشعة الشمسية عليها.
الصورة إلى اليمين هي صورة راديوية لبحيرة "Kraken Mare")
وهناك أدلة أخرى تشير إلى الطقس النشط على سطح "تيتان" تتضمن الكثبان ومجاري الأنهار والشواطئ ،لكن هذه هي الملاحظة الأولى المباشرة لظاهرة جوية نشطة، خلافًا للأدلة السابقة التي استندت على آثار الظواهر. وكل ذلك معًا يُرسخ الفكرة القائلة بأن لـ"تيتان" بيئة ديناميكية أكثر نشاطاً مما كان يُعتقد سابقاً.
بحيرات "تيتان" الهيدروكربونية يُعتقد أن يصل عمقها لأكثر من200 متر، وهي مُتجمّعة حول المنطقة القطبية الشمالية للقمر.
ويُرجّح العلماء أن بحيرة واحدة فقط من تلك البحيرات تحتوي على 9000 كيلومتر مكعب من الميثان وهذه الكمية تعادل 40 ضعف احتياطيّ الكرة الأرضية من الغاز والنفط.
يُذكر أن "تيتان" هو ثاني أكبر أقمار المجموعة الشمسية بعد قمر المشتري "غانيميد" وكل من القمرين أكبر من كوكب عطارد، وقد تم اكتشافه عام 1655 من قبل عالم الفلك كريستيان هويغنز.
المصدر: هنا