الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
تأثير عبارات معينة على اختيارنا لنوعية الطعام
تختلف استجابة الدماغ للكلمات والعبارات المكتوبة على أغلفة الأطعمة من شخصٍ لآخر، وتحديداً بين شخصٍ نحيفٍ وآخر بدين! حيث أظهرت دراسةٌ جديدةٌ أن كلاً من الإجهاد، والمورثات يمكن أن يؤثرا على الإفراط في الأكل ومدى تأثرنا بهذه العبارات الرنّانة.
وبحسب معدّي الدراسة فإننا بحاجةٍ إلى فهم كيفية تفاعل البيئة الغذائية الخارجية مع وظائفنا البيولوجية بشكلٍ أفضل، فربما قد يساعد هذا في تطوير آلية التدخل التي يمكن اتباعها لمساعدة الأفراد الذين يعانون من السمنة أو المعرضين لمخاطر هذا المرض.
ويشير الباحثون تحديداً إلى مفهومٍ ظهر منذ فترةٍ في مجال السمنة والبدانة، وهو يُعرف بإشارات الطعام Food cues، وهي العوامل البيئية الداخلية أو الخارجية التي تؤثر على رغبتنا في تناول الطعام، والتي تأتي في أشكالٍ كثيرةٍ، كالمشاعر والصور والروائح والأذواق، وحتى الكلمات المكتوبة على الأطعمة. ويمكن اعتبار الكلمات المكتوبة إشاراتٍ من الحد الأدنى مقارنةً مع الصور أو الروائح التي تعتبر أقوى منها تأثيراً. ومع ذلك، وبسبب انتشارها الكبير في مجال الإعلانات، فإنها تتمتع بإمكاناتٍ كبيرةٍ للتأثير على سلوك الأكل لدى المستهلك.
وقد وجد فريق البحث أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة كانوا أكثر عرضةً لتناول الأطعمة الغنية بالطاقة (أي الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية)، وذلك لدى مقارنتهم بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. وقد لجأ الباحثون إلى التصوير الدماغي للمتطوعين بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI، حيث لوحظت زيادةٌ في الاستجابات العصبية عند مشاهدة كلماتٍ متعلقةٍ بأنواع الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مقارنةً مع الكلمات المتعلقة بأنواع الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية. ووجدت الدراسة أن استجابة الأفراد الذين يعانون من السمنة كانت أقوى تجاه الكلمات المرتبطة بالأطعمة مرتفعة السعرات كالشوكولاته القابلة للدهن، وأجنحة الدجاج.
وعندما تم إخضاع المشاركين في الدراسة إلى ضغوطاتٍ اجتماعيةٍ وفيزيولوجيةٍ، أظهر جميع الأفراد، البدينين منهم وصحيحي الجسم، ردود فعلٍ متغيرةٍ حيث ازداد انجذابهم إلى الكلمات المرتبطة بالأغذية مرتفعة السعرات، إلا أن مجموعة المتطوعين البدينين فقط قاموا فعلاً بتناول كمياتٍ أكبر من الطعام في الوجبة اللاحقة. أي أنهم يظهرون استجابةً مختلفة مستمرة (سواء مع ممارسة الضغوطات عليهم أو عدم ممارستها) مما يساهم في زيادة تناولهم للأطعمة الغنية بالطاقة.
يمكن لهذا النوع من الدراسات أن يساعد في تحديد الاستراتيجيات العلاجية والسلوكية الأنسب بهدف الحد من تأثير الإشارات الغذائية على الأشخاص الأكثرَ عرضةً للبدانة. كما يجدر بالأخصائيين والمعنيين بسلوكيات تناول الطعام وعلم النفس أخذ تأثير الإجهادات المختلفة، خاصةً على مرضى البدانة، بعين الاعتبار. حيث يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يتبعوا بعض الاستراتيجيات التي تجنّبهم التعرض لإشارات الطعام وتأثيراتها السلبية، ومن الأمثلة على ذلك تجنّب النظر إلى قائمة الطعام التي قد تحرّضهم على طلب وجبةٍ غير صحيةٍ وتناولها، ويمكنهم بدلاً عن ذلك أن يطلبوا من النادل ذِكر الوجبات الصحية فقط. وينصح المرضى الذين لديهم تاريخٌ من الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية بمراجعة المختصين القادرين على مساعدتهم في الحد من التوتر والإجهادات التي قد تدفعهم عادةً لتناول الوجبات الدسمة.
..........................................
لمعرفة المزيد حول تأثير المنبهات المختلفة وعلاقة الدماغ بسلوكيات تناول الطعام يمكنكم الاطلاع على المقالات التالية:
إدارة وضبط الوزن من وجهة نظر علم النفس هنا
ترويض الجوع: الدماغ لاعبٌ رئيسيٌ في هذه العملية هنا
الأثر الوهمي للتسوق على الرياضيين هنا
الأثر الوهمي للتسوق على الطفل - كيف تجعل طفلك يتجه للطعام الصحي! هنا
إغاظة الفتيات فيما يخص وزنهن هو أكثر من مجرد نكتة! هنا
هل يأكل الرجال أكثر عند تناول الطعام مع النساء!!؟ هنا
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
الدراسة المرجعية:
Carnell S. Abstract T-OR-2103. Neural Responses to Food Words in Obese and Lean Individuals Under Stressed and Non-Stressed Conditions.