لولا اللقاحات لما كنتَ هنا الآن!

نعيش اليوم في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد سباقاً بين الشركات الدوائية لتطوير لقاحٍ فعال وآمن للحد من هذا الوباء، وتختلف الآراء عن فوائد هذه اللقاحات و مخاطرها، وإن كان من المجدي فعلاً أخذها أو لا.

بدايةً؛ تُعرِّف منظمة الصحة العالمية عملية التلقيح بأنها طريقة بسيطة وآمنة وفعَّالة للوقاية من الأمراض الخطيرة قبل الإصابة بها، وهي تعمل على دعم  مناعة الجسم الطبيعية وتقويتها عن طريق تحريضها على تشكيل مقاومة ضد أخماج معينة؛ فيدرِّب اللقاح جهاز المناعة على تشكيل أضداد كتلك التي يشكلها عند تعرضه تعرضاً فعليَّاً للمرض. ويُستَخدم في اللقاحات أشكال مقتولة أو مُضعفة من الفيروسات أو البكتيريا، لذلك؛ فهي لا تسبب أي مضاعفات خطرة. وتعطى معظم اللقاحات حقناً، ولكن قد يعطى بعضها  فمويَّاً أو  رذاذاً في الأنف (1).

-  لماذا يجب أن نأخذ اللقاحات؟

تعد اللقاحات طريقة آمنة وفعالة للوقاية من الأمراض وإنقاذ حياة الناس، وأصبحت حاجة ضرورية ومُلحَّة اليوم أكثر من أي وقت سابق، ويوجد في يومنا هذا لقاحات لقرابة 20 مرض خطير؛ منها الخناق والكزاز والسعال الديكي والحصبة وغيرها، وتنقذ اللّقاحات حياة أكثر من 30 مليون شخص في أنحاء العالم سنويَّاً (1، 2).

وقد انخفضت نسبة انتشار بعض الأمراض كالحصبة والخناق بنسبة 99.9% بفضل اللقاحات، ولكن يجب أن نبقى في أذهاننا أن عودة هذه الأمراض للظهور ممكنة في حال توقف الأفراد عن تلقي اللقاحات (2).

إن أخذك للقاح يفيد مجتمعك كاملاً؛ وهذا يُعرف بـ "مناعة القطيع (Herd immunity)" أو "مناعة الجماعة (Population Immunity)" فإلى ماذا يُشير هذا المصطلح؟

يحدُّ إعطاء اللقاح ضد مرض معين لعدد كافٍ من الأشخاص في المجتمع من انتقال هذا المرض للأشخاص الذين لا يستطيعون تلقي اللقاح (كالمصابين بعوز مناعي أو لديهم جهاز مناعي ضعيف)، فمثلاً؛ إن أصيب شخص ما بالحصبة فلن يكون انتشار المرض سهلاً وهو محاط بالأفراد المُلقَّحين تجاه الحصبة؛ وسيختفي سريعاً، ولكن هذا الشكل من المناعة لا يكون فعّالاً دوماً؛ فمثلاً مناعة القطيع لا تحمي تجاه الكزاز الذي ينتقل بسبب بكتيريا موجودة في المحيط وليس من الأفراد المصابين، ولذلك؛ مهما كان عدد الأفراد المُلقَّحين تجاه الكزاز فإنه لن يقي من انتشار المرض (3).

وهنا يجب الانتباه إلى أن مناعة القطيع التي انتشر الحديث عنها في فترة وباء كورونا COVID-19  والمُعتمَدة من قبل بعض الدول للوقاية من فيروس كورونا قبل الموافقة على أي لقاح طورته الشركات الدوائية؛ ليست كالتي ذكرناها سابقاً - وهي حماية الأفراد عن طريق تلقيح أكبر عدد ممكن من الأفراد - إنما كانت حماية الأفراد عن طريق تعريض أكبر عدد منهم للمرض وإصابتهم به، وقد نتج عنها وفيات وإصابات ومعاناة لم تكن ضرورية، وتعد هذه الطريقة حسب وجهة نظر منظمة الصحة العالمية ذات إشكال علمي، فضلاً عن كونها لا أخلاقية. 

للحصول على مناعة قطيع بطريقة آمنة يجب تلقيح عدد كبير من الأفراد، وهذا العدد يختلف حسب المرض؛ ففي الحصبة -مثلاً- يجب تلقيح 95% من الأفراد، في حين يلزم تلقيح 80% في شلل الأطفال، ولا تزال المعلومات عن النسبة التي يجب تلقيحها للحصول على مناعة القطيع في المجتمع تجاه COVID-19 قيد الدراسة (4). 

- ما الذي يحتويه اللقاح عادةً؟

إن مكونات اللقاح جميعها أساسيةٌ لأمانه وفعاليته، وتحتوي اللقاحات عادةً هذه المكونات:

المستضد: يكون إما بكتيريا أو فيروس مُضعف أو مقتول.

مساعدات Adjuvants: تساعد على تنشيط الجهاز المناعي.

مواد حافظة: تحافظ على فعالية اللقاح.

المثبتات: تحمي اللقاح من التخرب عند التخزين والنقل (1).

- الحساسية تجاه اللقاحات

من النادر أن  يحدث رد فعل تحسسي خطير تجاه اللقاحات، ولكن إن حدث؛ فإنه يكون في خلال دقائق، ولذلك؛ فإن الشخص المسؤول عن إعطاء اللقاح يكون مُدرَّباً للتعامل مع أي رد فعل تحسسي تجاه اللقاحات ومعالجتها فوريَّاً (2).

يمكنكم الاطلاع على معلومات إضافية عن اللقاحات بين الحقيقة والخرافات من ( هنا ) و( هنا ).

المصادر: