لا تدعْ الأدوية منتهية الصلاحية تغريك لاستخدامها
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
وقد يتواجدُ تاريخُ الصلاحية مطبوعاً على اللصاقة أو مختوماً على العبوة، ويتبع غالباً الاختصار EXP ، وعليه فمن الهامِّ جداً الانتباه لتاريخ انتهاء صلاحية الأدوية المستعملة نظراً لترتّب بعض المخاطر الصحية على استعمالِ أدويةٍ منتهيةِ الصلاحية.
- ما مدى خطورة الأدوية منتهية الصلاحية؟
قد تكون المستحضراتُ الدوائيةُ منتهيةُ الصلاحية أقلَّ فعاليةً أو حتى خطيرةً نظراً لحصول تغيّرٍ في بنيتها أو تركيبها الكيميائي أو بسبب تناقصِ فعاليتها مع الزمن. كما تكون بعض الأدوية عرضةً للتلوث الجرثومي ونموِّ الجراثيم ضمنها، مما يؤدي لإصابة المريض بعدوىً جرثوميةٍ قد تعجز الصادات الحيوية متوسطة القوة عن القضاء عليها، وهذا سيقود إلى إلى أمراضٍ أكثرَ خطورةً وتطور مقاومةٍ جرثوميةٍ ضد الصادات الحيوية المُستخدمة، تقول بيرنستاين: "حالما يتجاوز الدواءُ تاريخَ صلاحيته، لا يمكن ضمان فعاليةِ وأمانِ استخدامه، لذلك إذا كان دواؤك منتهيَ الصلاحية، لا تستخدمه أبداً."
وفقاً لتقريرٍ صادرٍ عن هيئة مراقبة الدواء الأميركية، قد لا يعي العديدُ من الناس أن الأدوية التي تبقى في خزائن بيوتهم معرضةٌ لأن تُستخدَم بشكلٍ خاطئٍ لغير الاستطبابات المخصصة لها، أو أن تُستخدم بشكلٍ مفرط، إضافةً لذلك فقد وصلت معدلات سوءِ استخدام الأدوية الموصوفة والتسمّمات غير القصدية والجرعات الزائدة (Overdoses) في الولايات المتحدة وحدها إلى حدٍّ خطيرٍ لتُظهر الدراسات أن معظمَ الأدوية المُساء استخدامِها يتمُّ الحصول عليها عادةً من صديقٍ أو من أحد أفراد العائلة والتي تم الحصول عليها أصلاً من خزانة الأدوية المنزلية.
أي أن الأدويةَ منتهيةَ الصلاحيةِ لا تشكّل خطراً على البشر التي وصفت لأجلِهم وحسب، بل يمكنها أيضاً أن تؤذي الأطفال والحيوانات الأليفة إذا تم تناولها عن طريق الخطأ. لذلك يعتبر التخلص من الأدوية االتي لا نحتاج إليها بطريقةٍ مناسبةٍ أمراً أساسياً.
- ما الذي يمكننا فعله بالأدوية منتهية الصلاحية؟
أولاً اقرأ اللصاقةَ الموجودةَ على عبوة الدواء، واتّبع أيّ إرشاداتٍ خاصةٍ بطريقة التخلُّصِ المناسبة من الدواء. حيث يُعتبر نظام إعادة الأدوية منتهية الصلاحية المنهجي -عند توفره- الوسيلةَ الأفضلَ للتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المستعملة.
فيهدف مثلاً اليومُ الوطنيُّ لإعادة الأدوية الموصوفة والذي يجري بإشراف هيئةِ مراقبة الأدوية إلى تأكيد أهمية قضيةٍ جوهريةٍ تخصّ الصحة العامة، من خلال تذكير جميع الناس بالتخلص من الأدوية غيرِ المرغوبة ومنتهية الصلاحية. ويتمّ عبر هذا البرنامج التخلصُ من أطنانٍ من الأدوية غير المستخدمةِ ومنتهية الصلاحية والتعامُل معها بالطريقة المناسبة.
أما عندَ عدم توفّر برامج التخلص من الأدوية الزائدة، فتنصّ التعليمات على التخلص من الأدوية الزائدة في القمامة المنزلية بعد مزجِها مع أوساخِ أو فضلات القطط في مستوعب خاص، ثم إغلاقه بإحكام (كما في الانفوغراف).
Image: Fda.gov
بينما يُفضّلُ التخلص من بعض الأدوية بشكلٍ نهائيٍّ من خلال مصرف الحمام أو المغسلة نظراً لكونها مؤذيةً بشكلٍ كبيرٍ أو حتى قاتلةً للأطفال، أو الحيوانات الأليفة، أو أي أحدٍ قد يأخذُها بشكلٍ غيرِ مقصود.
- في النهاية قد يكون من الأفضل أن تخصصَ مكاناً لكل شيء:
إنّ أحدَ الطرق المناسبة للتأكد من أن أدويتك ستبقى آمنةً وفعالةً حتى تاريخِ صلاحيتها هي التخزينُ المناسب، فتأكد من قراءةِ لصاقة الدواء وخاصةً في حال وجودِ تعليماتِ تخزينٍ خاصةٍ لدوائك، حيث يجب أن تُحفَظ بعضُ الأدوية في الثلاجة، في حين يجب ألا يتعرض بعضها لدرجاتِ حرارةٍ مرتفعة.
ويمكن أن تساهم بعض الظروف التخزينة غير الملائمة- مثل خزانة الحمام الرطبة - في تقليلِ فعالية بعض الأدوية التي لم تصل بعد لتاريخ انتهاء صلاحيتها، لذلك من الأفضل أن يتم تخزين معظمِ الأدوية في مكانٍ باردٍ وجاف، ما سيطيل عمرها على الرف، مثل دُرج خزانة الملابس، أو صندوق التخزين، أو خزانة المطبخ.
عند تخزين الأدوية في خزانة المطبخ، يجب الحرص على أن تكون بعيدةً عن المصادر الحرارية والمغسلة، حيث تكون الحرارةُ ومستوى الرطوبةِ متغيرين باستمرار، والذي يمكن أن يؤثّر بدوره على الدواء وفعاليته. أما عند تخزين الدواء في مكانٍ مزدحمٍ من المنزل كالمطبخ، فيجب أن يُؤخذ الحذرُ بالنسبة للأطفال المعرّضين للتسمم بالمصادفة أو غيرهم ممن يمكن أن يغريهم مظهرُ الدواء لتناولِه بشكلٍ مفرط أو إساءةِ استخدامه.
إذاً تذكر دوماً أن تخزّن الأدوية بشكلٍ جيد ولا تستعمل أي دواءٍ انتهت صلاحيته، لأن الخطر الذي تعرّض نفسك له قد يفوق أي فائدةٍ مرجوّةٍ منه.
المصدر:
هنا