الطبيعة والعلوم البيئية > علم الأرض
دليلك المبسط في مواجهة منكري التغير المناخي
تغيّر مناخ الأرض عبر التاريخ فخلال 650 ألف عام مرت الأرض بسبعة أحقاب من تقدم الجليد وتراجعه انتهى آخرها منذ 7000 عام لتبدأ بعده الحقبة المناخية المعاصرة، والتي شهدت الحضارة الإنسانية. وترجع معظم التغيرات المناخية السابقة إلى تباينات صغيرة في دوران الأرض وحركتها حول ذاتها وحول الشمس مما تسبب في تغيير كمية الطاقة الشمسية التي يستمدها الكوكب.
وقد أظهرت العينات التي تم أخذها من الجليد في القطب المتجمد الجنوبي وغرينلاند وقمم الجبال المتجمدة بأن طقس الأرض يستجيب بوضوح لتراكيز الغازات الدفيئة في الجو. كما أظهرت حدوث تغييرات مفاجئة في الماضي ونعني بالمفاجئة كونها بالمقياس الجيولوجي المتمثل بعشرات السنوات.
ولكن النزعة الحالية لارتفاع درجات الحرارة تمتلك أهمية خاصة من حيث أنها ترتبط بالإنسان إلى حد بعيد إضافة لأن الكوكب لم يشهد مثيلاً لها منذ 1300 عام. حيث أظهرت التجارب منذ منتصف القرن التاسع عشر الأثر الحابس للحرارة الذي يتسبب به غاز ثاني أكسيد الكربون من حيث تأثيره على نقل الطاقة تحت الحمراء عبر الغلاف الجوي. ولم يعد من مجال للشك بأن زيادة تركيز غازات الدفيئة ومن بينها ثاني أكسيد الكربون تتسبب بارتفاع درجة حرارة الأرض. خاصة بعد أن جعلتنا الاقمار الصناعية التي تدور حول الارض قادرين على جمع الكثير من البيانات حول كوكبنا ومناخه بنظرة شمولية وتفصيلية فلم يعد بإمكاننا إغفال الإشارات الواضحة لتغير المناخ.
نقدم لكم فيما يلي عرضاً سريعاً لأهم أعراض التغير المناخي التي تبدو واضحة على مستوى الكوكب بأكمله:
1- ارتفاع منسوب مياه الكوكب:
ارتفع منسوب مياه البحار والمحيطات بمقدار 17 سم خلال القرن الماضي وهو ضعف الارتفاع الحاصل خلال القرن الذي سبقه ويمكن مشاهدة تأثير ذلك على الجزر منخفضة المنسوب كالمالديف، وربما يكون من المفيد معرفة أن ذوبان جليد غرينلاند سيؤدي إلى ارتفاع إجمالي قدرة 6 أمتار في منسوب البحار والمحيطات، أما ذوبان القطب الجنوبي بأكمله فسيتسبب بارتفاع كلي قدره 60 متراً في منسوب المياه.
2- ارتفاع درجة الحرارة العالمية:
تجمع التقديرات لمتوسط درجة حرارة الأرض على أنها ارتفعت منذ العام 1880 ومعظم هذا الارتفاع حصل خلال آخر 35 عاماً. علماً أن 16 عاماً من الـ 17 عاماً الأكثر حرارة على الإطلاق حدثت بعد العام 2000. ولا بد أنك عزيزي القارئ قد شعرت بحرّ الصيف اللاذع خلال الأعوام القليلة الماضية.
3- حرارة المحيطات تستمر بالازدياد:
تم اختزان معظم الحرارة التي وصلت إلى الأرض في المحيطات مما تسبب بارتفاع يزيد عن 0.3 درجة مئوية لحرارة الطبقة العليا من مياه المحيطات والمقدرة بنحو 700 متراً وذلك منذ العام 1969.
4- تقلص مساحات الصفائح الجليدية:
نقصت كتلة الجليد في كل من القطب الجنوبي وغرينلاند ولعل أكثر الأرقام الصادمة في هذا الإطار خسارة ما يقارب (150 – 250) كيلومتر مكعب من الجليد بين العامين 2002 و2006 في غرينلاند فيما خسر القطب المتجمد الجنوبي نحو 152 كيلومتر مكعب بين العامين 2002 و2005.
5- تراجع القمم الجليدية:
ويشمل ذلك جبال الألب والهيملايا والأنديز وروكيز وكليمنجارو وغيرها.
6- الأحداث المتطرفة:
تكررت مؤخراً درجات الحرارة القياسية من حيث الارتفاع والانخفاض منذ العام 1950 إضافة للهطولات المطرية الشديدة جداً، وفي الرابط التالي مقالنا الذي يتضمن أهم الأحداث المناخية المتطرفة التي ضربت العالم خلال العام 2014.
7- حموضة المحيطات:
منذ بداية الثورة الصناعية ازدادت حموضة المحيطات بنحو 30 % والسبب الرئيسي هو محتوى ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، حيث أن نصف كميته التي نطلقها عند القيام بنشاطاتنا المختلفة كالرحلات الجوية أو التدفئة، تنتهي في المحيطات.
كلمة أخيرة:
إن القائمة التي وردت أعلاه ليست إلا سرداً سريعاً لأبرز ما يمكن قياسه ولمسه بشكل مباشر كنتيجة واضحة للإحترار العالمي، ويبدو أن العالم أحس إلى حد ما بشيء من الخطر مما دفع للتوصل لبروتوكول كيوتو في 1997 وإعلان قمة باريس 2015 هنا إلا أن ذلك للأسف لن يكون كافياً. ويبدو أننا سنشهد المزيد من الكوارث والخسائر في الأرواح قبل أن ندرك أننا نسير بالاتجاه الخاطئ ونستهلك طاقاتنا ومواردنا في أمور ثانوية أمام هذا الخطر المحدق.
نشكرك عزيزي المتابع لقراءة هذا المقال حتى النهاية، فبيئتنا تستحق ذلك.
المصادر: