اللقاحات "بين الحقائق والخرافات" - الجزء الأول
الكيمياء والصيدلة >>>> لقاحات
"اللقاحات غير آمنة، النظافة ونمط الحياة الصحيّ يغنيان عن اللقاح، اللقاحات وسيلةٌ لمراقبة الناس من قبل الاستخبارات"… الكثير من الخرافات التي تضلل بعضنا، وقد تصل عواقب فهمها الخاطئ لمراحل خطيرة لا عودة منها.
في هذا المقال سنوضح بعض الخرافات التي تنتشر في مجتمعاتنا، وما هي الحقائق العلميّة المثبتة المقابلة لها.
1- الأمراض التي يمكن الوقاية منها باستخدام اللقاحات قُضي عليها، واستُؤصلت تمامًا في بلدانٍ كثيرة، ولا فائدة من تلقّي اللقاحات أو دعم الأبحاث المتعلّقة بها... خرافة!
الحقيقة: قد تكون بعض هذه الأمراض غير شائعة الحدوث في بلدك أو في بلدان أخرى، لكنّها ما زالت موجودة حول العالم. وسبب ندرة هذه الأمراض هو تلقي اللقاحات بشكل صحيح. وعلى أيّة حال وبسبب السفر والتنقل بين البلدان المختلفة؛ فإنّ فرص عودة انتشار هذه الأمراض قويّة؛ لذلك بالحرص على تلقي اللقاحات الضروريّة نمنع عودة هذه الأمراض، وتبقى نادرة أو نقضي عليها نهائيّاً في المستقبل.
2- اللقاحات غير آمنة، ولها تأثيراتٌ ضارّة ومؤذية وحتى مميتة على المدى الطويل... خرافة!
الحقيقة: اللقاحات آمنةٌ جدًا، إذ يتطلّب ترخيص اللقاحات إجراءاتٍ كثيرةٍ، واختبارات مرهقة تُجرى على مدى عدة سنوات؛ للتأكّد من أمانها وفعاليتها ولمتابعة أيّ تأثيراتٍ جانبيّة. وحتّى بعد المصادقة على اللقاحات تستمر مراقبتها في الدول التابعة لمنظمة الصحّة العالميّة.
ولأخذ العلم معظم التأثيرات الجانبيّة للقاحات لا تتعدى احمرار اليد مكان الحقن أو الحمّى الخفيفة.
3- لن تنتشر الأمراض في حال تأكُدنا من ممارسة العادات الصحيّة الصحيحة، والتعقيم الصحيح، ولن يكون هناك ضرورة للقاحات... خرافة!
الحقيقة: إنّ غسل اليدين واستخدام المياه النظيفة مهمٌ لإيقاف انتشار العديد من الأمراض. لكن هناك أمراضٌ أخرى تنتشر بصرف النظر عن مقدار النظافة ومراعاة العادات الصحيّة، وهنا يأتي دور اللقاح لإيقاف انتشار هذه الأمراض.
وفي حال عدم تلقي اللقاحات الضروريّة؛ فإنّ الأمراض التي أصبحت غير شائعة حاليًا كشلل الأطفال والحصبة ستظهر مجددًا.
4- الأطفال الملقحون أكثر عرضةً للأمراض التحسسيّة والمناعيّة الذاتيّة والتنفسيّة مقارنةً بالأطفال غير الملقحين... خرافة!
الحقيقة: ليس هناك دليل على وجود رابط بين تلقي اللقاح وتطور الأمراض التحسسيّة والمناعيّة الذاتيّة والتنفسيّة فيما بعد. فاللقاحات تدرّب جهازنا المناعيّ على مواجهة مستضدّات معيّنة؛ أي إنّها لا تغيّر طريقة عملها، ولا تجعلها أقلّ كفاءةً في مواجهة باقي العوامل.
5- أمراض الأطفال حقيقةٌ حياتيّة مؤسفة، وأمرٌ واقعٌ في الحياة لا يمكن التخلّص منه... خرافة!
الحقيقة: يمكن التخلّص من هذه الأمراض، والقضاء عليها بوساطة اللقاحات. هذه الأمراض خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفاتٍ شديدةٍ عند كلٍّ من الأطفال والبالغين، متضمّنةً ذات الرئة، التهاب الدماغ، العمى، الإسهال، انتانات الأذن، متلازمة الحصبة الألمانيّة الخلقية وحتّى الموت. ويمكن منع وقوع هذه المعاناة بوساطة اللقاحات.
6- الحصول على المناعة عن طريق الإصابة بالمرض أفضل من اللقاحات... خرافة!
الحقيقة: المناعة المتلقّاة من اللقاحات مماثلة لتلك التي نحصل عليها من الإصابة بالمرض.
لكن قد يكون ثمن المناعة التالية للإصابة بالمرض مرتفعًا، على سبيل المثال؛ الإصابة بالتخلّف العقليّ بسبب الإصابة بالمستدمية النزلية من النوع ب Haemophilus influenzae type b أو الاعتلالات الخلقية بسبب الإصابة بالحصبة الألمانية الخلقية أو سرطان الكبد بسبب فيروس التهاب الكبد ب أو الموت بسبب الحصبة.
7- العديد من الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاحات عاشوا حياةً صحيّةً سليمة؛ لذلك لا حاجة ضروريّة للقاحات... خرافة!
الحقيقة: قبل إنتاج لقاح الحصبة كان أكثر من 90% من البشر يُصابون به قبل بلوغهم سنّ العاشرة، وكانت حالةٌ من كلّ ألف حالةٍ للحصبة تنتهي بالموت. كما عانى العديد من الناجين من الموت مضاعفات خطيرة وأحيانًا دائمة.
على الرغم من أنّ بعض هذه الأمراض قد تكون غير شديدةٍ في بعض الحالات، فإن من الأفضل تلقي اللقاحات؛ إذ لا نعلم مدى خطورة الداء عند الإصابة به.
8- قد تحتوي اللقاحات أجهزة تعقّب مجهريّة تمكّن أجهزة الاستخبارات من مراقبة تحرّكات الشخص الممنّع... خرافة!
الحقيقة: هذا مستحيل ولن يحدث أبدًا. إذ تُنتَج اللقاحات ضمن شروطٍ خاصّةٍ ومراقبة بشكل جيّد. ثمّ إنّ العديد من العبوات (الفيالات) تكون مخصّصة لتمنيع أكثر من شخص؛ ولهذا فمن المستحيل تعقّب كلّ شخصٍ على حدى.
9- ليس آمنًا الذهاب إلى السباحة عند تلقّي اللقاح... خرافة!
الحقيقة: يمكن اصطحاب طفلك إلى السباحة قبل تلقّي اللقاح أو بعده. لا مشكلة.
10- العديد من الذين تلقّوا اللقاحات أصيبوا بالمرض؛ وهذا يعني أن اللقاحات غير مجدية... خرافة!
الحقيقة: بعض الأشخاص لا يطوّرون مناعةً تجاه المرض بعد تلقّي اللقاح. لكن من المؤكّد أنّ اللقاح لا يسبّب المرض؛ ثمّ إنه في حال إصابة الشخص الملقّح بالمرض؛ فإنه لن يكون شديدًا كما في حال عدم تلقّي اللقاح بل أقلّ خطورة بكثير.
11- الرضاعة الطبيعيّة تكفي لمنح الطفل المناعة الكاملة فهي تُغني عن اللقاحات... خرافة!
الحقيقة: الرضاعة الطبيعيّة مهمّة جدًّا كبداية؛ فهي تقلّل من إنتانات الأذن، والإسهالات، والإنتانات التنفسيّة. لكنّ هذه الحماية غير كافية، ويمكن القول إنّ اللقاح يُكمِل الطريق الذي بدأته الرضاعة بتمنيع الطفل وحمايته من الأمراض كافّةً.
في النهاية تذكر! درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج؛ أي إنّ تلقّي اللقاحات للوقاية من الأمراض أكثر سهولة وفعاليّة من علاجها بعد الإصابة بها. ثمّ إنّ اللقاحات تحمي مستقبلنا، فهي لا تحمي حيواتنا أو حيوات أطفالنا فحسب؛ بل والأجيال اللاحقة أيضًا بالحدّ من انتشار الأمراض. وبفضل هذه اللقاحات أصبح العديد من الأمراض القاتلة نادرًا في عددٍ من الدول حول العالم.
المصادر:
2- Why vaccination is safe and important [Internet]. nhs.uk. 2019 [cited 27 October 2020]. Available from: هنا
3- Vaccination Myths and Facts [Internet]. Boston Public Health Comission. 2015 [cited 27 October 2020]. Available from: هنا
4- Myths and Facts about Vaccination [Internet]. University of Michigan Health System (UMHS); 2013 [cited 27 October 2020]. Available from: هنا
5- Vaccines - Immunization - Health Care Professionals - MOHLTC [Internet]. Health.gov.on.ca. 2018 [cited 27 October 2020]. Available from: هنا
6- Can my baby go swimming before or after vaccinations? [Internet]. nhs.uk. 2019 [cited 27 October 2020]. Available from: هنا