الطب > مقالات طبية
اللياقة البدنية في سن الشباب وتأثيرها على نوعية الحياة ومعدل الأعمار
اللياقة البدنية القلبية الوعائية عامل صحي مهم تمت دراسته سابقاً من خلال دراسات عدة وتم إثبات ارتباطه بالأمراض والوفيات القلبية عند الكهول والمسنين. لكن ارتباط اللياقة البدنية عند الشباب في الأعمار الصغيرة بأمراض القلب والوفيات لم تتطرق له الدراسات الكبيرة سابقاً.
وقد نشرت مؤخراً نتائج دراسة تحليلية جديدة ضمن مشروع CARDIA لدراسة الخطر الشرياني الإكليلي عند الشباب، وهو دراسة استباقية Prospective study لخمسة آلاف شاب خضعوا لفحوصات و استقصاءات في بداية الدراسة و أخرى في أوقات لاحقة محددة مسبقاً، حيث قام المشاركون هنا في البداية باختبار الجهد الذي يدعى Treadmill test ، ثم قاموا بعد سبع سنوات بالخضوع للاختبار ذاته مرة أخرى. ثم خضعوا للتصوير بالطبقي المحوسب CT بعد 15، 20، 25 سنة على التوالي لقياس التكلسات في الشرايين الإكليلية CAC.
أظهرت الدراسة أن كل دقيقة إضافية في مدة اختبار الجهد ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة بمقدار 15%، وانخفاض خطر تطور المرض القلبي الوعائي بمقدار 12%، وبالمقابل فإن انخفاض مدة اختبار الجهد الذي يبلغ دقيقة واحدة بعد سبع سنوات ارتبط بزيادة خطر الوفاة بمقدار 21% وخطر تطور المرض القلبي الوعائي بمقدار 20%.
أظهر التصوير بالطبقي المحوسب أن كتلة البطين الأيسر بعد 25 سنة باتت أقل بوضوح عند ذوي اللياقة الأعلى.
ولكن وعلى غير المتوقع، لم يكتشف وجود ترابط بين معدل اللياقة البدنية القلبية الوعائية وقياس التكلسات في الشرايين الإكليلية CAC .
تبين نتائج هذه الدراسة الدور الأساسي والمستقل للنشاط البدني في الوقاية من المرض القلبي الوعائي وذلك بغض النظر عن بقية العوامل كالعمر والجنس والعرق وعوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى.
بالمقابل تقترح هذه الدراسة أن الأثر الوقائي المهم للياقة البدنية عند الشباب لا يمكن تفسيره بالآلية التقليدية المرتبطة بتشكل لويحات شريانية كولسترولية، بل ربما من خلال تأثيره على بنية العضلة القلبية والوظيفة القلبية.
تكمن أهمية هذا الكشف في كون اللياقة البدنية عاملاً إنذارياً قابلاً للتعديل وهو مؤشر حيوي بعيد الأمد للخطر القلبي الوعائي ويجب توجيه الاهتمام لتعزيزه في الأعمار الشابة لعرقلة آليات المرض الباكرة. كما يجب التعمق أكثر في دراسة هذا العامل لفهم الفروقات المكتشفة في آليات تسببه بالمرض والموت بين الشباب والمسنين.
تمّت هذه الدراسة برعاية المعهد الوطني للقلب والرئة والدم والمعهد الوطني للشيخوخة والمركز الوطني لمصادر البحث والمعهد الوطني للعلوم الطبية العامة، وجمعية القلب الأمريكية.
المصادر: