اللقاحات.. بين الحقائق والخرافات - الجزء الثاني
الكيمياء والصيدلة >>>> لقاحات
12- اللقاحات مسؤولة جزئيًّا عن زيادة عدد حالات السرطان…. خرافة
الحقيقة: لا تسبب اللقاحات مرض السرطان، على العكس استُخدم اللقاح المضاد للفيروس الحليمي البشري للوقاية من عديدٍ من أنواع السرطانات، مثل: سرطان الحوض. ويمكن تفسير الزيادة في حالات السرطان في السنوات الخمسين الماضية بسبب عوامل عدة تشمل تبدل أسلوب الحياة وتطور تقنيات التشخيص. (1)
13- إن كان الطفل مريضًا فيجب الامتناع عن إعطائه اللقاح بوقته؛ لأنه سيجعل الحالة المرضية أسوأ…… خرافة!
الحقيقة: إن حالات الحمى الخفيفة أو السيلان الأنفي المرافق لنزلة البرد أو الإسهال الخفيف لا تؤثر على استجابة جسم الطفل للقاح -حتى وإن كان يتلقى المضادات الحيوية- واللقاح لن يجعل الحالة المرضية أسوأ؛ لأنه يحوي كميةً زهيدة من البكتيريا الممرضة، ويمكن للجسم أن يتعامل معها ومع الحالة المرضية المرافقة في آنٍ واحد.(2)
14- تسبب اللقاحات التوحّد….. خرافة!
الحقيقة: إن البحث الذي أثار هذا اللغط منذ عام 1998 ثبت لاحقًا أنه معيبٌ وخاطئ وسُحِب من القائمين على المجلة الناشرة. كما أن الكاتب الأساسي للبحث مُنع من ممارسة الطب عام 2010 في المملكة المتحدة بسبب سوء ممارسة المهنة. في عام 2002 أثبتت دراسةٌ دانماركية أُجريت على أكثر من 500 ألف طفل عدم وجود رابط بين التمنيع باللقاحات والتوحّد.(1)
15- تلقّي اللقاحات المشتركة والممنِّعة ضد أكثر من مرض في آنٍ واحد تزيد الحِمل على جهاز الطفل المناعيّ وستسبب له الأذى…. خرافة!
الحقيقة: يتعرّض الطفل خلال التنفّس وتناول الطعام إلى مئات المواد الغريبة التي قد تثير استجابةً مناعية لديه. وكذلك الأمر إن أيّة إصابةٍ عابرة بنزلة برد تعرّضه إلى كميةٍ أكبر من المستضدات التي يعرّضها له اللقاح المشترك.
إنّ أهمية اللقاح المشترك تأتي من وفرته الاقتصادية ومن كونه يخفِّف عبء الزيارات المتكررة للعيادات ويقلّل من عدد الحقن التي يتعرّض لها الطفل وما يرافقها من عدم ارتياح.(1)
16- لا داعي لتلقّي اللقاحات الممنِّعة ضد الأمراض النادرة….. خرافة!
الحقيقة: يعود فضل تحوّل الأمراض المنتشرة إلى نادرة للقاحات الممنّعة ضدها. لكنّ معاودة انتشار مرضٍ نادر ليس بالأمر الصعب نظرًا لسهولة السّفر بين بقاع العالم؛ إذ إن هناك دائمًا فرصة قائمة للاختلاط بالمصابين القليلين بمرضٍ نادر، وقد نعيد إحياء كابوس انتشاره إن لم نتمنّع باللقاحات المضادة فحسب.
إذًا، اللقاحات آمنة وتمنيع أطفالنا ليس خيارًا يتطلّب التفكير. لحياةٍ أفضل ومستقبلٍ أكثر أمانًا منّعوا أطفالكم باللقاحات. وتذكروا حقيقتين مهمّتين:
- اللقاحات لا تؤخذ عند وجود حالة تحسسية تجاه اللقاح أو إحدى مكوناته، لكن هذا لا يعني عدم تلقي اللقاحات؛ ولكن يجب تأجيل تلقي اللقاح حتى الحصول على استشارة الطبيب أو الأخصائي الصحي المسؤول.(2)
- في حال كان جهاز المناعة ضعيفًا يجب عدم أخذ بعض اللقاحات. نعم، في بعض الحالات يجب الانتظار حتى تتحسَّن حالة الطفل قبل إيتاء اللقاح. وتشمل هذه الحالات: الأمراض المزمنة كالسرطان والحالات التي تضعف جهاز المناعة مثل العلاج الكيميائي أو العلاج التالي لعمليات زرع الأعضاء. (2)
في النهاية تذكر! درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج؛ أي أن تلقي اللقاحات للوقاية من الأمراض أكثر سهولة وفعالية من علاجها بعد الإصابة بها. كما أن اللقاحات تحمي مستقبلنا، فهي لا تحمي حيواتنا أو حيوات أطفالنا فحسب، بل والأجيال اللاحقة أيضًا وتحدُّ من انتشار الأمراض. وبفضل هذه اللقاحات أصبح عديد من الأمراض القاتلة نادرة في عديد من الدول حول العالم.
المصادر: