الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
بذور الكتان وضغط الدم
إضافةً للأدوية والعلاجات المتّبعة للسيطرة على ضغط الدم يوصي الأطباء وخبراء التغذية بالحميات الغذائية لدورها في تقليل ارتفاع ضغط الدم وتقليل نتائجه السلبية على الصحة والجسم، ومن ضمن الأغذية المفيدة في هذا المجال تحتل بذور الكتان (LINUM usitatissimum) مكاناً في هذه القائمة، وهي بذورٌ زيتيةٌ تقلل من خطر حدوث أمراض القلب والشرايين حسب العديد من الدراسات.
ففي دراسةٍ حديثةٍ نشرت نتائجها في مجلة Clinical Nutrition حول تأثير مكملات بذور الكتان على ضغط الدم، يبين تحليل ميتا meta-analysis الذي أجري على 15 تجربةٍ سريريةٍ أن المكملات الغذائية من بذور الكتان لها فعالية في إدارة ضغط الدم.
وتشير بيانات 1302 من المشاركين إلى أن مكملات بذور الكتان ترتبط بشكلٍ كبيرٍ بتخفيض ضغط الدم الانقباضي SystolicB lood Pressure (SBP) والانبساطي Blood Pressure (DBP) Diastolic معاً حوالي 2.85 و 2.39 ملم زئبق على التوالي.
وذكر كاتبو هذه الدراسة - وهم علماء من رومانيا، وإيران وأستراليا وبولندا- أن النتائج التي تحققت في هذه الدراسة - نقصان 2.85/2.39 ملم زئبق بعد إضافة بذور الكتان – قد تكون مفيدةً للتحكم بارتفاع ضغط الدم hypertension باستخدام المغذيات، حيث أظهرت دراسة "Heart Outcome Evaluation" أن تخفيض 3.3/1.4 ملم زئبق ارتبط بانخفاض 22% من الخطر النسبي لمعدل وفيات القلب والأوعية الدموية.
وبيّن العلماء أيضاً أن تناول المكملات لفترةٍ أطول من 12 أسبوع أدى إلى تخفيضٍ أكبر في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بمقدار 3.10 ملم زئبق و 2.62 ملم زئبق على التوالي، بالمقارنة مع التجربة لمدةٍ أقصر.
لكن كيف تؤثر بذور الكتان على ضغط الدم!!
صرّح الباحثون أن الآلية البيولوجية المحتملة لتأثير بذور الكتان على ضغط الدم ليست مفهومةً تماماً لكن يمكن تفسيرها كما يلي:
من الممكن ربط التأثير في خفض ضغط الدم بمحتوى بذور الكتان من الليغنان lignan، وعلى وجه التحديد الليغنان المعروف باسم SDG الذي يعمل كمثبط للإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) angiotensin-converting enzyme.
تعمل مثبطات ACE على تثبيط تحويل الأنجيوتنسين الأول angiotensin I إلى الأنجيوتنسين الثاني angiotensin II والمضيّق للأوعية الدموية، وبالتالي يؤدي إلى تحسين تدفق الدم وخفض ضغطه.
كما أن محتوى بذور الكتان من ALA (alpha-Linolenic acid) قد يكون مساهماً أيضاً في الفوائد المحتملة، وهذا قد يؤثر على ضغط الدم إما عن طريق قدرة ALA على تثبيط نشاط إنزيم الحلمهة إيبوكسيد هيدرولاز المنحل soluble epoxide hydrolase، حيث أن نشاط هذا الإنزيم ينتج oxylipins -وهي مجموعة من المنتجات الطبيعية المتأكسِدة الناتجة عن مسارات هضم الأحماض الدسمة- وهذه المنتجات تعزز الالتهابات وتقلل من توسع الأوعية وترفع ضغط الدم الشرياني.
كما أن هنالك احتمالاً آخر وهو أن البروتين الغني بالأرجينين (KCl-F1) arginine-rich protein الموجود في بذور الكتان قد يلعب دوراً في تخفيض ضغط الدم.
لذلك، فمن الممكن اعتبار تأثير بذور الكتان الخافض لضغط الدم ناتج فعلٍ تآزريٍ لتأثير مضادات الأكسدة الفعالة مثل الليغنان lignan أو المكونات المختلفة النشطة بيولوجياً مثل SDG، ALA أو KCl-F1.
بالإضافة إلى الآثار العامة والتأثيرات المتعلقة بمدّة تناول مكملات بذور الكتان في خفض ضغط الدم، لاحظ الباحثون أيضاً وجود اختلافاتٍ بين أنواع مكملات بذور الكتان.
حيث وجدوا أن مكملات مسحوق بذور الكتان تؤثر على مستويات ضغط الدم الانقباضي (SBP) وضغط الدم الانبساطي (DBP)، في حين أن مكملات زيت بذرة الكتان تؤثر على ضغط الدم الانبساطي (DBP) فقط. بينما لم تحدث مستخلصات الليغنان lignan extract أي تغيرات في متوسط ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
وقد يعود هذا الاختلاف إلى اختلاف نوعية وجودة مكملات بذور الكتان من حيث كمية الألياف والقدرة على تعزيز اللزوجة والتأثير على استقلاب الأحماض الصفراوية.
في الختام يؤكد الباحثون أن هنالك حاجةٌ لإجراء المزيد من البحوث التي تنطوي على تجارب محكمة لمدةـ 12 أسبوع على الأقل لدراسة الكمية المثالية من بذور الكتان لمرضى ارتفاع ضغط الدم قبل تقديم استنتاجاتٍ قويةٍ ونتائج ثابتة.
.................................
للمزيد حول دور التغذية في علاج ارتفاع ضغط الدم يمكنكم قراءة مقالاتنا التالية:
الثوم وضغط الدم: هنا
كأسٌ من عصيرالشمندر الأحمر لخفض ضغط الدم: هنا
الدور العلاجي للمكملات الغذائية - علاج ارتفاع الضغط الشرياني: هنا
المصادر :
1. هنا
2. هنا
3. هنا