عام من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
برغم كونه خبراً مقلقاً، فإنه ليس مستغرباً خاصة وأنه أتى بعد سلسلة طويلة من الأشهر التي كسرت الأرقام القياسية من حيث درجات الحرارة المرتفعة، مبينة أن الارتفاع في درجات الحرارة قد أخذ منعطفاَ شديداً، حيث يبدو أن عام 2016 سيفوق عام 2015 حرارة ليصبح العام الأكثر حرارة منذ عام 1880.
لقد أصبحت درجات الحرارة المتزايدة أكثر فأكثر انتظاماً، فقد أظهرت بيانات ناسا أن شهر نيسان الحالي كان الشهر السابع على التوالي في تحطيم أرقام درجات الحرارة الشهرية المسجلة، وليس هذا فقط، بل تظهر الأرقام أيضاَ أنه الشهر الثالث على التوالي في كسر الرقم القياسي كأعلى حد لمقدار ارتفاع درجة الحرارة فبلغ 1.11 درجة مئوية (1.99 درجة فهرنهايت) زيادة عن معدلي العاميين 1951-1980 المستخدمين في مقارنة درجات الحرارة.
لم تعلن بعد الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA النتائج التي توصلت اليها، لكن في حال تطابقت نتائجها مع نتائج ناسا كما هو متوقع، سيعتبر عندئذٍ شهر نيسان/ابريل الشهر الثاني عشر المحطم للأرقام القياسية لدرجات الحرارة، ليشكّل عاماً كاملاً لدرجات الحرارة المتزايدة، ورغم أنّ هذا يختلف قليلاً عن سجلات ناسا لكونها تستخدم مرجعيّات مختلفة للمقارنة، إلا أن اتجاه تغير درجات الحرارة هو ذاته تماماً، وهو الاتجاه الآخذ بالتصاعد أكثر فأكثر.
ومع هذه المعطيات يمكننا التيقن وبنسبة 99% أن عام 2016 سيكون الأكثر حرارة منذ بدء السجلات، وذلك وفقاً لمدير معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا غافن شميت Gavin Schmidt، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العلماء لم يستطيعوا تسمية عام 2015 بالعام الأكثر حرارة على الاطلاق حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2015، بخلاف عام 2016 الذي اتضح أنه العام الأكثر حرارة بمجرد مرور أربعة أشهر فقط، وهو أمر مقلق للغاية.
تثير السرعة التي بدأت فيها حرارة الأرض بالازدياد في العام الماضي قلقاً بالغاً، وهو ما دفع قادة العالم في العام الماضي للتوقيع على اتفاقية باريس للحد من الاحترار العالمي إلى درجتين مئويتين فقط (3.6 درجة فهرنهايت)، مع السعي لإبقائه دون 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت).
ويبدو أن الهدف الأخير لقمة باريس صعب المنال، فالتوقعات الحالية تدلّ على أن العام 2016 سيكون أكثر حرارة من الأحقاب قبل الصناعية بمقدار (1.2 – 1.4) درجة مئوية (بين 2.16 و2.52 درجة فهرنهايت) حتى لو انخفضت درجات الحرارة فيما تبقى من هذا العام.
يمكن أن يعزى جزء من الزيادة الكبيرة في درجات الحرارة خلال العام الماضي بشكل خاص إلى ظاهرة النينيو El Niño في منطقة المحيط الهادئ خلال نهاية العام 2015 وبداية العام 2016، حيث أعطى تسخين المياه دفعة لموجة الحر، لكنّها لا يمكن أن تفسّر كل هذه الزيادات في درجات الحرارة الملاحظة.
ويرى البعض أنه وحتى بدون النينيو فإن درجات الحرارة العالمية ستتزايد بوتيرة قياسية على أية حال، ويبدو أنها ستستمر بذلك لبقية العام.
تابعوا أيضاً مقالنا السابق
هنا
المصادر:
هنا