الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الألمُ الليفيّ العضلي Fibromalagya
الألمُ الليفيّ العضلي هو اضطرابٌ ألميّ يتظاهرُ بآلامٍ عضليةٍ مُعمَّمةٍ في الجسم، مُترافقة مع تعبٍ واضطراباتٍ في النومِ والذاكرةِ والمزاجِ، حيثُ يعتقدُ الباحثون أنَّ الألم الليفيّ العضلي يُضخِّم حسّ الألمِ من خلال التأثيرِ على عمليةِ تفسيرِ الدماغ لإشارات الألم.
تبدأُ الأعراضُ عادةً نتيجةً لرضٍّ ما سواءً كان رضّاً جسدياً أو جراحةً أو عدوى أو صدمةً نفسيّة، ومن الممكنِ أن تبدأَ الأعراضُ بالظهورِ بشكلٍ تدريجيٍّ تراكميٍّ دون وجودِ حدثٍ مُحرِّض بعينه.
النساءُ عرضةٌ للإصابةِ بالألم الليفيّ العضلي أكثر من الرجال بشكلٍ واضحٍ؛ إذ أنّ حوالي ٩٠٪ من المصابين هم من النساء، حيثُ تكون الأعراض لديهنّ أخطرَ من حيث الشدّة، المدّة والتكرار.
يترافقُ الألمُ الليفيّ العضلي عند الكثير من المصابين بصداعٍ تشنجيٍّ أو اضطراباتٍ في المفصلِ الفكّي الصدغي أو متلازمةِ القولون العصبيّ أو القلقِ والاكتئاب.
على الرغمِ من عدم وجودِ علاجٍ ناجحٍ للألمِ الليفيّ العضلي إلّا أنّه توجدُ عدّةُ أدويةٍ يمكنُ أنّ تخفّف من شدّةِ الأعراض، ومن الممكن أن تساعد بعضُ التمارين الرياضيّة، الاسترخاء والتخلّص من القلق والتوتّر في تحسين الأعراضِ بشكلٍ واضح.
الأعراض:
- آلامٌ منتشرة: يتصفُ ألمُ الألمِ الليفيّ العضلي بأنّه ألمٌ ماضٍ بدأ منذُ ثلاثةِ أشهر على الأقل، ويشملُ القسمين العلوي والسفلي من الجسم على طرفي الحوض.
- تعبٌ: يستيقظُ معظمُ المصابين بالألم الليفيّ العضلي صباحاً وهم متعبين على الرغم من حصولهم على عددٍ كافٍ من ساعات النوم، هذا ويعاني العديد من المصابين أيضاً من اضطراباتٍ في النوم مثل متلازمةِ تملْمُل الساقين وانقطاع النفسِ الانسدادي النوميّ.
- اضطراباتٌ في الإدراك: هذا العرضُ كثيراً ما يُشار إليه باسمِ "ضباب الألمِ العضلي"، حيثُ أنّه يعيقُ القدرةَ على التركيزِ والانتباهِ وتنفيذِ المهمّات العقلية.
- أعراضٌ أخرى: الاكتئابُ والصداعُ والآلامُ والتشنّجات في أسفل البطن.
الأسباب:
لا يعلمُ الأطبّاء ما هو السببُ وراء الألم الليفيّ العضلي، وغالباً ما يُرجع المرضُ إلى مزيجٍ من العوامل منها:
- عواملٌ وراثية: بما أنّ الألم الليفيّ العضلي هو مرضٌ عائليٌّ فمن المرجّحِ وجود مورّثاتٍ معيّنة يتسبّب وجودها بقابليةٍ أكبر للإصابة بالمرض.
- تبيّن أنّ بعض الأمراض قادرةٌ على تحريض الألم الليفيّ العضلي.
- الصدماتُ النفسيّة والانفعالات العاطفية: تمّ تحقيقُ ارتباطٍ بين اضطراب ما بعدِ الصدمةِ والألم الليفيّ العضلي.
ما الذي يسبّبُ الآلام العضليّة في الألم الليفيّ العضلي؟
يعتقدُ الباحثون أنّ المصابين بالألمِ الليفيّ العضلي يحدثُ لديهم تنبيهاتٌ حسيّة متكرّرة تسبّبُ تغيراتٍ في أدمغةِ هؤلاء المرضى، هذهِ التنبيهات المتكرّرة تسبّبُ زيادةً بنسبةِ نواقلَ عصبيّةٍ معيّنة مسؤولةٍ عن الألمِ في الدماغ. كما أنّه يحدثُ لدى هؤلاء المرضى تطويرٌ لذاكرةٍ حسّاسةٍ جدّاً للألمِ، تحرّضُ لديهم الشعور بآلامٍ عند عتباتٍ منخفضة على عكسِ الدماغِ الطبيعيّ، ويُشارُ إلى أنّ هـذا الأمر يترافقُ بتبدّلاتٍ في مستقبلاتِ الألم.
عواملُ الخطورةِ للإصابةِ بالألم الليفيّ العضلي:
- الجنسُ: الإناثُ أكثرُ عرضةً للإصابةِ بالألم الليفيّ العضلي كما ذكرنا سابقاً، حيثُ أنّ حوالي ٩٠٪ من المرضى هم من الإناث.
- القصّةُ العائلية: وجودُ إصابةٍ عائليّة بالألم الليفيّ العضلي يزيدُ احتمال إصابتك بالمرض.
- الإصابةُ بالأمراض الرثويّة: إن كنت تعاني من مرضٍ رثويٍّ كالتهابِ المفاصل الرثويّ أو الذئبةِ الحماميّة فإنّ احتمالَ إصابتك بالألم الليفيّ العضلي أكبر.
مضاعفاتُ الإصابةِ بالألم الليفيّ العضلي:
نقصُ النومِ والألمُ المترافقُ مع الألم الليفيّ العضلي يستطيعُ التأثيرَ بشكلٍ كبيرٍ على القدرةِ على القيام بمهامِ الحياة اليومية في المنزلِ والعمل؛ وهذا يقودُ إلى القلق والاكتئاب والإحباط.
كيف يتمّ التشخيص؟
في الماضي كان يتمّ الاعتماد على نقاطِ تحريضِ الألم؛ وهي ثماني عشرة نقطةٍ في الجسمِ، ووجودُ الألم في أربع عشرة نقطةٍ منها يقودُ إلى تشخيصِ الألم الليفيّ العضلي.
في الوقتِ الحاليّ يتمُّ تشخيصُ الألم الليفيّ العضلي بمجرّد وجودِ آلامٍ عضلية مُعمَّمة ومستمرّة لمدّة ثلاثة أشهر أو أكثر، وبغيابِ حالةٍ مرضيةٍ أخرى يمكنُ أن يُعزى الألمُ لها.
ويتمّ عادةً القيام بتحليل دم لقياسِ تعداد الكريات الحمرِ وسرعةِ التثفُّلِ وقياسِ وظائفِ الغدّة الدرقيّة.
كيف يمكنُ علاجُ الألمِ الليفيّ العضلي؟
- المسكّنات: مسكّناتُ الألمِ مثل الأسيتامينوفين أو البروفين أو غيرها من مضادّاتِ الالتهابِ غير الستيروئيديّة قادرةٌ على تحسينِ أعراض الألم الليفيّ العضلي، ومن الممكنِ تناولُ بعض المسكّنات الأكثر قوّة كالترامادول. لا يُنصح بتناولِ المورفينات لأنّها قد تقودُ إلى الإدمانِ وقد يعتادُ الجسمُ عليها مع تكرار الاستعمال، ويقودُ هذا الأمر إلى اشتداد الآلام.
- مضادّاتُ الاكتئاب: بعضُ مضادّات الاكتئاب كالـ"Duloxetine" والـ"milnacipran" قد تساعدُ في تخفيفِ أعراض الألمِ الليفيّ العضلي.
- مضادّاتُ الاختلاج (مضادّاتُ الصرع): كثيراً ما يتمّ استعمالُ "الغابابنتين" لعلاج الألم الليفيّ العضلي لأنّها تخفّف من شدّة الآلام العصبيّة.
ما هي أهمُّ الإجراءاتِ التي يمكنُ القيامُ بها في سياقِ الحياةِ اليوميّة لتخفيفِ أعراض الألم الليفيّ العضلي؟
- تخفيفُ التوتّر: من الضرورةِ محاولةُ إزالةِ مصادرُ التوتّر والقلق، وتخصيصُ وقتٍ للاسترخاء. يتطلّبُ ذلك القدرةَ على رفضِ العديد من الطلبات للمساعدة من قبل الآخرين دون الشعورِ بالقلق. يُنصحُ أيضاً بالمحافظةِ على النشاطِ اليوميّ وتطويرِ جدولٍ منظّمٍ للحياةِ اليوميّة يشملُ العمل والحياة المنزلية. يُنصحُ أيضاً بتجريبِ تقنياتِ تخفيفِ التوتّر مثل أخذ نفسٍ عميقٍ من الأنف وحبسه لمدّة عشر ثوانٍ ثم زفرِ النفسِ ببطءٍ عن طريق الفم.
- الحصولُ على عددٍ كافٍ من ساعات النوم: من الضروريّ جداً تنظيمُ أوقات النوم وتخصيص وقتٍ كافٍ للحصول على ساعاتٍ صحيّة من النوم، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد مواعيدَ ثابتة للخلودِ للنومِ وللاستيقاظ ومحاولة تجنّب أخذ قيلولة.
- ممارسةُ الرياضة بانتظامٍ: من الممكن ازديادُ الآلام العضليّة عند البدء بالتمرينات الرياضية، لكن مع التمرين المتكرّر والثابت فإنّ الأعراض غالباً ما تتحسّن. من التمارين التي يُنصح بها رياضةُ المشي وركوبُ الدرّاجة والسباحة، كما يمكنُ اللجوءُ للمعالجةِ الفيزيائيّة لتطويرِ برنامجٍ رياضيٍّ منزليٍّ لتسهيل الالتزامِ بالتمارين الرياضية. من الضروريّ أيضاً القيامُ بتمارينِ التمطيط العضلي والجلوس بوضعيةٍ سليمة.
- تجنّب الانهماكِ بالتمارين: القيام بالتمارين بشكلٍ مبالغٍ به قد يقودُ إلى تزايدِ الآلام، لذلك فإنّ خيرَ الأمورِ أوسطُها. ومن الضروريّ الانتباهُ والتنظيمُ الشخصي لشدّة التمارين.
- اتباعُ أسلوب حياةٍ صحيّ: تناولُ الأطعمةِ الصحيّة كالخضارِ والفواكه والحبوب الكاملة واللحومِ البيضاء، تقليلُ تناول الكافيين قدرَ الإمكان والقيامُ بأنشطةٍ ممتعةٍ تجلبُ السعادة.
- تطويرُ أنظمةٍ للدعمِ النفسي مع العائلةِ والأصدقاء: عدمُ الفهمِ الواضح لسبب الأعراض والآلام قد يقودُ إلى الإصابة بالإحباط، وعدمُ فهم الآخرين لحالتك قد يزيدُ هذا الإحباط، لذلك؛ بالإضافةِ إلى تثقيف ذاتك حول الألم الليفيّ العضلي يُنصح بتثقيفِ الأشخاصِ المحيطين بك حول الألم الليفيّ العضلي.
المصادر: